Ads

نحو التجديد في العمل الطلابي

بقلم الطالب : محمد  بلصفار
التاريخانية هو الخطاب المرجعي الدي نجده في العمل الطلابي المغربي ، مستندا هذا العمل على الأعراف الطلابية القديمة التي لا زالت تحكم العديد من المواقع دون مراعات لشروط الموضوعية في زماننا و متغيراتها التي حدثة على الطالب المعاصر ، الذي لا ينفك إلا أن ينكب وراء التجهيل المنظم الذي يسقوه إليه المخزن لإفقاده بثولته و ضياع معناه الفعلي في المجتمع، ولن نقول ان المخزن قد نجح بشكل كبير في هذا بتحويل الطالب الى فأر تجارب :كل مدة زمنية يخضعه لتجارب فاشلة تحث صمت التأمر والتواطؤ  من طرف قطاع التعليم العالي من باحثين و الأساتذة ان لم نقل انهم طرف في معادلة التجهيل ...، .
فلقد كان دور الحركة الطلابية – اوطم - في الفترات الزمانية اللاحقة هو التصدي لمن يتأمر على كرامة الطالب بضياع معناه أو المساس بهياكله و مبادئه التي تضمن للطالبة حقوقه ومكتسباته ، وهذا ما زالت تشتغل عليه الأن اوطم بمختلف هياكلها الأوطامية، إلا أن التجديد لم يطل الوسائل النضالية التي يشتغل بها المجاهدون في ساحات الكليات سوى الموروث القديم ، ولا يعني هدا التبرؤ من القديم بقدر ما يدفعنا إلى لبحث عن مقصد القديم لتجديده و تفعيل قاصدتيه داخل الساحة الجامعية فدور النقابات في كل القطاعات هو الدفاع عن الحقوق و تنمية الوعي النقابي داخل القطاع ، وهذا يستلزم التواصل الفعال من أجل الحوار لبناء قناعة مشتركة بأهمية العمل الجماعي لصيانة المكتسبات الطلابية وهذا يستوجب فهم عقليات زماننا لنكون من أبناء زمانينا بطرق هذا الزمان و ليس الاشتغال بأليات السبعينات و إسقاطها على الألفية الجديدة لتحقيق غرضها ، فالضرورة الراهنة تجعلنا نفكر في كيفية انتشال الطالب من ثالوث الجهل الثقافي وهذا لن  يتحقق الا بالفهم الصحيح لدور الحركة الطلابية الإسلامية بالجامعة ، وهنا سنعود الى التاريخ للاستشهاد فقط : فالمد اليساري جعل من أفكاره ممارسات سلوكية في الطلبة حتى أصبح طالب السبعينات والستينات بضرورة يتماشى مع طرحهم سواء بإدراكه ام لا لأنه قد تربت فيه الممارسة السلوكية لتلك الإيديولوجية من خلال التربية، هذا ما نبحت عنه هو الممارسة السلوكية للطلبة وفق المنهاج النبوي  - إن لم نقل تجسيد له  ليس بصيغة المبالغ و إنما بهدف الطموح  - إذ أنه سيحيلنا بالضرورة الى فعل  التربية داخل الساحة الجامعية ، وقبل التطرق الى الوسائل التربوية  لا بد لنا ان نقف على مفهوم التربية من التأصيل العلمي  - لكي لا يغر بهذا المفهوم - فالتربية هي عملية ترافق الإنسان منذ ولادته الى مماته ،إذن فهي لا تقتصر على مدة زمنية معينة و إنما هي مرافقة له، و التربية لا تحمل معنى إجابي او سلبي بقدر ما يقصد بها تلك القناعات و السلوكيات التي تزرع في الفرد وفق أليات – ما يسمى بزرع القيم إما بالتقليد او الأمر و الواجب او الحب و الرغبة -  فتصير ممارسات في حياته العامة  و الخاصة مستنبطة من بواعث : المجتمع الدولة الأسرة و المنظومات التي ينشأ بداخلها  التي تعتمد على أليات التلقين و الأمر و النهي و الترميز ... ، ومن بين تلك المنظومات التربوية : الجامعة  ، فإن كان غرض المخزن هو إنتاج صنف من الطلب شكلا : أرقاما يقدمها الى صندوق النقد الدولي وغيره أم المضمون فهو فاقد لمعنى كلمة طالب خبز وعلم وحق الى طالب الهوى و الأنا و الخوف و الاستخفاف ....، فيبقى دور الهياكل الأوطامية المحافظة على المعنى  الأصيل للطالب بتكاتف الجهود و تجديد الوسائل التي تخرج لنا طالب بروح الجندية التي ستصنع لنا نخبة التغير المنشود ، وكما أسلفنا الذكر أننا سنبحت في الوسائل القديمة عن قصديتها وليس في ذاتها فمثلا " الحلقة" اداة للتواصل و الحوار وتقارع الأفكار فقصديتها هو التواصل و اخد بمبدأ الجماهرية في القرارات النضالية فهي كوسيلة لا بئس بها لكن الإشكال في أعرافها المبنية على الجدل عوض التواصل و الحوار، فالقصد هنا إما الاستغناء عنها و تعوضيها بجموع عامة ..، او بقائها والتخفيف من حدت عرفها الدي دائما يسوق بالنقاش الى الجدال ...، فبما أن الأصل فيها – الحلقة - هو تحقيق التواصل و الحوار فهناك طرق متجددة تحقق لنا هذا المبتغى بطرق تجديدية ولا يمكن اغفال الطابع التكويني لها وهذا لا يعني أن الوسائل الجديدة او المتجدد ة لا تحمل في طياتها التكوين الذاتي للطالب و الفكري لكن التواصل غير كافي للإيصال الممارسة السلوكية للطالب وهذا ما يتطلب عنصر مهم وهو عمارة المسجد و إشعاع روحه في الجامعة انطلاقا من الدوائر التربوية و الأنشطة الإحسانية ،لأن طالب اليوم أحوج الى التربية القلبية وليس الى التنظيرات الكلامية لأن المعرفة أصبحت متوافرة فبزر واحد في حاسوبه يحصل على ما يريد من التنظيرات الكلامية ، هذا ما يدفعنا الى اقتراح بعض النظريات التجديدية في العمل الطلابي ليصير عملا منتجا والتي تتمثل في التالي :
النظرية الأولى : التركيز على قصدية العمل يحقق التجديد في المناهج و الأليات
الشرط الذاتي: فهم القصد من العمل الطلابي وضرورة تحينه
الشرط الموضوعي: دراسة المجال
إنشاء مشروع طالب بسمات الجندية من خلال الدوائر الإيمانية والجالسات التربوية التي ستشبع قناعات الطلبة و تحي في قلوبهم قصدية وجودهم ، تم العمل على ترسيخ تلك القناعات من خلال التربية  وتحويلها الى سلوكيات فعلية داخل الساحة من خلال اشعاع روح الإحسان بين الطلبة و الدعوة الى العدل فيهم  وفي أمتهم من خلال التركيز على قصدية العمل لإبتكار أليات وفق خصوصيات كل موقع على حد ، فالتركيز على مقاصد العمل يلزم عنه التجديد في وسائل العمل وطرق ناجعته ، فكما هو الشأن في الفقه فمعرفة مقاصد الشريعة يؤدي بنا الى تجديده ، وهذا لا يتأتى الا بتحقق الشرطين وهما فهم مقاصد العمل الطلابي و القراءة الصحيحة لواقع الساحة .
النظرية الثانية : التشاركية الطلابية في بناء نهضة طلابية
الشرط الذاتي: القابلية للحوار
الشرط الموضوعي : القواسم المشتركة : الأرضية الطلابية المسلمة
لا بد لأي بناء كيف مكان من وجود لحمة بين المرصيصن للبنات البناء هذه اللحمة تتشكل في التشاركية التي تنبني على الحوار الجاد البعيد عن الجدل و الأنا المستعلية مركزة على القاسم المشترك في البناء وهو : اننا كلنا طلبة مسلمين ما يجمعنا قاسمين مشتركين اننا طلبة و مسلمين ، وعند إدراك لهذه القواسم إدراك الحكيم تنبني الأخوة الملتحمة في بناء مرصوص بروح المحبة والإخاء التي كانت تجمع الصحابة رضوان الله عليهم و التابعين من بعدهم وهذا لا يتحقق الا بالمشاركة لكفات شرائح الطلابية مشاركة فعالة بهم مسؤول لقيام نخبة عصامية تعلم دورها في نهضة مجتمعها و أمتها  ، فالفعالية الطلابية داخل الساحة الجامعية سترسخ للطلبة التربية القلبية و فعل لمعاني المحبة للحبيب المصطفى و السير في دربه عليه أفضل الصلاة و السلام .
النظرية الثالثة : العمل بالرمزية

والمقصود بها ليس العمل الرمزي وإنما المقصود بها هو تغير القناعات الطلابية انطلاقا من الرموز symbole فإن التهجين الثقافي الذي جعل الأمة تعيش في ضياعها في غبن الهوية و فقدان القصدية ارتكزن بالأساس على الرمز فتلك الطالبة أو الطالب الهائم في حضن الميوعة لم تأته تلك مباشرة وإنما استهدفت عقله لا واعي من خلال خطاب الرموز مثل الأغاني والموضة ... ، ولكي لا نكون شواذ في التكفير والتفسيق نعمل بنفس الألة التي يشتغل بها من يردون هلاك الأمة وأسر نخبتها للاستمرار في امتصاص خيرات بلدنا فلرمزية أثر كبير في تغير القناعات و تفعيل السلوكيات جديدة باعثها الأساسي قلب يتوق شوقا لان يكون من إخوة رسول الله ، فالطلبة لا يحتجون الى من يحاضر في الصدق أو الجهاد بقدر ما يردون من يريهم كيف يكونوا صادقين كيف يحيون مع رسول الله ، وهذه مهمة جند الله إخوان رسول الله فالرمزية تصنع في المعارف والأفكار و المحاضرات و الأنشطة و التواصل والسلوك : فمثلا صور هل صليت على النبي بمصر أحدثت زعزعة في مفاهيم الناس وما الطريقة سوى إشارة اعلان .. ، واليكم نظرة من التاريخ فالهبي او غيره كان نمطا رمزيا يدل على قناعات معينة ينتشر بسرعة البرق متله متل العديد من الأنماط التي تنتشر برموز و ليس بالخطاب المباشر ( صطانيك ، هيب هوب ...) ، فالمقصود هنا توجه الخطاب بطرق غير مباشرة ناعمة تستهوي الطلبة ولا يمكن لها أن تتحقق إلا بالإبداع ، والرمزية  تتطلب شرطان أساسيان هما :
الشرط الذاتي : شامة بين الأقران نحلة تزود المحتاج برحيقها المتزن
الشرط الموضوعي : التفاعل مع المحيط بما يوجه الى التربية و ليس العكس بمبدأ الإبداع و الفعالية 
ان النظريات السابقة هي  متعلقة  و متصلة فيما بينها و يلزم عن انشاء الأولى المرور الى الثانية وهكذا ففهم القصدية من العمل يؤدي الى التشاركية وبناء الرمزية الخاصة بهذه المرحلة الطلابية ، والتأصيل للأليات يختلف حسب خصائص المواقع الطلابية ويبقى دائما جسر الحوار الطلابي مفتوحا لكن تركيز العمل يخص أبناء الشعب من الطلبة الوافدين على الجامعات المغيبين عن الوعي الطلابي هؤلاء هم تربة العطاء .



0 تعليقات:

إرسال تعليق