Ads

حجة المحتال .. ضيق الحال


جيهان السنباطى

" الحاجة أم الإختراع " هذا مانقوله دائما عندما تهبط علينا فكرة جديدة من السماء تساعدنا فى الوصول لهدف كان من الصعب الوصول اليه بسبب إصطدامنا ببعض المعوقات أو الصعوبات التى تقف حائل بيننا وبينه , وهذا هو حال سائقى التاكسى الأبيض فى مصر الان , ففى بادىء الأمر أى منذ بداية تطبيق مشروع التاكسى الأبيض كما يطلقون عليه , والجميع خاصة من متوسطى الدخل ممن يستخدمون  سيارات التاكسى الأبيض فى إسود إستبشروا خيرا لأنه كان تغييرا كبيرا فى نوع الخدمة المقدمة تحترم أدميتهم حيث أنها سيارات حديثة مكيفة مريحة وبها عداد الكترونى يحدد قيمة سعر " البنديرة " بدون خلاف ومشاجرات مع السائق , فإتجه الكثيرين الى إستخدام تلك الوسيلة الأمنة معرضين عن إستخدام التاكسى الأبيض فى إسود تجنبا للمشاكل التى تحدث دائما وبشكل يومى بسبب جشع الساقين , حتى تحسنت العلاقة المباشرة بين سائقى التاكسى الأبيض وبين مستخدميه فأصبح الكثيريون يفضلونه عن نظيره القديم , ولكن لم يستمر هذا الوضع على ماكان عليه قبل ثورة يناير 2011 , فبعد قيام الثورة وعدم وجود رقابة على هذا المشروع وإنشغال الحكومات المتتالية بالصراع على كرسى الرئاسة , وتدهور الأوضاع الإقتصادية للبلاد تأثرت كل المشروعات القائمة خاصة التى تستلزم دفع أقساط شهرية تأثيرا سلبيا مثل ماهو قائم فى مشروع التاكسى الأبيض , ورغم مطالبتهم للحكومة بمحاولة توفيق أوضاعهم المالية إلا أنه تم تجاهل مطالبهم الى حد أنهم لجأوا الى تهديد الحكومة بالقيام بوقفات إحتجاجيه لحين تحقيق مطالبهم .
كان لابد من تلك المقدمة حتى تتضح أسباب لجوء هؤلاء السائقين الى الحيلة والنصب على مستخدمى التاكسى الأبيض , ولست أبرر موقفهم ولا أوافق بالطيع عليه , لكنى دائما اتفق مع النظرية العلمية التى تقول أن  " لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الإتجاه " ففى الأونة الأخيرة لاحظ الركاب بعض الغموض حول تسعيرة بعض العدادات التي يصل فيها سعر البنديرة إلي أكثر من الضعف والتي انتشرت أخيرا ولاحظها الجميع دون ان يستطيع الركاب تفسير السرعة الجنونية الزائدة للعداد والتي يشعر معها الراكب ان العداد "مش مظبوط" وهذا يحصل في التاكسيات التي يوجد عند عدادها حصان صغير نجده يجري بسرعة مذهلة , كما لاحظ الركاب ايضا عندما يركبون التاكسي وبعد خطوات بسيطة أن العداد فجأة يجري جري الوحوش وينط من ( 2.5 جنيه ) وفي ثانية تصبح البنديرة (7 جنيهات ) وهكذا يفاجأ الراكب الذي كانت توصيلته لاتتعدي الـ8 جنيهات أو الـ10 جنيهات بالكتير لتصبح التوصيلة بقدرة قادر بـ30 أو 40 جنيه.
بحثت عن السبب وراء هذا الأمر وسألت الكثيرين وتجولت على صفحات التواصل الإجتماعى فوجدت أن هناك الكثيرين يعانون من تلك المشكلة وإتضح لى أن هؤلاء السائقين قد إبتكروا حيلة جديدة للتلاعب في تعريفة العداد وزيادتها بصورة مخالفة للتــعريفة العادية والتي تقدر بجنيه وربــع للكيلوو2.5 جنيها لأول كيلو متر وذلك من خلال الضغط علي زر في العداد يقوم بزيادة التعريفة دون أن يشعر الزبون , هذا الى جانب مخالفتهم لما تم الإتفاق عليه والسماح لراكبين أخرين بالركوب مع الراكب الأول ورفضه أيضا تشغيل خدمة التكييف لتوفير البنزين مما أدي إلي إشتعال أزمة بين السائقين والركاب .
فيا لها من براعة وخفة يد , ماهذا العقل الذى لايفكر سوى فى النصب والإحتيال , لماذا لايتم إستخدام هذا الذكاء فى البناء وليس الهدم , لماذا أصبح لدينا برود فى الإحساس وإنعدمت الضمائر ولابد من تجنيد جنودا مجندة غليظة تراقب وتعاقب على تلك الأفعال المقيتة , لماذا لا نعتاد على محاسبة أنفسنا قبل أن ننتظر من الاخرين محاسبتنا ؟ هل بتلاعبكم بقراءات العداد وحصولكم على بعض الجنيهات الزيادة ستتمكنون من حل مشاكلكم مع الحكومة ؟ وهل تجدون فى هذا الفعل راحة لضمائركم ؟ وإذا كان كذلك فما ذنب مستخدمى التاكسى الأبيض من متوسطى الدخل حتى تنتقمون منهم بسرقة أمواله والنصب عليه وأكل حقه ؟ هل ستكونون سعداء إذا ما إنفض الناس من حولكم ورفضوا التعامل معكم وبحثوا عن وسائل أخرى تقلهم أكثر أمانا وأقل سعرا منكم , إذا حدث ذلك لاتلومون سوى أنفسكم فتكرار القتل يميت القلب .
أسأل الله لكم بالهداية .... اللهم إحفظ مصر ممن يُكدِّر عيش أبنائها و بناتها أمين يارب العالمين ..

0 تعليقات:

إرسال تعليق