Ads

هل نحن عبارة عن أوراق ..!

الورق في زماننا الآن هو كل شيء فلا تجد أحدا يعترف بنجاحك دون شهادة تبرهن له ذلك .. وﻻ احد سيعترف بقدراتك اﻻ بعد أن تقدم له جميع أوراقك ، بل وتتبعها بسيرتك الذاتية المكتوبة أيضا على ورقة أخرى .. وأما إذا كنت بلا أوراق فلا احد سيعترف بك ..!
تجد الناس يركضون في المحاكم حاملين معهم مئات اﻻوراق التي تتباين بين النفي والإثبات .. ويركض الطلبة إلى المكتبات ليقتنوا بعض اﻻوراق قد تساعدهم على الانجاز .. ويتسارع طالبوا العمل الى طباعة اﻻوراق التي قد تشفع لهم بوظيفة عابرة  ربما يجدون فيها مبتغاهم  .
ويمضي الإنسان  في حياته  حاملا معه أوراقه فتجده يضعها في مخازن خاصة  ويخاف عليها ربما أكثر من أبنائه  وأحبابه ،  ويمسك بها وكأنه يمسك بروحك ﻻن يعتقد أن تلك اﻻوراق لو طارت في موجة ريح عابرة لغرق في بحر النهاية .
والورق في يومنا الحاضر هو المقياس فبه يتوهم الناس التفاوت والتفوق بين مواطن ومقيم وبه يكون مقياس اﻻنسان في سباق الشهادات التي توهم الكثير بانها ترفع المقام ولكن رفع المقام يكون بما في عقل الانسان وليس في  ورقة صامتة !
وحتى في جموح التقنية ورغبة الناس في تسريع المعاملات بالضغط على زر الكتروني ينهي كل شيء ﻻ تزال الأوراق حاضرة ، وﻻ تزال مصانع الورق تجني اﻻرباح  وذلك ﻻن الجميع لا يزال يسعى خلف الورق .
وفي زحمة اﻻوراق وأهميتها التي يلح الزمان عليها اتسائل  قائلا هل أصبح هذا اﻻنسان عبارة عن ورقة صامتة أو رقم مبهم في كمبيوتر   . 

حمد عبد العزيز الكنتي

0 تعليقات:

إرسال تعليق