Ads

المجتمع المصرى .. مجتمع بلا هوية ثقافية خاصة به؟!!


د. محمد سعد عبد اللطيف 

الناظر فى شأن المجتمع المصرى منذ أمد بعيد سوف يرى ويجد ويسجل عدة ملاحظات غاية فى الأهمية والتعقيد وأهم وأخطر تلك الملاحظات من التعقيد والخطورة بل هى تعد أخطر تلك الملاحظات وهى أن المجتمع يسير فى عدة اتجاهات مختلفة ولا يجمع بينهم أى شئ غير البلد التى يتصارعون فيه وعليه وكل جماعة تعمل جاهدة على سحب البلد فى اتجاهها الذى تبغيه من أجل اهدافها هى واحلامها هى وهذا يعنى أن لا أحد يفكر فى البلد وأهدافها وأحلامها لذا ومن هنا من هنا فقط ظهر أخطر مرض يفتك بجسد المجتمع وهو مرض الأنتهازية واللى بيلحق حاجة بيأخدها وأن كان بيت أبوك يتخرب الحق وخد لك قالب- ومن هذا المنطلق تم فصل العبادات عن المعاملات وأصبح الحديث عن العبادات بقصد أو بغير قصد طويلا وكثيرا ونسى السادة المشايخ أن المعاملات يقوم عليها الدين مع العبادات حيث القاعدة الذهبية والفاصلة والواضحة وضوح الشمس (إنما الدين المعاملة) وأن أمراه دخلت النار لأنها حبست قطة (هره) ورجل دخل الجنة لأنه سقى كلبا إذن المعاملات هى الفيصل لأن العبادات شرعت من أجل المعاملات من أجل تهذيب وتحسين وتجميل المعاملات ما بين الناس وما بين الإنسان ونفسه ونعيد القول بطريقة أخرى العبادات الفاضلة تؤدى إلى معاملات فاضلة.
لذا فلا بد أن اعود إلى مربط الفرس وهو الثقافة الثالثة المفقود أى التى ليس لها وجود فى ظل ثقافتين واردتين إلينا من الخارج ونحن استقبلناهما بكل حفاوة وترحيب.
فها هى الثقافة الوهابية تغزو جزء كبير وواضح من فئات المجتمع بكل أنواعه فالذى بقى فى السعودية أو دول الخليج هو زوجته عادوا وزوجته ترتدى زى أهل البلد التى يعمل بها وهو النقاب على أحدث موضة بعد أن تكمل زينتها من نتف الحواجب وضع المساحيق .
هذا السيدة تؤثر فيما حولها من نساء من ارتداء النقاب وتقدم لهم بعض شرائط الكاست لكى تقوم بدور الداعية ويعجبها الدور وتتمادا فيه وتلك نقطة خطيرة حيث أننا نجد أن كل من ترك لحيته رجلا كان أوشابا –أصبح مفتى يتكلم ويشرح ويفتى ويهاجم ويهدم الدنيا من ناحية ويسودها.
وفى المقابل نجد الفتنه الثانية أو الأخيرة تسحب المجتمع بهدوء إلى ما تريد وهى الفئة المشبعة الحضارة الغربية من ملبس وسلوك حياتى.
فنجد فتيات ترتدى ما يثير ويحرك الغرائز ونحاول تلك السيدات وتلك الفتيات أن تعلن عن نفسها بهذه الملابس.
لكى تعلن عن وجودها فأخذت تقلد الأخر لكى تبرهن على أنها بلغت الغاية أو أنها فى طريقها لبلغ الغاية التى تحرك الحضارة الغربية دون أن تراعى تلك الفئة أنها فى بلد له قواعدة وقوانينه وعاداته التى لا يمكن أن يعيش بدونها لكنها (أى تلك الفئة) ترى أنها على صواب. بالضبط مثل الفئة الأخرى مع أن الاثنتان وردتنا علينا من الخارج ومن تلك النقطة لا بد أن نقف جميعا ونبحث عن الثقافة المفقودة الثقافة الثالثة المنسية والتى لا تجد من يبحث عنها ويزيح جبال من التراب والأهمال والتكاسل عنها.
أى لا بد أن تظهر الثقافة المصرية ( زيها وعادتها – ونظامها) لكى تقف فى وجهه الثقافة والوهابية الغازية والغربية المستعملة.
