Ads

خماسين بدايات القرن الواحد والعشرين


د. رزان إبراهيم 

يغيب غالب هلسا الروائي الأردني المعروف, ولا تغيب خماسينه؛ الخماسين عنوان روايته الصادرة عام 1975, وفيها تحضر تجربة سياسية عميقة ترصد زمناً صعباً في التاريخ المصري, كانت أعداد المعتقلين السياسيين فيه بالآلاف, وكانت حرب عام 67 فيه مؤشراً كبيراً على واقع اجتماعي وسياسي مهزوم. وهو ما عبرت عنه الرواية على نحو رمزي حين تضع شخوصها في جو خماسيني مضطرب, لتبدوالعلاقة واضحة بين رياح متربة ساخنة ومؤذية للأنفاس, تصيب شخوص الرواية, فتنهكهم وتجعل حياتهم غاية في الصعوبة, ليدلل فيها على زمن سياسي صعب خاب فيه أمل الناس؛ فبدلاً من ربيع أخضر منتظر, يأتي هواء خانق يدفع بشخوص الرواية إلى البؤس والتعاسة وتمني الموت أحياناً, كما يكون سبباً في توتر العلاقة بينهم, بما يوحي بخيبة أمل على الصعيد السياسي, سببها إخفاق ثورة يونيو 1952 عن تقديم الوعود التي قطعتها على الشعب المصري.
فهل ينتهي جو الخماسين ونشم رائحة البحر الطازجة منبعثة في الهواء الطلق؟ أم أن روائياً آخر سيأتي ليكتب جزءاً آخر تحت نفس المسمى؟؟؟؟مع فارق بالتوقيت وبتفاصيل أكثر إيلاماً!!!!


0 تعليقات:

إرسال تعليق