من المغرب : مصطفى منيغ
غرق من غرق ، فبدل أن يأخذ والي جهة "كلميم – السمارة" العبرة مما سبق ،
خرج على من خرج بصوته المبحوح المتعجرف الداعي في الأصل للشفقة ،
"متفرعنا" كعادته مذ احتضنه المغرب تحت مظلة "إن الوطن غفور رحيم" إلى
الآن كظاهرة غير مسبوقة ، مبعدا عن نفسه مسؤولية ما جرى وهو الآكل من نفس
الطنجرة بما فيها الدسم الطازج و المَرَقَ ، ألم يصبه حظ من ريع وما لا
يُقدر بثمن إن عمد البيع أم حلال عليه حرام على المنتسبين للطبقات
المسحوقة ، ومنها على سمعه وبصره وعلمه المباشر غرق من غرق ، في مثل
الحالات لا يكفي إعطاء التعليمات لمن هم أدنى منه مرتبة بل الواجب يحثم
الحضور لتقييم الكارثة والتحرك على ضوء تزايد خطورتها دقيقة بدقيقة ، أم
هو الحذاء (المستورد من بلاد الضباب المدفوع ثمنه من شقاء بسطاء هذا
الشعب المغلوب على أمره في مثل الوضعيات) حتى لا يغيب في الوحل فتذهب
طلعته البهية البراقة ، مَنْ حَبِسَهُ حيث حُبِسَ يتفرج على أبرياء
تجرفهم المياه العاتية المدفوعة بعدم تشييد ما يجعلها تنساب لحالها حتى
تهدأ دون أن تكون لأية أرواح زاهقة ، أليست "كلميم" عاصمة لكل الجهة أم
للمكانة والمقام الرفيع فقط سارقة ؟؟؟، أين مؤسساتها العمومية إذن أم
أسامي على أوراق نصف محترقة ؟؟؟ ، ماذا كان يصنع "الوالي" (الرافع صوته
وكان عليه أن يخفته ويعتذر من اللحظة لغاية أن تنصف الدولة المنطقة
فترفعه عنها بلا هوادة) طوال الزمن الذي قضاه في المنصب ربما مفكرا في
غاية تجسمها في اليد معلقة ، يستقبلها فم غاية في الانفتاح طامعا في
المزيد من أحلام اللذة مََن بالسعادة والنعيم لا زالت مُعلَّقة ،
والاخرون المنتظرون الفرج ليضعوا كالمعتاد أنفسهم بين السندان والمطرقة
.
المصيبة أن هذا "الوالي" من كلميم مَوْلِدًا ، يعرفها شبرا شبرا بمعمارها
قديما كان أو جديدا، بها ترعرع وتعلم كيف يأكل من الكتف تحديدا ، ولما
رحل رحل مع السوء بعيدا ، مع المرتزقة ليضع يديه مع أيديهم لإلحاق الضرر
بالمغرب والمغاربة مؤيدا، صافعا الأصل والجذور خدمة لمصالح الجزائر
الرسمية ناشدا ، ما همه في "كلميم" لا عمرو ولا زيد ولا أحمد ، ذاك
تاريخ يجره من الخلف باقيا يدينه حتى زيارته اللحد ، أضاع فرصة التصالح
مع أبناء جلدته حينما تربع على كرسي الجهة فأغلق الباب جاعلا بينه ومصالح
ما جاء يخدمهم الحد ، ليريهم أنه الأقوى ثانية في المغرب كما كان في جبهة
البوليساريو أسدا ، والواقعُ متى سخر من امرئ جعله ينتفخ كالطاووس فتأتي
الصرصار تنزع من جلده الريش اللين الملمس والأجعد ، ليبقى أضحوكة الزمن
بالعبر والدلائل الموضوعية امتد ، كان عليه أن يصمت على الأقل ريثما تتضح
أحجام الكارثة لكنه قفز كهر مقهور طاب دفء المقام بين ما لا يخطر للعامة
على بال بمجرد صيحة صاحبها لعزيز فقد ، القضية خطيرة إن بقي هذا الرجل
يصول ويجول في منصبه يتدثر بالفشل ويقاوم بإبعاد المسؤولية عن تدبيره
الذي اتخذه من مدة مضيعة للوقت وحصنا يقيه غضب الغاضبين الذين مع مرور
الوقت عددهم ازداد . نصيحتي له أن يرحل إلى أي مكان ما عدا "كلميم" أو
الصحراء ،إذ عمره الافتراضي فيهما نفذ ، أقولها صراحة وأمري لله الحي
القيوم ذي الجلال والإكرام الواحد القهار الصمد .
ظننا الشمال وحده في حيرة ، فإذا الجنوب بالصحراء يذوق أفظع مرارة ، بل
تُنصب من "كلميمه" إلى "السمارة" ، خيم الألم والتشرذم والتعاسة تلازم
الحسرة، وتُبشر المتتبعين بأصعب خسارة ، تحملها المغرب دولة وشعبا منذ 6
نوفمبر 1975 إلى حصول ما يراه عاهل لبلاد من وجوب تغييرات في أقرب فرصة ،
وهو المطلع الآن بما يلزم تدخله كملك لإحقاق الحق وتنفيذ ما رآه عدلا في
ظل "دولة حق وقانون" كقرارات (موفقة بالرزانة والعقل والحكمة والدراسات
المعمقة وما جال على أرض الواقع من تتبع موضوعي لكل المجالات المعنية)
مختارة.
... باب الصحراء كسَّرَته السيول ، فلم يعد له وجود إلا في إبداعات
الشعراء ومَن لهم بحكايات الفنون الشعبية ميول ، وكما للأصل أصول ،
فالباب الذي لا يحمي مَن شيده ولو في الخيال ، يُصبح خشبا تتراقص أجزاؤه
المنزوعة بعضها عن بعض بقوة ماء مخلوط بالرمال، يندفع بما جرفه أيضا من
أجساد الرجال ، يتجول لغاية بحر يُلقي في أعماقه ما حمل ، لذا لم تعد
"كلميم" إلا نافذة في بناية "عمالة" يطل منها رئيسها بمنظاره الاصطناعي
لمشاهدة عن بعد ما تبقى حولها دون خراب كربان باخرة مهترئة لا أمل لها
في النجاة إلا بذهابه ليتدرب على جمع القمامة كزبَّال ، المسؤولية تحرقُ
النساء كالرجال ، لتنضاف بفضل مجهوداتهم الطيبة عناصر تبعد مناطقهم
الموضوعة تحت نفوذهم عن مثل ما في "كلميم" حصل ، ومتى انحاز الوالي
/العامل لكلميم الإقليم والجهة للثرثرة واحتساء أكواب الشاي على الطريقة
الصحراوية ليظهر نفسه أنه منهم بصورة متكررة ليعلق فشله الذريع على رئاسة
المجلس البلدي الواقفة له بالمرصاد (كما يدعي لجلسائه) مضيقة عليه سُبل
الحركة وتميل متحدية توجهاته مهما مال، لدليلٌ على ضعف المسؤول وارتباطه
كالسابق بالميسور الُمُقدم على طابق من معجون الموز مُحضَّر بأيادي
حسناوات الديكور بعدمهن لا يجوز كما يقتضي ذلك مقام من جال مع مناصب
سامية وصال ، متناسيا أنه الوصي على ذاك المجلس أم مضغها ووجد نفسه عليها
جالس نائيا عن أداء واجب له الداخلية كوزارة قائمة لمثل المواقف لتطبق ما
يجعل القانون في حينها واقف خدمة لمصلحة البلاد والعباد أم ذاك كان
للعامل / الوالي آخر انشغال ، لكن الطبيعة أرادت أن تفضح أصحاب البطون
المنتفخة ، فانهارت الجسور الكرتونية ، وامتصت التربة الطرق المعبدة ،
وعربدت المياه في حفل إدانة المسؤولين المرتبطة اختصاصاتهم بكل ما انهار
كقصر من رمال على شاطئ شيده للنزهة والمتعة واللعب أطفال . (يتبع)
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية.
