Ads

من ملفات الجرائم جرائم حقيقية بتصوري وقلمي الحلقة ( 2 )




استعدت " آنا " لتأخذ حمامها المسائي المنعش .. إنها تعودت على أخذ حمام قبل أن تجلس لتناول العشاء فهذا يفتح شهيتها ..وكطقس أثير لديها .. قامت بانتقاء أسطوانة لواحدة من أوبراتها المفضلات .. " توسكا "* بألحانها الغنائية ستكون مناسبة جدا لحالتها المزاجية الليلة .. إن السيدة " سلاسرز " تجيد انتقاء الأوبرا المناسبة في الليلة المناسبة !
وبعد لحظة تصاعد صوت المقدمة الموسيقية المميزة لتلك الأوبرا النضالية .. ودخلت " آنا " لتملأ المغطس وتستعد للاستمتاع بحمامها المنعش مع أملاح الاستحمام خاصتها التي تمنحها متعة إضافية ..
وخلال ثلث الساعة انتهت " آنا " من حمامها وخرجت حافية القدمين .. كان شيء غريب قد لفت انتباهها وسرقها من متعة المغطس المليء بالماء .. إن هناك من يطرق باب شقتها !
هذا غريب بالنسبة لها .. فهي تقيم بمفردها منذ وقوع الطلاق بينها وبين " ألفريد " وليس لديها أبناء .. كما أنها لم تعتد على تلقي زيارات في شقتها الخاصة إلا في مناسبات قليلة تكون على علم سابق بها من بعض الأصدقاء أو أختها " ألفي " في مناسبات نادرة ..
فمن هذا الذي يمكن أن يكون على باب شقتها الآن ؟!
إنها عامة من النوع الذي لا يفكر كثيرا في الأمور قبل الإقدام عليها .. لذلك فقد اتجهت ببساطة نحو باب الشقة وفتحته ..
كان واقفا علي الباب بملامحه المألوفة الوسيمة وقامته المديدة المستقيمة .. غريب أن يأتي الآن فهي لم تره منذ أسابيع طويلة زيادة على أنها لا تكاد تعرفه جيدا .. مجرد معرفة عابرة هل تسوغ له زيارتها في شقتها وفي مثل هذا الوقت من بداية المساء ؟!
وقف هناك على باب الشقة مبتسما بتلك الطريقة المهدئة للأعصاب وهمس لها برقة :
" مس " آنا " هل تسمحين لي بدقيقتين من وقتك ؟! "
كان الكل يدعوها " الآنسة " منذ طلاقها المفاجئ .. ردت " آنا " التي كانت لا تزال مرتدية روب الاستحمام الرمادي :
" هل هناك من شيء يا عزيزي ؟! "
اتسعت ابتسامة الضيف غير المتوقع وأجاب بثقة ودون أن يتلجلج :
" فقط أريد أن أخبرك بما أنتهي إليه الأمر في موضوعي أنا و" سارة " .. أنت تعلمين بتفاصيل الأمر بالطبع وهناك تطورت جديدة حدثت أرغب في أن أحيطك علما بها إذا أمكن .. فأنا أثق برأيك مس " آنا " ! "
كان بوسعها ألا تسمح له بالدخول ولم يكن أحد ما ليلومها على ذلك .. لكنها كما قلنا من قبل من النوع الذي لا يفكر كثيرا في الأمور قبل الإقدام عليها ..
فكرت " آنا " للحظة وهي لا تزال واقفة ممسكة بباب الشقة .. لكن بسمة الضيف الرقيقة ونظرته الواثقة وجملته التالية مباشرة أنهت كل مقاومة لديها لفكرة السماح له بالدخول :
" أنا أثق برأيك مس " آنا " ! "
وهكذا أوسعت " آنا " الطريق وسمحت له بالدخول ..
دلف الضيف إلى داخل الشقة التي يدخلها للمرة الأولي في واقع الأمر وهو يمسح كل شيء بنظراته الثابتة الواثقة ..
