هالة برعى
ربما تكون الحالة الصحية السيئة التى مرت بها والدتى خلال الأيام الماضية، والمعاناة التى عاشتها أسرتى لتوفير أكياس الدم، هى التى أوصلتنى إلى مرحلة من فقدان التوازن والقدرة على التركيز فى أشياء كثيرة.
لكن بالتأكيد تواجده فى لحظة معينة فى حياتى جعلنى أنتفض وأشعر بالغيرة من تلك العقلية الهندسية القادرة على تبسيط الأمور وإزالة جميع الفوارق الإجتماعية ،،
أتحدث عن أمير الأمراء ذلك الشاب العربى الذى أذهلنى بطريقة تفكيره، وقدرته على التواصل مع الآخرين فى معظم البلدان العربية بطريقة عفوية تجعله الأقرب إلى قلوبهم، كنت فى مرحلة حرجة حيث الرعب على والدتى من ناحية وافتقادى لأبى وشعورى المزمن باليتم من الناحية الأخرى، ذلك الشعور الذى ازداد مع قرب الاحتفال بيوم اليتيم هنا فى مصر.
لم أشعر بالوقت وأنا أستمتع بحوار أمير الأمراء وهو يتحدث بتلقائية مفرطة ملقيا الضوء بطريقة مبهرة على كيفية مساعدة الصغار فى الحصول على وجبة إفطار بسيطة خصوصا أولئك الذين ينتمون إلى أسر غير قادرة على ذلك. ضاربا مثالا بتلك المعلمة التى كانت تعمل بواحدة من أعرق المدارس الدولية حيث كانت تذهب كل خميس للتواصل مع أطفال إحدى المدارس الحكومية وبأمومة طاغية وبتواضع جم كانت تقدم لهم الحلوى والفطائر دون الإفصاح عن هويتها ومكانتها الاجتماعية.
كذلك تحدث عن أمهر صانع حلويات عربى ذلك الذى بدأ من الصفر بمساعدة أحد زبائنه، وأنه لم ينس له ذلك المعروف، وكيف أنه يتباهى اليوم بمعاناته وكفاحه حتى وصل إلى منزلة وقدر جعله يرد الجميل بالتفانى فى خدمة الآخرين بشتى الطرق الممكنة.
كذلك تحدث عن ضرورة تعليم الشباب العربى التعود على العطاء فى كل اتجاه، على التواجد فى كل الأماكن الزاخرة بأطفال فى أمس الحاجة إلى وجبة طعام ربما تبدو من وجهة نظرك بسيطة جدا لكنها بالنسبة لهم تعنى الحياة.
حقيقة شعرت بالغيرة من صاحب ذلك العقل الذهبى بأفكاره البسيطة جدا،السهلة جدا ، التى يمكننا جميعا أن نتكاتف من أجل توفيرها.
من هنا شعرت أن ضميرى يحتم على أن أشكره علنا على وقته الثمين الذى بالتأكيد كان له أعظم الأثر على رفع معنوياتى لحد كبير، وأن أدعوكم أصدقائى فى كل مكان على سطح الكرة الأرضية للتعاون من أجل توفير وجبات طعام يومية على الأقل لأطفال المدارس الحكومية المنتشرة فى كل مكان كنوع من المساعدة البسيطة للتعايش بطريقة لائقة مع الآخرين، وللأمانة هذه ليست فكرتى بل هى واحدة من أفكاره التى يحاول أن يحققها فى كافة البلدان العربية.
كذلك أدعوكم أصدقائى لمساعدة الآخرين بكل الطرق المتاحة، حتى وإن كانت بسيطة جدا، فأحيانا تكون الابتسامة أوالكلمات الرقيقة التى نتبادلها فيما بيننا هى الفيصل الحقيقى فى رفع معنويات الآخرين.
عزيزى القارىء أرجوك هناك من هم فى أمس الحاجة إلى تواجدك فى حياتهم، فرجاء لاتخذلهم وبادر بمساعدتهم بالقليل الذى لديك، وتذكر أنك ربما فى يوم ما تجد نفسك وجها لوجه فى حضرة أمير الأمراء وقتها ستبادر بعرض أفكار ربما تكون بسيطة جدا عليه، لكنها مجزية جدا لمساعدة الآخرين، وقتها بالتأكيد ستشعر بالسعادة.
وقتها ليتك تتذكرنى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق