Ads

لمن أقول؟

‏لمن أقول؟
لمن أقول صباح الخير؟ وخطى الحرية منبوذة في بلادنا، مشلولة في حياتنا، مقتولة من الوريد إلى الوريد... ولمن أقول صباح الخير؟ والخير مصاب بأزمة نفسية مع الذّات، يلاحق ظلّنا ولا يصل إلى ذواتنا... فالبيوت امتلأت بأحزانها وآلامها، بإخفاقاتها ومراراة عيشها، وتكدّرت لحظات الطّفولة.. وأخرست كلمات بسبب انكسارات لا شأن لنا بها، وانطفأت حرية كتابتنا عندما أعلن المثقفون سفرهم إلى عالم آخر، والنّحت بعيدًا عن الكلمات الموجعة والمقلقة، الّتي تدخل إلى عرين الأسد لتخرج منتصرة... 
لمن أقول صباح الخير؟ وأسواق بلادي سدّت منافذها وأصيب ساكنوها بالحمى الأبدية، فمارسوا طغيانهم على كل مَن حولهم ولم يتخلّصوا من نبض الآهة والحسرة والحسد.
آه، ماذا فعلت بي الفاصلة المتوقفة على حافة الجملة؟ ولِمَ جعلتني أنتظر قطار العمر ليصل فارغًا من الكلام، منطفئ الشّمس، مظلم اللّيل، فأنا كغيري من سكّان المدينة انسحبت شمسنا، وتقلّبت آمالنا فوق مجامر اللّوعة.
آه، نسينا أنفسنا في قفر أسود كسواد شَعري المتدلي فوق حوافي الخيبة، وتُرك النّاس يتخبّطون في حروب عمياء، وجوع قاتل، وطفولة مشرّدة، وموت بطيء. لمن تركوا؟ وهم يسيرون حاملين توابيت الحياة، قلقين من اليوم والأمس والمستقبل. 
وماذا بقي بعد؟ عندما نتكلم على الموت كأننا في سباق مع الزّمن، نجول برؤوس كلماتنا الجارحة لنكتب مثل الشّمعة التي لا تنطفئ عناوين أبت الوصول، نلامس أمراضنا قبل أن تصيبنا هزّة الموت، ورعشة انتهاء الحياة. ونبقى بعينيْن مفتوحتيْن نلوّن انكساراتنا الّتي تعوّدنا عليها كلما أعلنت الشّمس بداية يوم جديد، وما أجملها من بداية! فأجمل ما في الحياة البدايات، وأصعب ما في الحياة البدايات وعليها تترتب كل التّصرفات اللاحقة... وما أروع البدء بحياة تتغلّب على الموت والقهر والحرب والظّلم كي لا تكون حياتنا سرابًا في سراب. 
وليشهد الكون على تواطئي مع القدر والحياة كي أخلق من الضعف قوة، ومن كلماتي الدّافئة وجودًا ينبت في الصّحارى، ويتدلى من أعالي السّماء لأخرج من مأتم السّواد، وأخطّ على غيمة بيضاء أقوالي وأفعالي، ولا أتوقف عن الأمل، علّه ينتقل كفيروس قاتل إلى نفوس النّاس فيكفّون عن الظّلم والمجاملة والكذب، فأصعب ما في الحياة أن تعيش مع اللاقيم واللاإنسانية.
نورا مرعي 23 ايار 2014‏
أقول صباح الخير؟ وأسواق بلادي سدّت منافذها وأصيب ساكنوها بالحمى الأبدية، فمارسوا طغيانهم على كل مَن حولهم ولم يتخلّصوا من نبض الآهة والحسرة والحسد.
آه، ماذا فعلت بي الفاصلة المتوقفة على حافة الجملة؟ ولِمَ جعلتني أنتظر قطار العمر ليصل فارغًا من الكلام، منطفئ الشّمس، مظلم اللّيل، فأنا كغيري من سكّان المدينة انسحبت شمسنا، وتقلّبت آمالنا فوق مجامر اللّوعة.
آه، نسينا أنفسنا في قفر أسود كسواد شَعري المتدلي فوق حوافي الخيبة، وتُرك النّاس يتخبّطون في حروب عمياء، وجوع قاتل، وطفولة مشرّدة، وموت بطيء. لمن تركوا؟ وهم يسيرون حاملين توابيت الحياة، قلقين من اليوم والأمس والمستقبل.
وماذا بقي بعد؟ عندما نتكلم على الموت كأننا في سباق مع الزّمن، نجول برؤوس كلماتنا الجارحة لنكتب مثل الشّمعة التي لا تنطفئ عناوين أبت الوصول، نلامس أمراضنا قبل أن تصيبنا هزّة الموت، ورعشة انتهاء الحياة. ونبقى بعينيْن مفتوحتيْن نلوّن انكساراتنا الّتي تعوّدنا عليها كلما أعلنت الشّمس بداية يوم جديد، وما أجملها من بداية! فأجمل ما في الحياة البدايات، وأصعب ما في الحياة البدايات وعليها تترتب كل التّصرفات اللاحقة... وما أروع البدء بحياة تتغلّب على الموت والقهر والحرب والظّلم كي لا تكون حياتنا سرابًا في سراب.
وليشهد الكون على تواطئي مع القدر والحياة كي أخلق من الضعف قوة، ومن كلماتي الدّافئة وجودًا ينبت في الصّحارى، ويتدلى من أعالي السّماء لأخرج من مأتم السّواد، وأخطّ على غيمة بيضاء أقوالي وأفعالي، ولا أتوقف عن الأمل، علّه ينتقل كفيروس قاتل إلى نفوس النّاس فيكفّون عن الظّلم والمجاملة والكذب، فأصعب ما في الحياة أن تعيش مع اللاقيم واللاإنسانية.
نورا مرعي 23 ايار 2014


0 تعليقات:

إرسال تعليق