Ads

ميمي قدري ، مسيرة حافلة من العطاء والإبداع

الدكتور الشاعر محمد حرب الرمحي


 .. هنا سأكون منحازاً للشاعرة ميمي قدري أكثر من الأديبة ميمي قدري، لأن الشِعر هو طفلي المدلل وهو سبب معرفتي بها . 
لعل ميزة ميمي في الشعر ، أنها استطاعت أن تملك الجمل الشعرية الطرية ، السهلة التطويع والتشكيل ، فلم أشعر ولو للحظة أنها كانت تجلس كشاعرة لتكتب ، بل كانت تجلس أمام أدواتها كطفلة تسعى لأكتشاف أحلامها من خلال تحقيق ذاتها عن طريق الخيال الشِعري وقنواته . فنراها - وكأنها - تجلس على ربوة في الأفق ، تمسك الغيم بيديها وتشكّل من عجينهِ خبز المطر - كما يقتضي الحلم - لتطعمه العشاقَ ، وتلم حول وجبتهِ الطيور ، هي ذاتها الطفلة المرأة ، ولهذا جاء عطر أنوثتها من وردِ تلكَ الطفلة البريئة أحياناً ، والمشاكسة في أحايين كثيرة .
شاعرة ، تلهو بين الطيور والزهور والعنادل ورائحة الأرض والخبز والماء والهواء . وأكاد أجزم أنها كلما وقفت أمام مرآة قصيدتها التي أنتهت منها للتو ، صرخت معجبة مبتسمة " الله ! يا ميمي " لأنها تُعِد عروس القصيدة كنوع من المتعة ، وكأن كل ما يهما هو أن تزفها للناس وهي تنظرها من بعيدٍ كأم ! لم تتح الفرصة لي أن أقابلها شخصياً ولكني رأيتها في كل قصائدها ، لأنها تضع ذاتها في محور القصيدة وتبني الكلمات من حولها فتطلُ من نوافذ القصيدة لنا دون تكلف ودون مكياج ، وهذا هو صدق ميمي قدري ، وهذا هو سر نجاح قصيدتها ، ولعل البيئة الجغرافية هي التي أنجبت البيئة الشِعرية في قصائدها فجاءت قصائدها على ذلك النحو من الجمال .
ميمي قدري ، شاعرة بنكهة الأمومةِ والطفولةِ في طَعمِ واحد !

كاتب دراما تلفزيونية، إعلامي، شاعر مستشار إعلامي بمنظمة عالمية / رئيس قسم الإعلام - جامعة البلقاء

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق