جيهان السنباطى
منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وأوضاع مصر تسير من سىء الى أسوأ , فما شهده الشعب المصرى من ظلم وقهر على يد نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك على مدار ثلاثون عاما جعله فى حالة عدم إتزان فكرى ونفسى , رافضا للواقع , فاقدا للأمل فى إمكانيه تحقيق حلم الغد المشرق الذى قامت من اجله الثورة المجيدة , تلك الحالة أفقدته الثقة فى كل شىء حوله , وأصبح أكثر عنفا وتمسكا برأيه , لكنه وجد نفسه مع مرور الوقت ضعيفا يحتاج الى من يسانده ويقف بجانبه , وجد نفسه يحتاج الى رئيسا مختلفا عن سابقيه , رجل يعرف الله جيدا ويتقى الله فى هذا الوطن , فكان مثل الغريق الذى يتعلق بقشه , وهذا مايفسر سبب اختياره للرئيس محمد مرسى ليكون رئيسا للبلاد , فقد استطاع مرسى فى المعركة الانتخابيه ان يرسم ملامح التقوى والايمان وتمسكة بشرع الله والعمل بمايرضيه , حتى أنه عندما إحتدمت المعركة وكان الإختيار بينه وبين احمد شفيق وهو أحد رموز النظام السابق كانت النتيجه فى صالح مرسى لما يكنه الشعب المصرى من كره لكل من ينتمى للنظام السابق رغم تحفظ البعض على كونه ينتمى الى جماعة الإخوان المسلمين .
لم يكن أحد يعلم أن وجود مرسى على رأس السلطة فى مصر هو بداية لتغيير سياسات الدولة من دولة مدنية الى دولة إسلامية , وهى فرصة انتظرها الاخوان المسلمون عدة عقود , وخلال عام واحد من توليه الحكم إتضحت معالم الخطة الإخوانيه التى إستهدفت تمكين جماعة الإخوان المسلمين من إحكام سيطرتهم على البلاد وتثبيت دعائم حكمهم بإتباعهم سياسة الإقصاء وأخونة الدولة وتم ذلك وسط حالة من الرفض الشعبى ولكن دون جدوى او تفاعل ايجابى من مؤسسة الرئاسة حتى أيقن الشعب المصرى أنه بصدد مواجهة إحتلال من نوع أخر جديد , إحتلال يسيطر على العقول تحت غطاء الدين , يسعى فقط لإحكام سيطرته على الدولة وإلغاء الاخر وطمس الهوية المصرية دون اشاعة القوانين العادلة التي تحترم حقوق الانسان وحق الفرد في العيش الكريم في بلده مهما كان انتماؤه فثار الشعب كالبركان وخرج الى الميادين فى 30 يونيو2013 رافضا للحكم الإخوانى حتى تم عزل الرئيس مرسى .
وبسقوط مرسى سقط القناع عن خطة جماعة الاخوان المسلمين التى هى من أبرز تيارات الاسلام السياسى فى مصر للاستيلاء على الدولة لتنفيذ برنامجهم الذى سعوا اليه على مدار عقود كثيرة والذى لايمكن تنفيذه الا عبر الاستئثار بالسلطة فانهارت أحلامهم وصارت وهما يعشش في عقول المنتمين لهم فقط، بعد أن تلاشت الشعبية في الشارع والتي كانوا يعتمدون عليها ككتلة انتخابية أساسية، من الطبقات المهمشة التي كانت تنخدع بشعارات الإسلام السياسي".
لم تكن هزيمة الاخوان المسلمين فى مصر بسيطة بل إن ما حدث في مصر كان ضربة قوية لجميع الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي أيضا التى طالما اتخذت من الدين وسيلة للوصول إلى أهدافها , ومن الواضح حاليا أن جماعة الاخوان المسلمين لن تتقبل الهزيمة والخروج من دائرة الضوء بعد ماكانت هى المتحكمة فى مصير شعب بأكلمه , ولن تقبل اى تفاوض يؤدى فى النهايه الى قبول فكرة أن الرئيس مرسى اصبح رئيسا معزولا بمطلب شعبى وليس انقلابا عسكريا مثلما يدعون والاعتراف بأن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية حقيقة , لان القبول بمثل هذا بالنسبة اليهم يعنى الإعتراف بالهزيمة الساحقة والعودة مرة أخرى الى السجون والمعتقلات والتنكيل بقياداتهم وعودتهم الى الظلام كجماعة محظورة إرهابية غير معترف بها وربما يلجأون الى العنف مثلما يحدث الان فى سيناء لإثبات وجودهم وللضغط على القيادة العسكرية وإرغامها على عودة مرسى مرة اخرى لكرسى الرئاسة وهذا مالن يقبله ابدا الشعب المصرى .
حفظ الله مصرنا الحبيبة .......
0 تعليقات:
إرسال تعليق