Ads

الحلقة الثالثة من رواية "مساؤك ألم"..


بقلم: نسرين ياسين بلوط

تابعت كتابتها لذكرياتها تحفرها في اركان الورق كأنها تحشر آلامها في سواقي الحبر التي لا تكفيها لتدون جروحها وتتسمر امام شرودها.....
"مساؤك ألم.......شجن يركض وراء شجن.. أيها الغريب المرتحل بين ارداف النساء وشهوات الليل الصاخبة..والذي يصلي كل يوم خمس مرات ليغسل الله خطاياه التي يرتكبها في اليوم التالي... ويتذرع بأنه صريع الشهوة العابرة وأن الله لا ريب قريب منه... ولا يدري بأن الله كبير على كل من ظلم .. وقريب لكل من ظُلم.. وقاتل الروح لن تهدأ روحه في حضرة الله ما دامت سريرة المظلوم تتدلى بصفاء في بحر نوره...
لطالما قرأت لك بأنك تثور على الحقد..وتتهافت للتسامح والمحبة..آه..عز الدين..انت الحقد المتلحف بسحيق الظلام وهدير الروح الشريرة...أنت القاتل والسفاح..والمذنب الذي يصدح في بهيم الليل بثقل خطاياه..."
عادت بذاكرتها الى ذاك اليوم... بعد أن ألقت قصيدتها في المنتدى الثقافي ...الذي عقد في مصر.. كان يرمقها بعينين تتبجحان بألق غريب..قدم لها نفسه وهو يتقدم منها بخطوات توحي بالقليل من الخجل والكثير من الغرور..."عز الدين الادريسي.. ممثل معروف ومنتج...ومتابع جيد لقصائدك ..يمكنك أن تبحثي عني في صفحة الانترنت فتجدين ما يعجبك بكل تأكيد"...
سرحت في لجج عينيه .. كان الغموض يلف أطراف اهدابه التي تتراقص بلا هدف فوق عينيه ..لترسم دائرة من الارتباك والفوضى التي تنم عنها شخصيته...تعثرت في كلماتها كطفلة تتتبع الأبجدية بحروفها لأول مرة..ابتسمت في وجهه وسألته: "جميل أن تحب الشعر كما تحب التمثيل"..
لم تدرك يومها انه ممثل فطري تلقائي ... وانها طبيعته وليست مهنته...
آه.....ليتها عرفت يومها...........عادت لتنكب على الكتابة في ثورة جنونية كأن الحياة تقتلع روحها من أعماقها:
قد يلتقي النهار بالمساء .. في لحظات الغروب.. عندما يتوهج الأفول يصدح بحورياته يتكئن على هدب الموج ينحتن رسم الحب لهنيهات... وتغرد عندها الذكريات.. لكني لن أجدك هناك كما كنا.. شرذمة الحنين تهاوت في اغنية تعزف لحن الذكرى !... أغنية تسربلت بوهمي لأدرك أنك لست أنت ... ولا من احببت.... وأنك عتقت بيادر الهوى غير مبال .. فعانقني أنا البحر ملكةً لغروبه وكانت تناديك سيدي.. ونفاك أنت في صرير الريح تئن من خطاك في لحظات الندم.. وقاع الحيرة... مساؤك ألم ايها الغريب ...!!! 

0 تعليقات:

إرسال تعليق