Ads

الوفاء القاتل


مُنذ ولدت فى هذا اليوم العاصف المُمطر الذى لا ينم عن خيراً أبداً ، حينما إقتلعت الرياح الأشجار من جذورها والبيوت من أساستها ، وراح الكثير من الناس ضحايا لغضب الطبيعة ، جئت إلى الدنيا وكل الأنظار تتجه نحوى بمزيج من الغضب والشفقة ،حيث تنبأ الكثير أنى لن أكمل أيام معدودة وأكون فى تعداد الموتى ،بسبب جسدى البالى المتهالك وصحتى التى لاتنم عن خير .
لا أكذب عليكم ، فقد سخرت أمى لى حياتها من تغذية ، ونظافة وإعتناء بصحتى ، وكل شئ ، إلى أن مات والدى وبسرعة كانت قد تخلصت من رداء العفة إلى دثرات وأعماق قلبها وعقلها  ، ورمت بالهم والتعب إلى شئ لم تراه عينيى ما حييت وإلى آلان .
أبلغ من العمر الخامسة آلان بفضلها ، لكنى كنت أرى كل يوم رجل جديد فى بيتنا ، لم أكن أعى لماذا يختفيان ما أن يأتى فى غرفة نوم أبى وكثيراً ما تتعالى ضحكاتهم وصراخهم الممزوج بشئ لا أعلم كنهه ، يخيل لى أنه يعذب أمى عذاباً شديداً لآنها تصرخ لكنها تضحك ، أتحب التعذيب ؟
كل رجل يأتى هنا يأتى ليعذبها ويسقيها من نار العذاب ألوان ، لا أدرى لماذا تضربنى كثيراً وتمنعنى من الخروج إلى الشارع او إلى حديقة منزلنا ، جعلتنى إنطوائياً بعض الشئ لا أتحدث مع أحد او حتى مع نفسى ، بمجرد التحدث كانت تضربنى وتعاقبنى أشد العقاب ، لا أدرى لماذا تغير حالها بعد وفاة أبى ولماذا تعرفت على رجال كثيرون هم بعد وفاته ولم تتعرف عليهم فى حياته مطلقاً ،كل يوم كنت أضرب وأهان كانت تضربى بعنف يترك تشوهات وندبات على جسدى لم يستطع الزمن محو أثارها من جسدى او من نفسى او عقلى ، لم أجد سبيلاً للمتعة كطفل إلا مع الجراء الصغيرة ، حينما كنت أتسحب على أطراف أناملى لأخرج ألهو قليلاً مع الجراء وبعدها كنت ألقى مصيرى كالعادة ولكنى كنت سعيداً بعض الشئ ، لكن هذا اليوم ذادت سعادتى كثيراً جداً حينما خرجت كالعادة فوجدته ، جرو صغير مصاب بعدة كدمات والدم يسيل من جسده ، سيلقى حتفه إن لم تطهر هذه الجروح ويعتنى به ، أتسألنى كيف لى أن أعلم أن الجروح تطهر وأنا إبن ست سنوات ؟ علمت هذا اليوم الذى أبرحتنى فيه أمى ضرباً وركلاً حتى سال الدم من رأسى ، لانى رأيتها مع هذا الحيوان بزى بشر الذى كان يتفنن بتعذيبها على فراش أبى، متخذان أوضاع عجيبة ، لايرتديان شيئاً من ملابسهما ، شعرت أنى لابد أن أفرغ ما فى جوفى مما أرى ، سمعت أنينى ، قامت من معركتها على الفراش لتدخل معركة أخرى معى ، إلى أن خسرت المعركة وسال الدم من رأسى وجسدى ، أتت بقنينة حمراء اللون تحوى بداخلها سائل يشبه الدم فى قوامه أحمر اللون ، وضعته على جبينى لإحترق لبضع لحظات ثم توقف النزيف والألم معاً ، تركتنى وذهبت لجولة أخرى مع هذا الذى يعذبها وبدون ملابس كالعادة .
بسرعة أخذت هذا الجرو إلى الداخل وسكبت عليه هذا السائل العجيب ، أمى تقول أنه مطهر ،إذا لابد له أن يطهر جروح هذا المسكين ، سمعت أنينه وتألمه ثم خمد ونام ، لا لم يمت ، صوت أنفاسه الرتيبة يدل على نومه لا موته ، أسمعها واضحة .
فى يومنا التالى كنت أنا وهو راقدى الفراش جراء تلك العلقة الساخنة التى أخذتها من أمى بسبب وجوده معى ، حينما وجدته راقداً بجانبى ، لم تسمع منى كلمة واحدة وإنما إنهارت على بعصا غليظة ، ثم قررت أن يبقى معى ، لقد وجدتنى أبكى لآول مرة بحياتى ،لا من ضربها لى ولكن لآنها حاولت قتلة وإستحلت أنا دون ذلك بجسدى وقلبى وعقلى وكيانى ،شعرت بالسعادة بعض الشئ وأظنه كذلك ، تعافى سريعاً من الآمه ، كما أنا ، وكأن كل منا كان يعطى الأمل للأخر بدون أن يطلب منه .

لم أطلق عليه إسم محدد ولم أشأ ذلك ، فكفانى أن أفكر فيه لأجده امامى وكفانى أن أنظر إلى عينيه فأعلم ماذا يريد وكفانى أن أفكر فقط فى شئ حتى أجده أمامى ، لقد وصل التخاطر النفسى والعقلى بيننا أشده ، كيف لا ونحن معاً دائماً نأكل من صحن واحد وننام بفراش واحد ونستحم معاً كل يوم ، نعيش معاً ولا أحد سوانا ، فأمى تنشغل برياضتها وفن التعذيب المفضل لديها كل يوم .
عشر سنوات قضيناها معاً ولأروى لك أمر كان يفعله دائماً ،لقد كان يبغض أمى كل البغض ويمقتها كثيراً ، وكان يستميت فى الدفاع عنى حينما كانت توبخنى او تضربنى بجسده الأسود الضعيف ونباحه المستمر الذى لم يتعدى حد الأنين فقط ، وجاء هذا اليوم ، الذى تعرفت فيه على أجمل جميلات العالم ذات الشعر الأسود الحالك وملمسه الحريرى وبياضها الثلجى وعينيها  اللذان يشعان ضوء الشمس
تحدثنا سوياً ولم أشئ أن أتركها وأذهب ، لم يكن هو معى لكنه جاء ، ينظر إليها مزمجراً غاضب هو منها ومن كل بنى جنسها ، يعانى هو من تلك الحالة التى أعانى منها وهى الكرهه الشديد للجنس الأخر والسبب أمى فى هذا المرض والعقدة النفسية ، كلهن خائنات ، لكن هى لا ، لماذا ؟ لا أدرى ، لا يوجد سبب للدفاع عنها ، لقد تركتنى وتزوجت ، لم أكرهها كما أمى ، لكنى كرهتها وهو كذلك ، كل من تعرفت عليه تركنى وذهب ، لكنه لم يفارقنى أبداً كما فارقونى ، كلهم رحلوا عنى إلا هو ، لم يتركنى بسبب أمى ، كما فعل الكثيرون ، كان لى أفضل صديق وأغلى أخ ، لم يدبر لى الحيل والمكائد والدسائس ولم يسخر منى يوماً ما ، بل كان دائم الدفاع عنى حتى دون أن أطلب منه ، كان دائماً فى ظهرى يقوى شوكتى وعزيمتى للعيش بدروب الحياة وأغوارها ، هل هناك وفاء أكثر من ذلك ؟ أجيبونى بربكم ؟  لماذا كل العلاقات بيننا نحن البشر ليست ببساطة وبراءة علاقتى بكلبى ؟ لماذا دائما ً تحتوى على كذب أو خداع او تدليس وتخفى ؟ لماذا بربكم ؟ لأجيبكم أنا
لآنها قائمة على المصلحة ، بلى أن كل علاقاتنا قائمة على المصلحة الشخصية فقط يا سادة .
ليست كما علاقتى بكلبى ، لم يعرف أحد الأخر بسبب مصلحة ولكن لأننا كنا فى أشد الغحتياج لبعضنا فقط ، لم يصداقنى لآنى لى أخت جميلة او أم خائنة او مال او جاه او سلطان او اوا او.
هذه البراءة فى إعتقادى وبمفهومى .
لقد فقد عينيه اليسرى فى الدفاع عنى ذات يوم ولم يحزن وإنما قاتل ليدافع عنى من أمى التى كانت تهشم رأسى بالحائط يومها لآنى ولآول مرة بحياتى واجتها بخيانتها لآبى ولتدنيس البيت الطاهر بالزنا والفاحشة ، لقد إستحالت إلى مجنونة ، أنهالت على كما الليث وأنا الفريسة وابرحتنى ضرباً وركلاً وبرأسى تصدم الحائط مراراً ولا تنتهى لقد كدت أن أموت إلا بتدخله لقد أفقدته إحدى عينيه حينما ضربته بسكين ،سال الدم من عينيه ، أنينه المستمر أفقدنى عقلى ، إستحلت مجنوناً ، الغضب يعترينى من أمى ، لم أءبه للدم الذى يسيل من كل خليه بجسدى ، أرى علامات الخوف بعينيها ، أمى تخاف كما البشر ن تخاف منى أنا ، نعم تخاف منى ن لقد أدركت ما فعلت ، الغضب يذداد وعقلى يفقد توازنه ، إنقضضت عليها بسكينها ، مزقت جميع ملابسها ، أمامى هى عارية ، غرزت سكينها بقلبها ، هشمت رأسها فقأت لها عينيها ، أخرجت احشائها ، قام هو وساعدنى ، مزقها تمزيقاً بأسنانه وأنيابه الحادة لقد تحول إلى مجنون هو الأخر ، لم يهرب من الجريمة وإنما الوفاء لى جعله مشترك معى فى جريمتى ، أخذت الجثة ودفنتها على أربعة مرات كل جزء منها فى مكان عارية كما هى ، حتى تبعث أمام رب العرش عارية نعم ، الخائنة أمى أكرهها ، زناها وعشقها وولعها بتلك القزارات ، جعلنى أقدم على هذا القعل الشنيع ، لماذا لم تتركنى أنا وهو نعيش بسلام لم أفعل لها شئ ، ألا أنى صارحتها بحقيقتها التى تعلمها ولكنها تتجنمبها وتخفيها فى أعماقها . حياتها أنتهت ما أن أصابت كلبى فى عينيه ، لو ضربتنى أنا فقط ما كنت لأمسها ، لكنها تعدت على حياتى وكيانى ، ماذا لو مات بعد خمسة عشر عاماً ، هل أعود لأعيش بمفردى ، لقد كادت أن تسلبنى حياتى بقتله ، لكنى إستحلت دون ذلك ......
سيدى القاضى لقد رويت لك قصتى ، سيدى إن أردت الحكم على بالإعدام فليعدم معى ويقبر معى ، وإن حكمت على بالسجن فلتسجنه معى . فبدونه لن أعيش للحظات .
إسلام رمضان

0 تعليقات:

إرسال تعليق