Ads

نـــــوة الكــــرم


عبد البارى خطاب

جلس يقاوم البرد الزاحف عليه بالنفخ فى كلتا يديه , بالقنفذة داخل ملابسه , بتحريك قدميه فى حركة بندوليه انتظارا لسماع دقات جرس الاستراحة , لتناول " سندوتش " العسل بالحلبة , فهو القادر على إشاعة الدفء فى جسده .
تنسم الرائحة المحببة له وهو يتأمل والدته تقطع رغيف الخبز إلى نصفين , تأخذ من العسل المطبوخ , بلونه العمبرى , وحبات الحلبة كالتبر المنثور بداخله , تفرشه داخل الخبز بالتساوى , تقسم كل نصف إلى نصفين , تغلف كل قطعة بورق ابيض , تضع القطع داخل كيس بلاستيكى ...
أخيرا تغلبت دقات الجرس المدرسى على دوى الرعد وصوت انهمار أمطار نوة الكرم.
فتح حقيبته , مد يده الى حيث يقبع الكيس , حرك يده بعصبية , أطل بنظرات الفزع داخل الحقيبة , انتابته قشعريرة الحزن , أحاطت به دوامة الحيرة ...
وقف خلف نافذة قاعة الدراسة وحيدا , فى محاولة لمنع انهمار دموعه , ومياه المطر الغزير تشكل خيوطا لا تنتهى على زجاج النافذة ...
شاهدها على الجانب الآخر وفى يدها الكيس البلاستيك .

0 تعليقات:

إرسال تعليق