Ads

من فقه الصيام (16) حكم اللبوس الشرجي في نهار رمضان


بقلم : د. عبد الحليم منصور . رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون – جامعة الأزهر – فرع الدقهلية

مما يلحق بالحقنة الشرجية ، ما يستعمله البعض مما يسمى بالتحاميل أو اللبوس أو أقماع البواسير أو المراهم ، ونحو ذلك مما يستعمل لتخفيف آلام البواسير ، أو خفض درجة الحرارة ، أو التقليل من مضاعفات الزكام والبرد ، عن طريق إدخالها في دبر الصائم . ومن ثم يتفرع على خلاف الفقهاء في حكم الحقنة الشرجية قولهم في اللبوس الشرجي ، وكذا الأقماع والمراهم التي تؤخذ للتداوي ونحو ذلك ، وبناء على ذلك يمكن القول : إن اللبوس الشرجي للفقهاء فيه رأيان : الأول : يرى القائلون به أنه مفطر ، ومفسد للصوم نظرا لدخول شيء عمدا إلى الجوف عن طريق منفذ معتاد هو الدبر . الرأي الثاني : يرى القائلون به أن هذه اللبوس غير مفطرة ، ولا تفسد الصوم لأنها لا تصل إلى المعدة ، وقياسا على أن الحقنة الشرجية غير مفسدة للصوم وفقا لما سبق ترجيحه .
الرأي الراجح : يبدو لي بعد العرض السابق لآراء الفقهاء وأدلتهم في هذه المسألة رجحان ما ذهب إليه القائلون بأن استعمال اللبوس الشرجي ، وكذا المراهم بقصد العلاج وتخفيف الآلام غير مفسد للصوم ، لأن هذه الأشياء تمتص من مكانها بواسطة شبكة كبيرة من الأوردة الدموية للدم مباشرة ، ولا تستغرق هذه العملية وقتًا طويلًا ، فهي كامتصاص الجلد الخارجي للماء والدواء والدهون . والله أعلم.

0 تعليقات:

إرسال تعليق