Ads

لن ألتحي يوما


بقلم/ عبدالحميد شومان

ما يلفت التظر في أيامنا التي نعيشها إقبال كثير من الشباب على إطلاق اللحي خلال الشهور الماضية، ونسبة كبيرة منهم محدودي الثقافة أو من الأميين  ومعظم هؤلاء يعانون من الأمية السياسية بجانب الأمية الأبجدية.
والعجيب انني وجدت منهم من لا يقيم الصلاة ــ وهي أول فروض الاسلام ــ ويدعى انه يطلق لحيته باعتبارها سنة عن الرسول ــ عليه الصلاة والسلام. ولست أدرى كم من أصحاب اللحي يلتزم بالسنة  ومنها قيام الليل وكثرة الصوم وغض البصر، وغير ذلك كثير.
وقد تعددت أشكال اللحي المفتعلة، ومن بينها اللحي الخليجية واللحي السلفية واللحي الأوربية وبعضها تشبه لحية أبو لهب كما تظهر في المسلسلات التليفزيونية.
ومع انتشار اللحي المفتعلة أصبحت أحرص على حلاقة لحيتى كل يوم بعد ان كنت أفعل ذلك كل يومين، ويدفعنى الى ذلك عدم ظهورى ــ ولو للحظة ــ وكأننى أساير ظاهرة انتشار الملتحقين من مدعى الالتزام بالسنة.
وأخشى على هؤلاء ان يكون منهم من يدخل فى دائرة النفاق بعد ان أصبح رئيس الجمهورية وعشيرته ورئيس وزرائه من أصحاب اللحي على اختلاف أشكالها وأحجامها.
وقد رجعت الى محاضرات الشيخ محمد أبو زهرة التى كان يلقيها فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة والتى قال فيها ان إطلاق اللحية من أمور العادات وليس من قبيل الشرعيات. وأفادت دار الإفتاء المصرية بان إطلاق اللحية من الأمور التى اختلف حولها الفقهاء وقد ذهب فريق الى انها ليست من  الأمور العبادية، وأن الأمر الوارد بإطلاقها وإعفائها وتوفيرها أمر إرشاد لا أمر وجوب أو استحباب.
لكن يبدو ان الفقهاء لم يتوقعوا ما يحدث الآن من إقبال ضعاف النفوس على تقليد أصحاب السلطة وإدعاء التدين، ولو توقعوا ذلك لحذروهم وحذرونا من التورط فى النفاق، غفر الله لهم ولنا جميعا.

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق