Ads

الاعلام الفرانكفونى والانجلو فونى يتبارى فى سماوات القارة الافريقية



بقلم / سهام عزالدين جبريل 
  تتعرض السماوات الأفريقية للبث الفضائى المباشر المنظم من جانب ٣١٠  قناة فضائية تنتمى إلى ٥ شبكات رئيسية عالمية للأقمار الصناعية والإتصالات الفضائية وتشكل الولايات المتحدة القاعدة الأهم والأكثر تأثيرا فى المشروع الثقافى العولمى بوجهه الإحتكارى وقدراته التكنلوجيا الهائلة وأدواته الإعلامية والمعلوماتية المتقدمة والتى تلعب الدورالحاسم فى نشر وترويج الثقافة الإستهلاكية ذات الطابع التجارى ، والتى تسعى بدأب لإعادة بناء المنظومة الثقافية لدى شعوب العالم بما يخدم مصالح السوق وأيدولوجيتها وذلك من خلال تهميش الثقافات الأخرى وفى مقدنتها الثقافة الأفريقية وفى ظل إكتساح الثقافة الأمريكية للعالم بسبب هيمنتها الإتصالية والمعلوماتية يبرز أمامنا بوضوح التنافس بين الثقافتين العلميتيين (الثقافة الأنجلو أمريكية والثقافة الفرنسية) للسيطرة على العالم ، حيث تعد أفريقيا ساحة رئيسية لهذا التنافس حيث تبرز الفرانكوفونية كأداة لمقاومة نزعة الهيمنة التى تكرسها الأنجلوفونية بلإعتبارها أداة التواصل الأكثر شيوعا وإنتشارا على النطاق العالمى وفى القارة الأفريقية بوجه خاص، من خلال ماتبثه من برامج ومسلسلات مرئية ومسموعة تستهدف الترويج لنمط الحياة الأمريكية ، مما أوجد تحديات جثام امام منظومة الاعلام الافريقى وانطلاقاتها الانية والمستقبلية .  
أولا:- التحديات الثقافية :- حيث تتعرض أفريقيا حاليا للإختراق الثقافى الأمريكى من خلال شبكات المعلومات والفضائيات والطرق السريعة للإتصال والمعلومات حيث تستكمل الدور الذى تقوم به الشركات متعددة الجنسية والثلاثى الإقتصادى (البنك الدولى+صندوق النقد الدولى+منظمة التجارة العالمية) والثمانية الكبار للسيطرة على الأسواق الأفريقية حيث يتم هذا الإختراق الثقافى لصالح السوق العالمية وعلى حساب أى محاولات وطنية للنهوض أو الإستقلال أو التمايز الإقتصادى والثقافى      
1-الفرانكوفونية وترسيخ قيم التبعية :
عرف الاستعمار الفرنسى منذ القدم بأنة إستعمار ثقافى من الدرجة الاولى وقد رسخت فرنسا فى مستعمراتها لقيمها الثقافية وربطها بالثقافة الفرنسية الام حيث اعتبر ت مستعمراتها هى امتداد لفرنسا من خلال انظمة الحكم المباشرة حيث كانت تدير مستعمراتها بهذا الاسلوب (نظام الحكم المباشر) وكانت هناك وزارة فرنسية للمستعمرات .
ومما يؤكد استمرار هذا التوجه حديث السفير الفرنسى فى هذه الندوة  التى عقدت حول الاعلام الفرنكوفوني والتحديات ندوة المستقبل"، وهى الندوة التي نظمتها كلية الاعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية فى لبنان بعنوان "أصوات فرنكوفونية" برعاية السفير الفرنسي باتريس باولي وحضوره والذى تحدث فيها عن  الاعلام الفرنكوفوني والتحديات حينما قال أن "واقع اللغة الفرنسية في العالم والفرنكوفونية يختلف عما قد يظنه البعض إذ أظهرت دراسة أعدها مصرف Natixis أخيرا أن اللغة الفرنسية ستكون اللغة المحكية الأولى في العالم بحلول عام ٢٠٥٠م وقد لفت النظر الى "دينامية الفرنكوفونية واشعاعها وخصوصا وأنها نقطة تلاق واجتماع حول مجموعة مبادئ"، توقف عند "غنى المشهد الاعلامي الفرنكوفوني وتنوعه"، مشيرا الى أن "حضور اللغة الفرنسية لا يقتصر فقط على المؤسسات الناطقة باللغة الفرنسية بل يتعداها الى تلك العربية كجريدة "السفير" التي اختارت أن تصدر في مناسبة عيدها الأربعين ملحقا بالفرنسية" ، وتطرق أيضا الى "برامج الدعم التي يمكن أن تقدمها فرنسا الى الوسائل الاعلامية وبرامج التدريب للصحافيين المحليين"، مؤكدا أن "الصحافة الفرنسية والفرنكوفونية لا بد لها أن تتأقلم مع الواقع الجديد ولا سيما وأن" وسائل التواصل الجديدة وان كانت تحض الاعلام اليوم على اعادة النظر في النموذج الاقتصادي الا أنها تقدم فرصا كبيرة وتوفر امكان الوصول الى فئات أوسع.
2-الانجلوفونية وترسيخ قيم التبعية
على نفس النمط نجد ان صراع الحضارات وثقافات الشعوب قد استغلت الساحة الاعلامية الافريقية كمساحة فارغة لبث قيم الثقافة الانجلو فونية والمعلوماتية حيث يبرز أمامنا بوضوح نمط التنافس بين الثقافتين العلميتيين (الثقافة الأنجلو أمريكية والثقافة الفرنسية) للسيطرة على العالم ، حيث تعد أفريقيا ساحة رئيسية لهذا التنافس حيث تبرز الفرانكوفونية كأداة لمقاومة نزعة الهيمنة التى تكرسها الأنجلوفونية بإعتبارها أداة التواصل الأكثر شيوعا وإنتشارا على النطاق العالمى وفى القارة الأفريقية بوجه خاص، من خلال ماتبثه من برامج ومسلسلات مرئية ومسموعة تستهدف الترويج لنمط الحياة الأمريكية ، وتتعرض أفريقيا حاليا للإختراق الثقافى الأمريكى من خلال شبكات المعلومات والفضائيات والطرق السريعة للإتصال والمعلومات حيث تستكمل الدور الذى تقوم به الشركات متعددة الجنسية والثلاثى الإقتصادى (البنك الدولى+صندوق النقد الدولى+منظمة التجارة العالمية) والثمانية الكبار للسيطرة على الأسواق الأفريقية حيث يتم هذا الإختراق الثقافى لصالح السوق العالمية وعلى حساب أى محاولات وطنية للنهوض أوالإستقلال أوالتمايز الإقتصادى والثقافى.
ثانيا : التحديات التكنلوجية : وتتمثل فى :

١-سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على إنتاج وتسويق التكنلوجياالإتصالية والمعلوماتية فى أفريقيا 

٢-معظم الدول الافريقية لاتملك بنية تحتية ولا كوادر بشرية ولاقدرات تمويلية تمكنها من توطين التكنلوجيا الإتصالية والمعلوماتية بإستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا ، وقد ترتب على ذلك إعتماد الدول الأفريقية على القروض الأجنبية بما لها من تداعيات سلبية على مسيرة الإعلام الأفريقى وتوجهاته مع الإكتفاء بنقل التكنولوجيا دون العمل على توطينها .
ثالثا : التحديات المهنية :
 لقد أدت السيطرة الحكومية على وسائل الإعلام الأفريقية ، إلى حرمان الإعلاميين الأفارقة والجماهير من حقوقهم فى حرية التعبير والمشاركة كما أدى ذلك إلى زيادة عجز النقابات الصحفية فى أفريقيا عن القيام بمسئولياتها تجاه المهنة وحماية حقوق الصحفيين .
هذا ويعانى الإعلام الأفريقى من ضعف التدفق البينى فى المعلومات والأخبار بين دول القارة إذ لايزيد عن2% بسبب إعتماد الإعلام الأفريقى على المصادر الغربية التى تشمل الفضائيات وشبكات المعلومات مثل الإنترنيت والمينتيل ، كما أدت القفزة المفاجئة فى إستخدام شبكات المعلومات وإقتناء الهوائيات إلى حدوث خلل وعدم توازن فى الممارسات الإعلامية فى أفريقيا،ويعزى ذلك فى الأساس إلى عدم إجراءالتعديلات اللأزمة فى السياسات الإعلامية والثقافية بمايتلائم مع طبيعة المرحلة الراهنة 
وإذا كانت الصحافة الأفريقية قد إستفادت جزئيا من الثورة التكنلوجية فى الإتصال والمعلومات خصوصا فى مجال النشر والتوثيق والطباعة وإستخدام الأقمار الصناعية فى إصدار طبعات إقليمية ودولية مثال(مصر/الجزائر/جنوب أفريقيا/نيجيريا/كينيا/زامبيا) إلأ أن الصحافة الأفريقية لاتزال تعانى من تدنى الإمكانيات فى تكنلوجيا الطباعة (صناعة الورق-الأحبار...الخ) وإهمال تدريب الصحفيين الأفارقة وتخلف برامج التأهيل الأكاديمى علاوة على تراث السيطرة الحكومية .          

تحياتى / سهام عزالدين جبريل  

0 تعليقات:

إرسال تعليق