همس بمجرد دخوله وهو يرمق شيء ما بنظرة فاحصة :
" شقة جميلة مس " آنا " .. ذوقك رفيع ! "
ابتسمت " آنا " ابتسامة باهتة وهزت رأسها شاكرة .. ولكن الضيف واصل كلامه مادحا ذوقها المتميز في الأثاث وورق الحائط .. لم تسترح " آنا " كثيرا لهذا التهويد الذي أحست بأنه أكثر مما يلزم ..
" هل أقدم لك مشروبا ؟ "
سألت المضيفة بطريقة عابرة .. فوافق الضيف سريعا ودون ممانعة مصطنعة .. تركته " آنا " واقفا في البهو ودخلت إلي المطبخ لتعد له مشروبا سريعا .. لكنها تفاجأت بأنه لحق بها بعد لحظة ..
دهشت " آنا " لهذه الخطوة الجريئة لكنها دهشت أكثر حينما استدارت لتواجهه ورأت هذه النظرة الغريبة تلمع في عينيه .. لم تكن نظرة جريئة بل نظرة مخيفة !
لم يعطها الضيف فرصة للتفكير في الأمر فقد تقدم نحوها بسرعة البرق ولف ذراعيه حولها .. ثم أطبق بيده على فمها ليمنعها من الصراخ ..
يا إلهي .. هذا آخر ما تخيلت أنه يمكن أن يحدث لها وفي منزلها الخاص .. حادث اعتداء قذر كالعادة من مهووس !
قاومته بضراوة لكنه كان مصرا على إكمال عمله .. جرها دون رحمة إلى الصالة وهو لا يزال يطوقها بذراعيه ويكاد يخنق أنفاسها ..
تعثرت " آنا " في طرف البساط نتيجة الشد والجذب وكادت تنكفئ على وجهها لولا قبضته المحكمة حولها ..
إلي أين يريد أن يسحبها .. إلى أين ؟!
في الصالة كانت هناك منضدة عليها تحف فضية ومعدنية مطلية صغيرة وبعض القطع الخزفية الثقيلة ..
ودون تردد تناول الرجل قطعة معدنية ثقيلة وهوي بها ، دون رحمة ، على مؤخرة رأس " آنا " المكشوفة ..
كانت الضربة كافية لإحداث ضرر بالغ للضحية لكنه لم يكتفي بها .. بل أنهال عليها بضربتين أخريين كانتا كافيتين لجعلها تتهاوي وتسقط مضرجة في دمائها التي تنضح دون توقف من رأسها ..
سقطت " آنا " أرضا .. فجلس قاتلها على مبعدة خطوة منها وتحسس نبضها ليتأكد من أنها لم تمت حتى اللحظة .. إنها لا يريدها ميتة بعد !
ولما أطمأن إلى أنها لا تزال تتنفس بدأ ينزع الروب عن جسدها ..
كانت هناك نظرة غريبة شيطانية مرتسمة على وجهه .. والأكثر شيطانية من نظرته كانت بسمته الواثقة الهادئة وكأنه أنتهي لتوه من ذبح أرنب صغير لوجبة العشاء !
تعرضت " آنا " للاعتداء الجسدي قبل أن يجهز عليها قاتلها تماما .. مزق حزام رداء الاستحمام ولفه حول رقبتها .. ثم أخذ يضغط على حنجرتها كاتما أنفاسها المتحشرجة ومانعا عنها أي أمل ، ولو ضعيف ، في النجاة ..
ماتت " آنا " تاركة قاتلها يعبث بمحتويات الشقة بطريقة غريبة .. وبعد أن شبع وامتلأ بجريمته غادر المكان لكن ليس قبل أن يترك علامته المميزة في مسرح جريمته ..
غادر القاتل المجهول إذن تاركا الجثة العارية على الأرض واضعا إياها بطريقة مثيرة للاشمئزاز .. وحزام رداء الاستحمام ملفوف بشكل عقدة مميزة الشكل حول رقبتها ..
إنها بالتأكيد أولي ضحاياه .. لكنها للأسف لن تصير آخرهن !

مقتل " آنا سلاسرز "
من ملف جرائم ( سفاح بوسطن )
وبعد لحظة تصاعد صوت المقدمة الموسيقية المميزة لتلك الأوبرا النضالية .. ودخلت " آنا " لتملأ المغطس وتستعد للاستمتاع بحمامها المنعش مع أملاح الاستحمام خاصتها التي تمنحها متعة إضافية ..وخلال ثلث الساعة انتهت " آنا " من حمامها وخرجت حافية القدمين .. كان شيء غريب قد لفت انتباهها وسرقها من متعة المغطس المليء بالماء .. إن هناك من يطرق باب شقتها !هذا غريب بالنسبة لها .. فهي تقيم بمفردها منذ وقوع الطلاق بينها وبين " ألفريد " وليس لديها أبناء .. كما أنها لم تعتد على تلقي زيارات في شقتها الخاصة إلا في مناسبات قليلة تكون على علم سابق بها من بعض الأصدقاء أو أختها " ألفي " في مناسبات نادرة ..فمن هذا الذي يمكن أن يكون على باب شقتها الآن ؟!إنها عامة من النوع الذي لا يفكر كثيرا في الأمور قبل الإقدام عليها .. لذلك فقد اتجهت ببساطة نحو باب الشقة وفتحته ..كان واقفا علي الباب بملامحه المألوفة الوسيمة وقامته المديدة المستقيمة .. غريب أن يأتي الآن فهي لم تره منذ أسابيع طويلة زيادة على أنها لا تكاد تعرفه جيدا .. مجرد معرفة عابرة هل تسوغ له زيارتها في شقتها وفي مثل هذا الوقت من بداية المساء ؟!وقف هناك على باب الشقة مبتسما بتلك الطريقة المهدئة للأعصاب وهمس لها برقة :" مس " آنا " هل تسمحين لي بدقيقتين من وقتك ؟! "كان الكل يدعوها " الآنسة " منذ طلاقها المفاجئ .. ردت " آنا " التي كانت لا تزال مرتدية روب الاستحمام الرمادي :" هل هناك من شيء يا عزيزي ؟! "اتسعت ابتسامة الضيف غير المتوقع وأجاب بثقة ودون أن يتلجلج :" فقط أريد أن أخبرك بما أنتهي إليه الأمر في موضوعي أنا و" سارة " .. أنت تعلمين بتفاصيل الأمر بالطبع وهناك تطورت جديدة حدثت أرغب في أن أحيطك علما بها إذا أمكن .. فأنا أثق برأيك مس " آنا " ! "كان بوسعها ألا تسمح له بالدخول ولم يكن أحد ما ليلومها على ذلك .. لكنها كما قلنا من قبل من النوع الذي لا يفكر كثيرا في الأمور قبل الإقدام عليها ..فكرت " آنا " للحظة وهي لا تزال واقفة ممسكة بباب الشقة .. لكن بسمة الضيف الرقيقة ونظرته الواثقة وجملته التالية مباشرة أنهت كل مقاومة لديها لفكرة السماح له بالدخول :" أنا أثق برأيك مس " آنا " ! "وهكذا أوسعت " آنا " الطريق وسمحت له بالدخول ..دلف الضيف إلى داخل الشقة التي يدخلها للمرة الأولي في واقع الأمر وهو يمسح كل شيء بنظراته الثابتة الواثقة ..همس بمجرد دخوله وهو يرمق شيء ما بنظرة فاحصة :" شقة جميلة مس " آنا " .. ذوقك رفيع ! "ابتسمت " آنا " ابتسامة باهتة وهزت رأسها شاكرة .. ولكن الضيف واصل كلامه مادحا ذوقها المتميز في الأثاث وورق الحائط .. لم تسترح " آنا " كثيرا لهذا التهويد الذي أحست بأنه أكثر مما يلزم .." هل أقدم لك مشروبا ؟ "سألت المضيفة بطريقة عابرة .. فوافق الضيف سريعا ودون ممانعة مصطنعة .. تركته " آنا " واقفا في البهو ودخلت إلي المطبخ لتعد له مشروبا سريعا .. لكنها تفاجأت بأنه لحق بها بعد لحظة ..دهشت " آنا " لهذه الخطوة الجريئة لكنها دهشت أكثر حينما استدارت لتواجهه ورأت هذه النظرة الغريبة تلمع في عينيه .. لم تكن نظرة جريئة بل نظرة مخيفة !لم يعطها الضيف فرصة للتفكير في الأمر فقد تقدم نحوها بسرعة البرق ولف ذراعيه حولها .. ثم أطبق بيده على فمها ليمنعها من الصراخ ..يا إلهي .. هذا آخر ما تخيلت أنه يمكن أن يحدث لها وفي منزلها الخاص .. حادث اعتداء قذر كالعادة من مهووس !قاومته بضراوة لكنه كان مصرا على إكمال عمله .. جرها دون رحمة إلى الصالة وهو لا يزال يطوقها بذراعيه ويكاد يخنق أنفاسها ..تعثرت " آنا " في طرف البساط نتيجة الشد والجذب وكادت تنكفئ على وجهها لولا قبضته المحكمة حولها .. إلي أين يريد أن يسحبها .. إلى أين ؟!في الصالة كانت هناك منضدة عليها تحف فضية ومعدنية مطلية صغيرة وبعض القطع الخزفية الثقيلة ..ودون تردد تناول الرجل قطعة معدنية ثقيلة وهوي بها ، دون رحمة ، على مؤخرة رأس " آنا " المكشوفة ..كانت الضربة كافية لإحداث ضرر بالغ للضحية لكنه لم يكتفي بها .. بل أنهال عليها بضربتين أخريين كانتا كافيتين لجعلها تتهاوي وتسقط مضرجة في دمائها التي تنضح دون توقف من رأسها ..سقطت " آنا " أرضا .. فجلس قاتلها على مبعدة خطوة منها وتحسس نبضها ليتأكد من أنها لم تمت حتى اللحظة .. إنها لا يريدها ميتة بعد !ولما أطمأن إلى أنها لا تزال تتنفس بدأ ينزع الروب عن جسدها ..كانت هناك نظرة غريبة شيطانية مرتسمة على وجهه .. والأكثر شيطانية من نظرته كانت بسمته الواثقة الهادئة وكأنه أنتهي لتوه من ذبح أرنب صغير لوجبة العشاء !تعرضت " آنا " للاعتداء الجسدي قبل أن يجهز عليها قاتلها تماما .. مزق حزام رداء الاستحمام ولفه حول رقبتها .. ثم أخذ يضغط على حنجرتها كاتما أنفاسها المتحشرجة ومانعا عنها أي أمل ، ولو ضعيف ، في النجاة ..ماتت " آنا " تاركة قاتلها يعبث بمحتويات الشقة بطريقة غريبة .. وبعد أن شبع وامتلأ بجريمته غادر المكان لكن ليس قبل أن يترك علامته المميزة في مسرح جريمته ..غادر القاتل المجهول إذن تاركا الجثة العارية على الأرض واضعا إياها بطريقة مثيرة للاشمئزاز .. وحزام رداء الاستحمام ملفوف بشكل عقدة مميزة الشكل حول رقبتها ..إنها بالتأكيد أولي ضحاياه .. لكنها للأسف لن تصير آخرهن !
مقتل " آنا سلاسرز "من ملف جرائم ( سفاح بوسطن )



بقلم : منال عبد الحميد

0 تعليقات:

إرسال تعليق