Ads

ظاهرة باسم يوسف


د. محمد فؤاد منصور

منذ بداية ظهوره وأنا أتابعه بدهشة شديدة ، ليس لأن آداءه الكوميدي لافتاً وإنما لسبب آخر قد لا يخطر لأحد علي بال ، فهذا الشاب طبيب نابه وهو ليس كأي طبيب وإنما طبيب لجراحة القلب في الجامعة بل وأكثر من هذا أنه كان في طريقه إلي استكمال خبراته في هذا المجال الهام والدقيق. وأنه بالفعل وبحسب قوله كان قد حصل علي تأشيرة العمل في أحد مراكز جراحات القلب المتقدمة بالولايات المتحدة الأمريكية لكنه استشعر بدايات الشهرة والانتشار فتراجع عن فكرة السفر في اللحظة الأخيرة !!... ولو كان قد فعل فمن يدري ؟ ربما كان سيكون لدينا مجدي يعقوب أو ذهني فراج آخر . 
مبعث دهشتي في الواقع هو أنني في مرحلة مبكرة من حياتي كنت أجبن من أن أتخذ موقفاً مشابهاً فآثرت أن أمضي في طريقي المرسوم في لوح القدر طبيباً خامل الذكر دون أن أمتلك شجاعة المراجعة . 
ليس هذا هو ماأود قوله علي أي حال ، فباسم يوسف الذي امتلك شجاعة تغيير مستقبله من جراح قلب مرموق إلي مذيع ساخر لاعمل له سوي استثمار أجواء الحرية في التهكم علي الحكم ورجاله . 
لكن مايلفت النظر بشكل خاص في ظاهرة باسم يوسف هو ذلك الدعم الغربي الشديد لمسيرته وبرنامجه الساخر حتي أن صورته صارت تتصدر أغلفة المجلات العالمية ذائعة الصيت ، إلي جانب حلوله ضيفاً علي قنوات شهيرة كالسي إن إن وفوكس نيوز ثم ظهوره في برنامج مذيع أمريكي شهير هو جون ستيوارت الذي يقدم برنامجاً اقتبس باسم يوسف فكرته وسوقها في مصر بنجاح . ثم تتويج ذلك الصعود الصاروخي المذهل باختياره ضمن قائمة المائة الأكثر تأثيراً في العالم !!!
أليس كل ذلك مدهشاً ومثيراً للتساؤل! 
ماالذي قدمه باسم يوسف للإنسانية غير الضحك والمسخرة بطريقة فجة أحياناً. !!! 
أي بطولة في أن تتطاول علي رئيس الدولة ورمزها. حتي لو اختلفت معه وتتخصص في تهزيئه والسخرية منه مستثمراً أجواء الحرية وسعة صدر الرجل وصبره علي هذا المجون والسفالة أحياناً ؟! 
ماالذي قدمه باسم يوسف ليستحق أن يكون ضمن مائة هم أكثر الناس تأثيراً في العالم ؟! 
وماذا يكون باسم يوسف إذا وضع بجانب مجدي يعقوب أو أحمد زويل أو بيل جيتس أو حتي أنجلينا جولي ؟! 
ألايستحق كل ذلك وقفة للتأمل ... والشكوك؟! 
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق