Ads

أمومة....(2)


‎‎سحر عبد القوي‎

يستغرقنى بشدة احساس الأمومة....يلف حواسي كثوب من الساتان الزهري يغلف أنوثتى المجهدة ... تشدنى صور الأطفال...وأبتسم لا إراديا لكل طفل يصافدنى....كل الأطفال يملكون جمالا غريبا حتى وإن لم يكونوا ذوي ملامح جميلة كصور الأطفال المنتشرة على الانترنيت....والتى تمنح المتعطشات مثلى للأمومة ..."تصبيرة" لحلم مؤجل....دوما اتساءل عن السر الخفى وراء جاذبية الأطفال....أتراها نبعت من ملائكية الحواس....أم من طهارة الأبدان الصغيرة من ذنوب تلتصق بنا فتنتقص من جاذبيتنا فى عيون من يبصرنا...أو تجعلنا غير مقبولين فى نظر آخرين.....؟ وربما تلك الجاذبية تضفيها عليهم أرحامنا المتعطشة لاحتواء جنين.... واذرعنا التى تشهق حنينا لضمة طفل....ربما هى أمومتى التى تجعلنى أرى وسامة كل الاأطفال خاطفة للبصر....فأعمى عن رؤية الشمس بجوارهم....وأستبدل بهم كل نجوم مجرة درب التبانة...فيصبحون وحدهم مصدر الاشعاع....ابادلهم الابتسام كالبلهاء....كلما رأيت مجموعة أطفال فى زى الحضانة....محشورين فى سيارة لضمان وصولهم إلى ملاعب طفولتهم بأمان....أبتسامة ليست فقط بلهاء....بل بلهاء شاردة كابتسامة كأم ضاع منها طفلها فى الزحام...وضاع عقلها.....فأصبحت ترى فى كل طفل صورة ابنها الشريد...وهمسة دامعة الصوت تساءل الغيب....متى ستكتمل أنوثتى بانجاب طفلى...؟ فى أى محطة تخبيء لى وليد من صٌلب رحمى أيها القدر المتكتم على أسرار غدنا....متى سأصير اما لطفل يحفظ جميل أمومتى..... يرحم ضعفي عندما يقوى ساعده....فأنا يارب....مللت تبنى الرجال...وأوجعنى جحود الرجال لضعف أمومتى الرحيم....ورقة امومتى الأنثوية.... 

0 تعليقات:

إرسال تعليق