عضو الأمانة العامة لحزب الأمل
مدير فرع المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان (سيدني / استراليا)
غرق من غرق ، فبدل أن يأخذ والي جهة "كلميم – السمارة" العبرة مما سبق ،
خرج على من خرج بصوته المبحوح المتعجرف الداعي في الأصل للشفقة ،
"متفرعنا" كعادته مذ احتضنه المغرب تحت مظلة "إن الوطن غفور رحيم" إلى
الآن كظاهرة غير مسبوقة ، مبعدا عن نفسه مسؤولية ما جرى وهو الآكل من نفس
الطنجرة بما فيها الدسم الطازج و المَرَقَ ، ألم يصبه حظ من ريع وما لا
يُقدر بثمن إن عمد البيع أم حلال عليه حرام على المنتسبين للطبقات
المسحوقة ، ومنها على سمعه وبصره وعلمه المباشر غرق من غرق ، في مثل
الحالات لا يكفي إعطاء التعليمات لمن هم أدنى منه مرتبة بل الواجب يحثم
الحضور لتقييم الكارثة والتحرك على ضوء تزايد خطورتها دقيقة بدقيقة ، أم
هو الحذاء (المستورد من بلاد الضباب المدفوع ثمنه من شقاء بسطاء هذا
الشعب المغلوب على أمره في مثل الوضعيات) حتى لا يغيب في الوحل فتذهب
طلعته البهية البراقة ، مَنْ حَبِسَهُ حيث حُبِسَ يتفرج على أبرياء
تجرفهم المياه العاتية المدفوعة بعدم تشييد ما يجعلها تنساب لحالها حتى
تهدأ دون أن تكون لأية أرواح زاهقة ، أليست "كلميم" عاصمة لكل الجهة أم
للمكانة والمقام الرفيع فقط سارقة ؟؟؟، أين مؤسساتها العمومية إذن أم
أسامي على أوراق نصف محترقة ؟؟؟ ، ماذا كان يصنع "الوالي" (الرافع صوته
وكان عليه أن يخفته ويعتذر من اللحظة لغاية أن تنصف الدولة المنطقة
فترفعه عنها بلا هوادة) طوال الزمن الذي قضاه في المنصب ربما مفكرا في
غاية تجسمها في اليد معلقة ، يستقبلها فم غاية في الانفتاح طامعا في
المزيد من أحلام اللذة مََن بالسعادة والنعيم لا زالت مُعلَّقة ،
والاخرون المنتظرون الفرج ليضعوا كالمعتاد أنفسهم بين السندان والمطرقة
.
المصيبة أن هذا "الوالي" من كلميم مَوْلِدًا ، يعرفها شبرا شبرا بمعمارها
قديما كان أو جديدا، بها ترعرع وتعلم كيف يأكل من الكتف تحديدا ، ولما
رحل رحل مع السوء بعيدا ، مع المرتزقة ليضع يديه مع أيديهم لإلحاق الضرر
بالمغرب والمغاربة مؤيدا، صافعا الأصل والجذور خدمة لمصالح الجزائر
الرسمية ناشدا ، ما همه في "كلميم" لا عمرو ولا زيد ولا أحمد ، ذاك
تاريخ يجره من الخلف باقيا يدينه حتى زيارته اللحد ، أضاع فرصة التصالح
مع أبناء جلدته حينما تربع على كرسي الجهة فأغلق الباب جاعلا بينه ومصالح
ما جاء يخدمهم الحد ، ليريهم أنه الأقوى ثانية في المغرب كما كان في جبهة
البوليساريو أسدا ، والواقعُ متى سخر من امرئ جعله ينتفخ كالطاووس فتأتي
الصرصار تنزع من جلده الريش اللين الملمس والأجعد ، ليبقى أضحوكة الزمن
بالعبر والدلائل الموضوعية امتد ، كان عليه أن يصمت على الأقل ريثما تتضح
أحجام الكارثة لكنه قفز كهر مقهور طاب دفء المقام بين ما لا يخطر للعامة
على بال بمجرد صيحة صاحبها لعزيز فقد ، القضية خطيرة إن بقي هذا الرجل
يصول ويجول في منصبه يتدثر بالفشل ويقاوم بإبعاد المسؤولية عن تدبيره
الذي اتخذه من مدة مضيعة للوقت وحصنا يقيه غضب الغاضبين الذين مع مرور
الوقت عددهم ازداد . نصيحتي له أن يرحل إلى أي مكان ما عدا "كلميم" أو
الصحراء ،إذ عمره الافتراضي فيهما نفذ ، أقولها صراحة وأمري لله الحي
القيوم ذي الجلال والإكرام الواحد القهار الصمد .