أن أنصار الثقافتين يحتلا كل مساحات تفكيرنا وحياتنا كلها ووحولوها إلى قلق إلى أضراب إلى عدم ثقة وجعلوا قول الشاعر الانجليزى (جورج اليوت) سنة 1790 (بسبب الحاجة إلى مسمار خسارنا الحدوة، وبسبب الحاجة إلى حدوة خسرنا الخيل ،وبسبب الحاجة إلى خيل خسرنا الخيالة، وبسبب الحاجة إلى الخيالة خسرنا المعركة، وبسبب الحاجة إلى المعركة خسرنا المملكة ) فى سنة 1926 معركة بين أنصار القبعة والطربوش وتلك حكاية أخرى توجع القلب وتؤكد ذلك المعنى لأنها تستحق أن تقرأ من جديد وتوضح لنا بأنه لا أمل فينا مهما أدعينا أننا متحضرين ونعرف كل شئ من حدود ربنا سبحانه وتعالى وكل أسباب الحضارة لأن هذا الادعاء مردود علينا فلا يوجد فى حياتنا شئ من دين الله (الإسلام) ولا شئ من الحضارة التى يدعو اليها الإسلام أيضا إن تخلفنا الحضارى سوف نحاسب عليه بعكس كما يوحى المشايخ بأننا سوف نحاسب على الصلاة والصوم فقط ولكن أيضا سنحاسب على الوضع الذى نعيش فيه والذى أوجدناه بأنفسنا لأننا أناس لا أمل فيهم ولا رغبة منها غير أن نقول كما يقول خطباء المساجد بأننا خلقنا لنموت الحل بأن نوجد لأنفسنا ثقافة خاصة بنا نحن أهل هذا البلد .
- فالحكومة فشلت فى كل شئ يفرض على المواطن وعلى مسمع ومرأى منها .. لأن مشكلة النقاب الذى يكتسح الشوارع المصرية والبيوت والمصالح الحكومية تعد الحكومة هى المسئولة الأول والأخير عنه وعن أى كارثة يمكن أن تقترب من الوطن.
.
- فمظاهر البلطجة التى تعم البلد والحكومة لا تبالى أو يهتز لها جفن وظاهرة غسل الأموال تنتشر وقد أوجدت خللا رهيبا فى المجتمع والحكومة لا تبالى أو يهتز لها جفن.
- فأصبح هناك فئة لم تتعدى العقد الثالث ولديها أموال كثيرة للغاية ودون أن يدرى أحد كيف تحقق ذلك – ولا أحد يبالى أو يهتم.
- وتلك الفئة بدأت تفرض نظامها وسلوكها التى أخذته مع الأموال التى حصلت عليها لكى تغسلها فى مشاريع ليست ذات قيمة وأصبحت الصين المكان المناسب لغسل الأموال حيث أصبح السفر إليها أسهل من السفر الى شبرا – والصين تعمل بفلسفة (كله تحت أمر الزبون) فتوجد البضاعة الممتازة والتى تذهب الى دول العالم إلا مصر والبضاعة الرديئة .. لا تذهب إلا لمصر وأن رجال أعمالها استباحوا الناس والناس ديخة والعيشة منيله وكل هذا يحدث والحكومة لا تبالى أو تهتم.
- وصلة الدش اللى الحكومة مصهينة عنها تقوم بدور خطير للغاية حيث أنه هناك اتفاق (ما) بين أصحاب وصلات الدش وأناس (ما) على عدم رفع قنوات – الناس والحكمة والرحمة هذا الثلاثى الذى يتولى غسل عقول المصريين لأجندة (ما) يقول البعض أن هذا يتم من أجل السعودية بالطبع لا .
- مع أن السلفية سعودية. فلم تصدر إلينا وانما نفر منا هو الذى أتى بها إلينا لأننا شعب بلا هوية ثقافية أو زى رسمى والحكومة لا تهتم أو تبالى.
- هل يمكن لأحد أن يحدثنى ويقول لى ما هى مميزات الثقافة المصرية بل فى الأساس أين هى الثقافة المصرية .. إذن نحن شعب كما الاسفنج يمتص كل ما يوضع عليه والحكومة لا تبالى أو تهتم 
- ومن هنا بدأت النكبات تتوالى على الوطن فلا صلاه نافعة ولا دعاء مستجاب أو أموال لها قيمة فالناس لديها أموال وأموال كثيرة لكنها أموال منزوعة البركة بمعنى أنها مثل ماء البحر لا يروى ولا يشبع – فهى أموال لا صدقة طهرتها ولا مشروع لوجه (الله) أقامت وشغلت (عباد الله الفقراء) اللذين لا يجدون عملا وإنما أقام مساجد مكيفة لا تتسع لأكثر من خمسين فرداً وربنا يستر

0 تعليقات:

إرسال تعليق