Ads

حـســـن زايـــــد .. يـكـتــب : مــن أطــلـــق الــرصـــاص ؟

من الأمور المثيرة للسخرية حقاً ما كانت تصدره جماعة الإخوان للشعب المصري طوال الوقت من أنها جماعة سلمية . لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأعمال العنف التي كانت تجري في الشارع المصري أو الإغتيالات السياسية . وأن من يلصق بها تلك الفرية ما هو إلا إنسان مغرض أو في قلبه هوي .أو أنها تهم تلصقها بها الجهات الأمنية بقصد تبرير أعمال القمع الوحشي التي تمارسها ضد أعضائها . وأنهم الطرف المجني عليه طوال الوقت . حتي الوقائع الثابتة تاريخياً من واقع محاضر رسمية كقتل القاضي أحمد الخازندار ، ومحمود فهمي النقراشي ، وأحمد ماهر وغيرهم كانت عرضة للإنكار من جانبهم باعتبارها تلفيقات أمنية تستهدف استئصال الجماعة بمبررات مفبركة . وكانت اكثر الوقائع عرضة للإنكار محاولة اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية  ، وقيل يومها أنها من تدبيره ، وأنه كان يستهدف خلق ذريعة للبطش بالإخوان والزج بهم في السجون واعدام بعض رموزهم حتي ينفرد بحكم مصر ، وقطف ثمار الثورة التي شاركوا علي نحو فاعل في وقائعها ، وظلت أكذوبة براءتهم من تلك المؤامرة تتردد حتي قريب .وجاءت وقائع حادث الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية التي كانت تستهدف قلب نظام الحكم في بداية عهد الرئيس السادات رحمه الله لتمثل زاوية أخري من زوايا الترويج للأكاذيب التي اعتمدتها الجماعة لخلق حالة المظلومية التي تضع المشاعر الشعبية في موضع الإبتزاز الدائم بغير وجه حق . وظلت الجماعة تمثل دور المظلومية حتي مع اختطاف وزير الأوقاف الشيخ الذهبي وذبحه رحمه الله ، وتلاه اغتيال الرئيس السادات رحمه الله . ثم تبين بعد سنوات كذب هذه الجماعة ، واتخاذها الكذب مطية للوصول إلي أغراضها . وهم يخرجون لهذا الكذب تخريج شرعي شاذ انطلي علي أعضائها والمنتمين لها . فهم بحسب حسن البنا جماعة المسلمين حقاً وما دونهم ليسوا كذلك، وكانت تلك بذرة التكفير والتجهيل التي تم التوسع فيها والتنظير لها علي نطاق واسع علي يد سيد قطب وأبو الأعلي المودودي . وما دام الشخص ـ المسلم ـ كافر ويحيا حياة جاهلية فهو مهدر الدم لا محالة . واليهودي والمسيحي أقرب إلي الإخواني منه باعتبارهما أهل كتاب . وهما وإن كانا من الأعداء الذين توجب الشريعة جهادهم جهاداً كبيراً بحسب فهمهم ، إلا أن العدو الأقرب هو الأولي بالمواجهة ابتداءًا . وهذا هو الخلل الذي أدي إلي الإنحراف في التفكير لدي هذه الجماعة وما انبثق عنها من جماعات أخري تبنت التكفير والعنف في مواجهة المجتمع . ولقد لعبت الجماعة وما انبثق عنها من جماعات تبادلاً للأدوار بقصد إيقاع المجتمع فريسة سهلة لتوجهاتها . وقد تبين ذلك عندما اتحد الفكر والتوجه لدي هذه الجماعات بسقوط نظام الإخوان ومحمد مرسي ، فقد تبين أنهم ينهلوا من معين واحد ، ويصدرون في سلوكهم عن دوافع واحدة ، وأن إدراكهم للأمور وإحساسهم بها يؤدي بالضرورة إلي النزوع في ذات الإتجاه . وما تنوع الأدوار وتعددها إلا أمراً سطحياً يمثل الغلاف للجوهر الواحد المتحد ،وهو نوع من التقية التي تكفل ألا تذهب الجماعة ضحية لأي موقف قد يدفع السلطة إلي البطش بها . وقد تبين أن الإخوان هم الجماعة الإسلامية ، وهم جماعة الجهاد ، وهم الجماعة السلفية ، وهم تنظيم القاعدة ، وأنصار بيت المقدس .. الخ . وهاهي الجماعة تصدر عن نفس الفكر بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة  ، فكر التقية والكذب ، فمثلوا دور الضحية وهم جناة ، والصقوا عمليات القتل بقوات الأمن ، وتقمصوا دور الشهيد .وذلك ليس من باب " قتلهم من أرسلهم " وإنما من باب ممارسة القتل الفعلي ، بخلاف مشاهد التمثيل التي رأيناها من خلال فيديوهات مسربة تم نشرها علي الشبكة العنكبوتية . فلما وجدت الجماعة نفسها في إطار تصعيدها في مواجهة السلطة القائمة في حاجة إلي اللجوء لأسلوب التصفية الجسدية لأفراد من قوات الأمن أسندت إليهم مهام متابعة ملفات الجماعة ، قامت بذلك دون تردد . إذ أنه ليس من قبيل المصادفة أن من قامت الجماعة بتصفيتهم من رجال الأمن ممن كانوا يتولون ملفات متعلقة بنشاطات الجماعة في مناهضتها للدولة والتآمر عليها وخيانتها لصالح قوي دولية متآمرة . وفي إطار استراتيجية الكذب التي اعتمدتها الجماعة منذ نشأتها تلجأ إلي تصوير ما يقومون به من عمليات اغتيال وتفجيرات بقصد ترويع المجتمع وتركيعة علي أنه من فعل الأجهزة الأمنية ذاتها .  وما من يوم يمر الآن إلا وقد وقع فرد أو اكثر من أفراد الشرطة ضحية لإرهاب الجماعة  علي نحو ينفي بشكل قاطع ما تردده الجماعة من مزاعم وأكاذيب . لأن ما تزعمه الجماعة لا يعني سوي أن الدولة تأكل أجهزتها ، وهو زعم مفضوح ومغرض . وقد انكشف تطور نوعي في عمليات الإغتيال التي تمارسها الجماعة ضد قوات الأمن في طول البلاد وعرضها ، هذا التطور فيمن ينفذ عمليات الإغتيال ، حيث يتم استهداف الضحية بطلقات في الرأس من طبنجة من وضع متحرك للجاني والمجني عليه . وهذه المهارة تحتاج إلي تدريب مركز لمدة طويلة علي عمليات القنص من وضع الحركة ، وفي موضع الرأس من الهدف . وهذا يكشف مدي الخطورة التي تحملها هذه الجماعة  في احشائها علي أمن المجتمع وسلامته ،من خلال مليشياتها وعناصرها المسلحة . فإن كان هناك من ينفي عن الجماعة تورطها المباشر في عمليات الإغتيال فعليه أن يجيب عن التساؤل : من أطلق الرصاص ؟

0 تعليقات:

إرسال تعليق