ظننا الشمال وحده في حيرة ، فإذا الجنوب بالصحراء يذوق أفظع مرارة ، بل
تُنصب من "كلميمه" إلى "السمارة" ، خيم الألم والتشرذم والتعاسة تلازم
الحسرة، وتُبشر المتتبعين بأصعب خسارة ، تحملها المغرب دولة وشعبا منذ 6
نوفمبر 1975 إلى حصول ما يراه عاهل لبلاد من وجوب تغييرات في أقرب فرصة ،
وهو المطلع الآن بما يلزم تدخله كملك لإحقاق الحق وتنفيذ ما رآه عدلا في
ظل "دولة حق وقانون" كقرارات (موفقة بالرزانة والعقل والحكمة والدراسات
المعمقة وما جال على أرض الواقع من تتبع موضوعي لكل المجالات المعنية)
مختارة.
... باب الصحراء كسَّرَته السيول ، فلم يعد له وجود إلا في إبداعات
الشعراء ومَن لهم بحكايات الفنون الشعبية ميول ، وكما للأصل أصول ،
فالباب الذي لا يحمي مَن شيده ولو في الخيال ، يُصبح خشبا تتراقص أجزاؤه
المنزوعة بعضها عن بعض بقوة ماء مخلوط بالرمال، يندفع بما جرفه أيضا من
أجساد الرجال ، يتجول لغاية بحر يُلقي في أعماقه ما حمل ، لذا لم تعد
"كلميم" إلا نافذة في بناية "عمالة" يطل منها رئيسها بمنظاره الاصطناعي
لمشاهدة عن بعد ما تبقى حولها دون خراب كربان باخرة مهترئة لا أمل لها
في النجاة إلا بذهابه ليتدرب على جمع القمامة كزبَّال ، المسؤولية تحرقُ
النساء كالرجال ، لتنضاف بفضل مجهوداتهم الطيبة عناصر تبعد مناطقهم
الموضوعة تحت نفوذهم عن مثل ما في "كلميم" حصل ، ومتى انحاز الوالي
/العامل لكلميم الإقليم والجهة للثرثرة واحتساء أكواب الشاي على الطريقة
الصحراوية ليظهر نفسه أنه منهم بصورة متكررة ليعلق فشله الذريع على رئاسة
المجلس البلدي الواقفة له بالمرصاد (كما يدعي لجلسائه) مضيقة عليه سُبل
الحركة وتميل متحدية توجهاته مهما مال، لدليلٌ على ضعف المسؤول وارتباطه
كالسابق بالميسور الُمُقدم على طابق من معجون الموز مُحضَّر بأيادي
حسناوات الديكور بعدمهن لا يجوز كما يقتضي ذلك مقام من جال مع مناصب
سامية وصال ، متناسيا أنه الوصي على ذاك المجلس أم مضغها ووجد نفسه عليها
جالس نائيا عن أداء واجب له الداخلية كوزارة قائمة لمثل المواقف لتطبق ما
يجعل القانون في حينها واقف خدمة لمصلحة البلاد والعباد أم ذاك كان
للعامل / الوالي آخر انشغال ، لكن الطبيعة أرادت أن تفضح أصحاب البطون
المنتفخة ، فانهارت الجسور الكرتونية ، وامتصت التربة الطرق المعبدة ،
وعربدت المياه في حفل إدانة المسؤولين المرتبطة اختصاصاتهم بكل ما انهار
كقصر من رمال على شاطئ شيده للنزهة والمتعة واللعب أطفال . (يتبع)
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية.
عضو الأمانة العامة لحزب الأمل
مدير فرع المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان (سيدني / استراليا)
0 تعليقات:
إرسال تعليق