لطالما تميز فن النحت عبر العصور بزخم واضح في مفرداته التشكيلية وعناصره التي استقاها دوما من الطبيعة ، ومنذ العصور المصرية القديمة وحتي الآن ، فكان للعناصر الأدمية ، والحيوانية ، والطيور، والنباتات ، والجبال ، والبحار، والانهار، وغيرها من مخلوقات العلي القدير .
وكان للطائر عبر العصور نصيبا وفيرا من التواجد كأحد العناصر التشكيلية في فن النحت، فتارة نراه في موضوعات الصيد ، مستضعفا مستهدفا ، وتارة نراه رمزا للجاه والملك ، و اخري جسده النحات كرمزا للتقديس ، ومن الموروثات الشعبية أن للطيور دلالات فمنها ما يرمز للسلام ، واخر يبشر بالخراب ، واخر نزير فجر جديد ، ومنها ما يحمل الخبر اليقين ، ومن القصص القرآني حسن البيان .
والفنان الدكتور رأفت السيد منصور يحاول هنا في هذه الدراسة العملية ، إنجاز منحوتات يقوم من خلالها بعمل دراسة تحليلية للطائر ، منفردا دون وجود عناصر حية أخري ، آدمية أو حيوانية ، ويحاول من خلال دراسته هذه إلي إبراز الشخصية العامة لكل طائر علي حده ، ومن خلال عشرة اعمال نحتية قام الباحث بدراسة تحليلية لمجموعة من الطيور مثل طائر البوم ، وطائر الهدهد ، وطائر الديل ، وطائر البطريق ، وطائر الطاووس ، وطائر النورس ، واستخدم الباحث خامة الخشب مثل السرسوع ، والجميز، والكافور ، والجازورين وجميعها أخشاب مصرية لطالما استخدما نحاتي القطر المصري علي مر العصور، حيث قام الباحث باستخدام المزاوجة في طرق التشكيل لخامة الخشب من اعمال نجارة وخرط ، كمراحل تمهيدية وتهييش للكتل لاستخلاص اقرب هيئة للطائر المراد تنفيذه ، ثم قام الفنان باستخدام الأدوات المختلفة مثل المبارد والأزاميل والصواريخ الكهربائية والسنفرة لاستكمال الأعمال ، إلي أن وصل لمراحل التشطيب النهائية للمنحوتات ، مستخدما الزيوت النباتية في طلاء الأعمال ، للحصول علي ثمرتها الطبيعية ، دون إفتعال لمعة اصطناعية أو إحداث نوع من البهرجة فيها .
وقام الفنان بإختيار قواعد لبعض الأعمال جميعها من خامة الخشب بحيث تساعد في تأكيد مدلول العمل إن لزم ذلك ، إتسمت الأعمال جميعها بالمزج بين الخطوط الإنسيابية والاسطح اللينة ، والتي تنوعت من حيث المساحات والإتجاهات ، كما تنوعت الأعمال في أحجامها وأوضاعها ما بين رأسي وأفقي ، وحاول الباحث إيجات تنوع في إتزان الأعمال ، فجاءت بعضها ترتكز علي نقطة واحدة ، وأخري ترتكز علي أكثر من نقطة ، وأخري ترتكز علي أسطح .
0 تعليقات:
إرسال تعليق