غادة عبد المنعم:
يعرف الكثيرون ممن يتابعون ما أكتب أننى أعد مشروع لتنمية المناطق قليقة السكان والمناطق الصحراوية
ولعل البعض قد قرأ ما سبق وأقترحة من أفكار للتعمير ولتجميل المناطق العمرانية الحالية وتطويرها وأضيف لهذه الأفكار (التى صارت كثيرة ) فكرة جديدة وهى فكرة خلق شوارع تجارية متجاورة فى أشرطة ومناطق محدودة فى المناطق الأقل فى الميزات
بمعنى مثلا عندما نقوم بتعمير جنوب سيناء فلابد من أن نبنى مدن بكاملها فوق المرتفعات والجبال للإستفادة من ميزة الأجواء الجيدة التى تتوفر فى المرتفعات حيث تقل درجة الحرارة درجة واحدة كلما إرتفعنا عن سطح البحر 150 متر وعلى ذلك فمعظم مناطق جنوب سيناء المرتفعة عن سطح البحر يتحسن فيها الأجواء من 10 درجات لخمسة عشر درجة عما يجاورها من منخفضات
وهى لذلك مناطق مميزة جدا لبناء المدن السكنية وزراعة الزراعات التى تزرع فى المناطق الباردة (بإستثناء الإشجار التى تفتت جذورها الصخر).
لذا فلابد عند النظر فى إعادة تعمير سيناء أن نقوم ببناء مدن فوق هذه المرتفعات التى تشمل معظم الجزء الجنوبى والأوسط من سيناء ، وعند النظر لخريطة سيناء التى تظهر التضاريس والمرتفعات سنجد أن هذه المرتفعات يحيط بها جزء منخفض فى الإرتفاع
فى هذا الجزء تزيد درجات الحرارة
وهذا الجزء المنخفض ينتهى سريعا بشاطئ هو شاطئ البحر الأحمر وخليجيه خليج السويس وخليج العقبة
لذا ففى تصورى وتطبيقا لفكرتى يجب أن يتم تنفيذ التالى:
1- إنشاء شوارع ملاصقة تقريبا للجبال فى بداية المنطقة المنخفضة (كما هو مبين فى أمثلة مخططة باللون الأزرق فى الخريطة المرفقة) تتحول لما يشبه الأسواق وهذه الشوارع العرضية والطولية ستنشئ بحيث يكون الدور الأول فى كل مبانيها محال مخصصة للبيع على أن يخصص لكل نوع من السلع شارع قصير أو جزء من شارع أو عدة شوارع (نمط وسط البلد ومصر القديمة فى القاهرة ووسط البلد فى كل محافظات مصر لكنه هنا سينشئ على أطراف الصحارى وأطراف المدن الشاطئية لكى يخدم كلاهما).
2- تمليك البيوت التى تتواجد فيها المحال للباعة الذين يملكون المحال لتستخدم فى سكنهم وكذلك تمليكهم مصانع لإنتاج ما يباع فى هذه المناطق من منتجات.
3- يتم تخطيط هذه المناطق بحيث تكون كافية ومناسبة لخدمة عدد السكان الذى ينتظر أن تزيد الكثافة العمرانية فى هذه المناطق لتصل له.
4- يتم تخطيط هذه الأسواق والمناطق بحيث تبيع كل ما يحتاجه المرء من مأكل وملبس ومنتجات تستخدم فى بيته ولعرباته ولكل ما يسنخدمه من آلات فى البيت ومناحى الحياة المختلفة.
5- تخطط بحيث يكون لكل مجموعة من السلع المتشابهة سوق واحد كبير يتكون من محال توجد فى الدور الأرضى فى عدة شوارع متلاصقة ويؤدى كل منها للآخر.
6- يخطط لهذه المناطق بحيث توجد أسواق المنتجات المتكاملة متقاربة فمثلا تتواجد محال الملابس والأحذية والمنتجات الجلدية والاكسسوارات من الذهب والفضة وأدوات زينة الشعر والقلائد وغيره ومحال بيع الكتب متجاورة فى سوق واحد يليه أو يوجد بقربه أو يتفرع منه سوق منتجات الخياطة والمكن والجلود والمنتجات التى تصنع من الجلود للزينة ويتفرع منه أيضا سوق أدوات الإضائة المصنوعة من النحاس والحديد المشغول والنجف والفازات ويتفرع من هذا الجزء جزء خاص بمحال الزهور ويتفرع من شارع الملبوسات أو ينتهى بسوق محال الأدوات المكهربية والسلع المعمرة الذى يتفرع منه على سبيل المثال سوق الأدوات المنزلية وما يستخدم فى المطبخ الذى يتقرع منه مثلا سوق منتجات محال الحلويات ثم يخرج من هذا السوق شارع كبير لبيع كل أنواع المنتجات الغذائية الذى قد ينتهى بتلة مخصصة كحديقة عامة تنتهى بساحة تستخدم كسوق أسبوعى للحيوانات من مختلف الأشكال أو تلك المخصصة للذبح وقد يتواجد عند طرف هذه الساحة مجزر مخصص لذبح الحيوانات الكبيرة كالجمال والبقر والجاموس والأبل وقد يتواجد فيما يلى ذلك مساكن لرعاة الغنم والأبل ومزارع للبرسيم، كل هذا التنظيم المتسلسل يتم بحيث يتيح للراغبين فى شراء منتجات متقاربة التجول فى منطقة محدودة من حيث المساحة ولكن تحوى كل ما يحتاجون من منتجات بتشكيلات كثيرة لأنها تحوى أكثر من محل لبيع نفس نوعية المنتج الواحد.
7- ويخطط لهذه المنطقة بحيث تكون شوارعها واسعة جدا مسموح فيها بركن العربات فى الجانبين لأكثر من طابور (وخاصة فى أسواق المواد الغذائية والأدوات الثقيلة كالسلع المعمرة وغير ذلك) وذلك بما يسمح للمشترين بالشراء ونقل الحاجيات للعربات بسهولة وكذلك ركن العربات حتى يتم لهم التسوق فى مكان آمن بجوار مناطق التسوق وتحت أنظارهم.
8- حث من سيتم تمليك المحال لهم على عرض كل التنويعات الممكنة من السلع التى يبيعونها لزيادة تحفيز السكان على زيارة هذه الأسواق بشكل أسبوعى متكرر لشراء حاجياتهم المختلفة منها بدلا من الإقتصار على شرائها من السوبر ماركت والمحال الصغيرة القريبة من بيوتهم.
9- وصل هذه المناطق بشوارع وميادين ضخمة بما يسمح لها بإستيعاب حركة المرور الضخمة الناتجة عن وجود الأسواق.
10- بناء مناطق سكنية تسبق هذه الأسواق مباشرة وتليها فى وحدة سكانية واحدة بحيث يتاح لهذه المناطق القريبة التمتع بمزية التواجد بجوار الأسواق الرئيسية وهى ميزة كبيرة للسكان.
11- إنشاء هذه الأسواق بشكل متناول بمعنى عند إنشاء منطقة تسوق تمتد بطول ستة كيلومترات مثلا فى خلفية مدينة دهب وبعرض كيلو متر تبدأ بسوق للملبوسات والأحذية وتنتهى بسوق للجمال والبعير فلابد عند إنشاء منطقة تجارية تالية على بعد مثلا 40 كيلو متر فى خلفية مدينة كفر الشيخ أن نبدأ فيها بسوق الملبوسات وذلك لكى يتوفر لسكان المنطقة المتواجدة بين المنطقتين التجاريتين ميزة التسوق من كلا المنطقتين بمنتجاتمختلفة كأن يشتروا ملابسهم وأحذيتهم من شرم الشيخ والحيوانات التى سيتم ذبحها فى مجازرهم من دهب.
12- الإهتمام بإنشائها كلما أمكن فى خلفية كل المناطق الساحلية (حيث أننى إتخذت جنوب سيناء كمثال) فى العمق الحار الغير ملطف بهواء البحر وبذلك نكون قد خصصنا الجزء القريب من البحر وما يليه للأحياء السكنية والمنطقة الأسوأ فى درجة الحرارة القريبة منه للأسواق والشوارع التجارية والتى عادة تظلل بالأشجار ويمتد فيها ظل البيوت ليساعد فى تبريدها والتى تحوى محالها فى الغالب مبردات للهواء وبذلك نكون قد إستفدنا بالمناطق الأسوأ من حيث المناخ وحولناها لمناطق أكثر جاذبية فى السكن حيث سيهتم الكثير من السكان بالسكن فى منطقة حارة نسبيا تبعد من عشرة لستة عشر أو عشرين كيلومتر عن شاطئ البحر ولكنها منطقة تجارية تحوى عدة أسواق كبرى متخصصة فى بيع كل ما يلزمهم وتوفر لهم فرص عمل كثيرة دائمة فى البيع.
13- تنشيط إستخدام هذه الأسواق من قبل سكان المدن والمناطق الأكثر إرتفاعا وأفضل جوا بحيث تصبح أسواق مزدهرة فيها كل ما يلزم الساكن الجديد للمنطقة المعمرة حديثا ومكان ممكن للفرجة والفسحة ويتم ذلك عبر تخطيط جمالى ممتاز لها بجوار التخطيط العمرانى والحضارى السابق وعبر دس عدد من المقاهى والموائد (بشكل إلزامى) بطول كل الشوارع وعرضها بحيث لا تزيد المسافة بين أى مقهى أو مائدة وما تليها عن نصف كيلومتر (500م) على الأمثر وهذه الكافيتريات ضرورية لتوفير خدمة للعاملين فى المحال ولزبائنهم القادمين من مناطق بعيدة خصيصا للتسوق من هذه الأسواق الكبرى، يتم أيضا عبر التخطيط لوجود ميادين كبرى يمكن للمواطنين التريض والراحة فيها وعبر التخطيط لوجود حدائق ومناطق تريض مفتوحة كبرى بين الأسواق وفى نهايتها على ألا تزيد المسافة بين الحديقة والأخرى عن 2 كيلومتر (نموذج حديقة الأزبكية المتواجدة وسط ميدان العتبة التجارى)، ويمكن دعم هذه الميزات بدس سوق جميل بين سوقين أكثر أقل جمالا أو بحيث ينتهى سوق عادى بسوق جميل ومثال ذلك وضع سوق محال الزهور بين سوق الملبوسات وسوق المواد الغذائية أو وضع سوق التحف فيما يلى عدة مكتبات ومحال بيع أدوات موسيقية قبل سوق المنتجات المنزلية مثلا أو وضع سوق التورت والحلويات ومحال بيع الحلوى والبسكوتات قبل سوق الكلف والزراير فى مكان مكمل لسوق المواد الغذائية وبحيث يحوى موائد وكافيتريات جميلة أنيقة ومهندمة يستريح فيها المتجول فى سوق الخياطين أو سوق المأكولات وبذلك يمكن للمتجول دائما العثور على مكان جميل يريح عينيه فيه بعد تجوله فى سوق ذو مستوى جمال عادى كسوق المواد الغذائية أو المنزلية.
لو تم التخطيط لبناء هذه الشوارع فى المناطق المخططة باللون الأزرق فى الصورة التالية وما يشبهها فى مكان كسيناء مثلا فسوف أولا يزيد كثافة السكان فى المناطق الأقل جاذبية والأكثر حرارة فى سيناء كلها وثانيا يتحول لعنصر تعمير نشط يساعد على تعمير كل الشواطئ الجنوبية فى سوهاج والمناطق الموجودة فى وسط سيناء ويساعد على بناء المزيد من المصانع وبساعد على خلق قابلية للنمو للمدن الجديدة الممكن إنشائها حوله وفيما يليه.

0 تعليقات:
إرسال تعليق