Ads

الجلسة ...


 بقلمى / علاء الدين هدهد 

كان مساءا عاديا فى عيادتى ...انا محدثكم الدكتور /م .عزت ...طبيب باطنى ...ولى اهتمامات خاصة بعالم ما وراء الطبيعة...
انتهيت لتوى من الكشف على اخر مريض من مرضاى اليوم ...كنت اعد نفسى لمغادرة العيادة عندما دخل غرفتى مساعدى يخبرنى وجود رجل قد حضر للتو ويطلب مقابلتى ....طلبت من ادخاله وبعد برهة دخل ....
بمجرد رؤيته تذكرت اننى سبق لى اللقاء به ...نعم كان ذلك منذ ثلاثة اشهر تقريبا فى حفل عند احد أصدقائى تعرفت عليه وزوجته .....ابتسم فى وجهى ومد يده مصافحا وهو يقول :
ارجو ان تكون مازلت تذكرنى .....
ابتسمت بدورى وقلت :
طبعا ..طبعا ..فقط الاسم ....انا اسف ....
قاطعنى واكمل هو ....ادوارد .....اسمى ادوارد...
جلس امامى وقال :
الحقيقة اننى اتيت اليك الليلة لطلب خاص ..كنت انت من دعانى اليه من قبل ....اتذكر ..؟؟
تذكرت ذلك اللقاء الاول فى بيت صديقى والحوار الذى دار بيننا عن تحضير الارواح وكنت من يتولى ادارة الحديث مؤيدا ....فى حين اعترض هو على الموضوع برمته وقال انه لا يؤمن بذلك اطلاقا .....اذكر عنها اننى دعوته لحضور احدى الجلسات ووعدنى بالتفكير فى الامر...
قلت : اتعنى حضور جلسة تحضير ارواح ؟؟؟
اجاب باسما : نعم .... 
قلت : مرحبا بك ...سعيد انك قررت خوض التجربة ...
قال : الحقيقة اننى قررت اثبات ان الامر كله محض هراء .....
ضاق ما بين حاجبيى استنكارا وكدت ارد فسبقنى قائلا :
ثأثبت لك دون ان تغضب ان الامر غير حقيقى وليكن تحديا مع القائم على التحضير ....فقط حدد الموعد واخبرنى....
رأيت الا اجادله وأترك المجال الى التجربة العملية وحدها لتقنعه بالموضوع ....قلت : اتفقنا سوف اتصل بك غدا واخبرك العنوان والميعاد.........والان لتسمح لى بالاطمئنان عليك بالكشف ....
ضحك وقال :لكننى لا اشكو شيئا مطلقا ....ما حضرت الا لاجل الاتفاق على الجلسة ....نهض واقفا ومد يده بالسلام ............ 
تصافحنا وتركنى ذاهبا على موعدنا غدا....
...........................................................................
التقينا فى مساء اليوم التالى وحضرنا سويا الى بيت احد اصدقائى حيث نجتمع فى جلساتنا الروحية ...اخبرنى السيد ادوارد ونحن فى الطريق عن عنوانه الحالى وعندما سألته عن كيفية محاولته اثبات ان جلسات التحضير مجرد هراء ضحك وقال :لان صديقك لن يستطيع تحضير الروح التى سأطلبها منه ..
سألته بدورى : روح من التى ستطلب ؟؟
قال : زوجتى ................................دهشت ...لم يخطر ببالى انها قد توفيت .....رددت متأسفا .....البقاء لله ...متى تو فيت .....؟؟؟
ابتسم دون ان يجيب ودخلنا شقة صديقى....
بعد ان تم التعارف بين الجميع اتخذنا اماكنا جلوسا حول المائدة البيضاوية ....كان عددنا تسعة اشخاص ...اطفأنا الانوار واشعلنا العديد من الشموع ......كوب من اللبن وبعض الارغفة على المائدة ........ التعليمات المعتادة يلقيها صاحبى قائد الجلسة ....
الصمت التام ...كل منكم يمسك بيد من يجلس بجواره ......سوف نحاول تحضير روح زوجة السيد ادوارد واسمها كرستين .....ارجوكم تكرار النداء فى هدوء ونقاء نفس ...لعلها تستجيب ويشعر بها الوسيط....
كانت الساعة الحادية عشرةتماما ............وسط اضواء الشموع وجو الغرفة الذى صار مشحونا بالرهبة لمحت السيد ادوارد وكان يمسك بيدى يبتسم فى نوع من التحدى ....
بدأ ت الجلسة بالنداء.....
....."عزيزتنا كر ستين زوجة السيد ادوارد ، جئنا إليك بالهدايا من الحياة إلى الموت، تواصلى معنا يا كرستين وتنقلى بيننا "
النداء يتكرر منا فى نغمة اشبه بالترنيمة...
الوسيط الجالس معنا بدأ فى حركات مهتزة يتمتم ......أشعر بمجال روحى فوق المعتاد ......النداء يتكرر...."عزيزتنا كر ستين زوجة السيد ادوارد ، جئنا إليك بالهدايا من الحياة إلى الموت، تواصلى معنا يا كرستين وتنقلى بيننا "...الوسيط تميل راسه الى الخلف مع حشرجة فى صوته ........النداء مستمر .....من الحياة إلى الموت...ادوارد يحملق فى الوسيط ........."عزيزتنا كر ستين زوجة السيد ادوارد ، " .......الوسيط يتشنج...........عزيزتنا كر ستين............النداء ترتفع نبرته اكثر ......قائد الجلسة يبدو عليه التوتر ..........الوسيط يرغى فمه بزبد لم ارى مثله من قبل ........."عزيزتنا كر ستين زوجة السيد ادوارد ، " ..........قائد الجلسة يضغط بيديه على من بجواريه فيضغط كل منا على قبضة من يجلس بجانبه ..........جئنا إليك بالهدايا من الحياة إلى الموت،..........ادوارد مازال يحدق فى الوسيط ........لهيب الشموع يضطرب ......تواصلى معنا يا كرستين وتنقلى بيننا ".........القلق والخوف يحلق فوق رؤسنا ...........تواصلى معنا ..........بدأت رجفة لم اعتدها تسرى فى ساقى.......وتنقلى بيننا "............الوسيط تنتفخ عروق عنقه بشكل غريب .......كدت اصيح بصاحبى ان ينهى الجلسة...لكنه نظر الى نظرة حادة ألجمتنى .......النداء يتواصل..زوجة السيد ادوارد ........صار اشبه بالعويل .....الوسيط تهتز راسه فى عنف .......كرستين........تهتز اكثر .......كر ستين......جئنا إليك...ذراعاه ترتعشان .....من الحياة إلى الموت......عيناه تتسعان برعب قاتل .......تواصلى معنا ........اشعر بريح بارد جدا قد احاط بنا ........ تنقلى بيننا........الوسيط ينتفض عيناه بلون الدم ويصرخ صرخة واحدة مرعبة بصوت امرأة قائلا :ادوااااااااااااااااارد ..............الرعب شل الجالسين .....حاول صاحبى السيطرة على الوضع ......الوسيط ينتفض .......يتصلب جسده ويقع مغشيا عليه .......الجميع مزهول مما حدث حيث لم يحدث من قبل ....تملكنى الذعر .....ادوارد انسحب دون ان ندرى ...رايته يغادر الحجرة...الجميع يحاول مساعدة الوسيط.......وهكذا انتهت الجلسة الغريبة .......
....................فى اليوم التالى صمم صاحبى ان يصحبنى الى عنوان السيد ادوارد ليقف منه على اجابات ظلت اسألتها تفتك به منذ الامس..أصطحبته الى العنوان الذى اخبرنى به ادوارد البارحة ......وصلنا الى المنزل ...الوقت بعد العشاء ... ...الشقة مفتوحة وبعض الناس يجلسون فيما يشبه الميتم ......الدهشة تأخذنا .....دخلنا ...التقانا رجل مسلما علينا.....نظرة الدهشة على وجهى سألته وانا اعتذر عن سؤالى .... من مات ؟؟ ..............اجابنى باستغراب :
السيدة كرستين ..........
اندهش صاحبى وسأله بدوره ......:متى حدثت الوفاة بالضبط ..؟؟
اجابه الرجل فى ضيق : بالامس بعد الحادية عشرة ليلا توقف قلبها فجأة.......
نظرت الى صاحبى مشدوها وعيناى ملؤهما الرعب .....ثم سألت الرجل ..: اين السيد ادوارد لنعزيه ؟؟
علامات الاستنكار ترتسم على وجهه وهو يقول :
السيد ادوارد مات منذ اسبوع ......انتحر باطلاق الرصاص على قلبه ...او هكذا انتهى التحقيق فى مقتله ......

...............................تمت ..............................

0 تعليقات:

إرسال تعليق