Ads

مستقبل الثقافة في مصر


دكتور عادل عامر

أن تحقق هذا العدل الاجتماعي تحقيقاً ينتهي بالناس إلى اطمئنان لا يشوبه قلق، ورضاً لا يشوبه سخط، وأمن لا يشوبه خوف، والإنسانية المعاصرة ترى من ذلك ما لا يحتاج إلى أن نطيل القول فيه؛ فالديمقراطية قد ضمنت للناس شيئاً من حرية وقليلا من مساواة أمام القانون، ولكنها لم تكد تضمن لهم من العدل الاجتماعي شيئا؛ والشيوعية قد ضمنت للناس قليلا أو كثيرا من العدل الاجتماعي، فألغت ما بينهم من الفروق، وأتاحت للعاملين منهم أن يعملوا وينتفعوا بثمرة أعمالهم، وأتاحت للعاجزين منهم
 أن يعيشوا غير معرضين لذلة أو ضعة أو هوان، ولكنها ضحت في سبيل ذلك بحريتهم كلها فلم تدع لهم منها شيئا، أو لم تكد تدع لهم منها شيئا، والفاشية قد ضحت بالحرية والعدل جميعا، فاستذلت الناس لسلطان الدولة استذلالا بعيد المدى، واستغلتهم لقوة الدولة أبشع استغلال وأشنعه، ثم لم ترد عليهم من نتائج عملهم شيئا، ولم تحفظ عليهم من حريتهم قليلا ولا كثيرا. سلكت الإنسانية في سبيل الحكم الصالح كل هذه الطرق، وجربت كل هذه النظم، فلم تنته إلى غاية، وما زالت تشكو الظلم والجور، وتضيق بالاستذلال والاستغلال، وتبحث عن النظام القويم الذي يضمن للناس
 الحرية والعدل جميعا. وهذا النظام القويم هو الذي حاولت الخلافة الإسلامية لعهد أبي بكر وعمر أن تنشئه، فمات أبو بكر رحمه الله ولم يكد يبدأ التجربة، وقتل عمر رحمه الله وقد خطا بالتجربة خطوات واسعة.. ولم يعرف المسلمون ولا غير المسلمين أميرا حاول من العدل ما حاول عمر وحقق منه ما حقق عمر".
 يقتضي أن نلقي نظرة على واقع الثقافة في بدايات القرن العشرين.. حيث كانت الدولة العثمانية في مرحلة ضعفها وتفككها وصلت إلى أن أطلق عليها دولة الرجل المريض كما حدث.. وجعل حسني مبارك من مصر دولة الرجل المريض.. وكان الغرب الحضاري في ذلك التاريخ في عز انتصاره وتألقه، قطاع من المثقفين في مصر حسبوا الدولة العثمانية في مرحلة ضعفها على الإطلاق أن صورة الإسلام هي هي صورة الدولة العثمانية.. وحسبوا أن النموذج الغربي على تألق الحضارة الغربية في ذلك الحين هو النموذج الأمثل، فانبهروا بالغرب وأداروا ظهرهم للنموذج الإسلامي. والحضارة الغربية في ذلك التاريخ لم تكن قد ظهرت بها عيوب الحداثة وما بعد الحداثة حتى أن الزى في نساء أوربا كانت محتشمة في ذلك التاريخ، ومَن يقرأ لرفاعة الطهطاوي عندما ذهب إلى باريس يتحدث عن الحشمة ويتحدث عن الغيرة وعن العرض والشرف عندهم، كل هذا تغير عند الحداثة وما بعد الحداثة، وإذا كانت صورة الغرب صورة متألقة فضلاً عن القوة التي جعلت الغرب يحتل الشعوب العربية، وكانت صورة الإسلام ضمن هذا القطاع من المفكرين والمثقفين هي صورة الدولة العثمانية فبدأت مرحلة الانبهار بالغرب وإدارة الظهر للنموذج الإسلامي والتبشير بالأخذ بالنموذج الغربي كما قال طه حسين بحلوه ومره, بخيره وشره بما يحمد منه وما يعاب، فكانت اللحظة التي تم فيها هذا الاختيار، ولم يكن هذا الاختيار عاماً ولم يكن شاملاً.. فقد كان هناك مَن يرابط على ظهور الدين والفكر الإسلامي فقد ظهر تياران في الثقافة والفكر: تيار فكر ديني؛ الفكر الإسلامي ليملأ الفراغ ويسد الطريق على التغريب، وكان هناك تيار انبهر بالغرب وأراد أن يتبنى هذا النموذج الغربي.. وكانا نوعين: نوع يمثل اجتهاد خاطئ وعندما نضجوا فكرياً عادوا إلى الجذور الإسلامية وإلى النموذج الإسلامي
أما قضية المراجعات الفكرية كيف بدأوا وكيف انتهوا ؟ من المصادفات أن يثار هذا الأمر الآن بعد الثورة والمطروح الآن أي النماذج سيكون طريق مصر بعد ثورة 25 يناير، هناك كثيرون بدأوا منبهرين بالغرب ويديرون ظهرهم للإسلام والنموذج الإسلامي كثقافة وفكر، ثم عادوا إلى جذورهم الإسلامية على سبيل المثال منصور فهمي باشا كانت الدكتوراة الخاصة به في فرنسا كانت عن " بيت النبوة " وكان كلامه شديد الغرابة وشديد الخطأ ثم عاد ليكون عضواً في الشبان المسلمين وليكتب المقدمة الشهيرة لكتاب العلامة محمد عبد الباري " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم "طبعاً هذا نموذج قليل يعرفه الكثيرون وهو الأستاذ خالد محمد خالد عندما تبنى في كتابه "من هنا نبدأ" نفس أفكار علي عبد الرازق ثم عاد في الإسلام للكتابة في الفكر، القضية المحورية التي دارت حولها الاجتهاد الخاطئ والتي عادت بالمراجعات الفكرية إلى بذورها الإسلامية كانت هي علامة وهي علاقة الدين بالدولة والسياسية والحكم ومن ثم نصل إلى الخلافة الإسلامية وإلي تاريخ الخلافة الإسلامية وإلى نموذج الخلافة الإسلامية هذه هي القضية ومن هنا أقول صلة هذه المراجعات بما ترونه الآن في الإعلام وعن الحديث عن الدولة المدنية والدولة العلمانية والدولة الإسلامية والمرجعية الإسلامية..كل هذه المراجعات تصب حول علاقة الدين بالدولة هل الإسلام دين ودولة ؟ أم الإسلام سياسة ؟أم الإسلام حكم ؟أم أنه مجرد رسالة روحية خالية من السياسة والحكم والدولة كمثل الرسالات السابقة في الأنبياء والمرسلين في الأمم السابقين ؟كان هناك فرسان ثلاثة هم أبرز فرسان هذه القضية قضية علاقة الدين بالدولة والمراجعة لهذا الموقف قضية الموقف من الخلافة الإسلامية خصوصاً بعد إسقاطها سنه 1924 ثم العودة عن هذا الاجتهاد كان هناك علي عبد الرزاق وطه حسين وهيكل باشا محمد، طبعا مَن وقف في مواجهة هذا الطرح طرح علمنة الإسلام وإتيان التراب على جنود الخلافة، حيث أصبح الآن هناك أناس يتحسسون مسدساتهم إذا ذكرت كلمة الخلافة، الخلافة ليست نظاماً سيادياً نمطياً أي نظام سياسي يحقق وحدة الأمة وتكامل جوانب الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية هي هذه الخلافة يمكن أن يطلق عليه أي تسمية سميه الاتحاد الأوربي الذي حقق الخلافة الإسلامية تلغى الجنسية فيصبح جواز السفر تسير به في جميع الاتحاد الأوربي وكان هذا قديماً في ظل الخلافة الإسلامية.
بأن المخزون الثقافي عند المصريين والذي ظهر بصوره وتابعناه وعايشنه في كل الميادين التحريرية في المحافظات وشوارع مصر، الثقافة بالمعنى البسيط هي صورة الأشياء التي في عقول الناس..  وهذه التركيبات في تفعيلهم للإتيان بسلوك معين وبفعل معين على سبيل المثال:- شاهدنا في ميدان التحرير عقل جمعي يتحرك من خلال المصريين مسلمين وأقباط، رجال ونساء، نخبة وعامة ـ أغنياء وفقراء، الكل يتحرك في حركة واحدة، الكل يحاول أن يسترد وأن يستعيد إرادته التي زيفت على مدار العقود الطويلة بنسبه 99.9%  إلي هذا الحد كان العقل الجمعي يتحرك وكأنه عقل إلكتروني كبير، هذا العقل وراءه مخزون ثقافي كبير، أقدم من الأديان جميعاً، وهذا المخزون له علاقة ليس فقط في التاريخ، وإنما في الجغرافيا والبيولوجيا، وإذا نظرنا إلى قول استانب حين تحدث عن مصر والمصريين قال:- مصر أسهل بلد تقدر تغزوها منفتحة في كل اتجاه لكن من أصعب ما يمكن أن تغزو شعبها ليس لسماته الجسدية وإنما المزاجية والنفسية, العادات والتقاليد حتى الخرافة متشابهة، من هنا تكون صعوبة الغزو .. مصر يعيش عليها شعب واحد أغلبية من المسلمين وأقلية من الأقباط ولكنها ليست أقلية عرقيه هذا الشعب العظيم كان يتفاخر ومازال وسط شعوب الأرض بسبب تماسكه الاجتماعي هذه السمة التي ليست متميزة فقط في العصر الحالي وإنما ممتدة عبر الألف من السنين ألهمت بناء الدولة.. المدنية الحديثة في عصر محمد على باشا حيث قدم نماذجاً من تلاحم بين المصريين حيث شاهدنا عدداً كبيراً في الشارع سنة 1908، 1919 وزيران من الأقباط فقد شاهدنا رئيساً لمجلس النواب وشاهدنا مجموعة من الوزراء الأقباط لذلك ليس مستغرباً حين تلوذ أي فتنة في الأفق أو أي احتقان طائفي أن يتم على عجل استحضار نموذج ثورة 1919 وشعارها " الدين لله والوطن للجميع " "عاش الهلال مع الصليب " أي أن في الفكر أو الوطن الواحد العرق الواحد وغيرها، فقد كان يتم استحضارها دائما مما يعني أن المخزون الثقافي في وقت الفتن في وقت الانقسام في وقت الاحتقان الطائفي يتراجع إلى الخلفية تلك حين يستحضر في عقل الجميع المخزون الثقافي تحدث ثورة مثل ثورة 25 يناير فهي حدث بكل معني الكلمة وسنكتشف في مقبل الأيام ما هي فكرة الحدث المخزون الثقافي في 25 يناير جعل الأقباط يكتشفون أنفسهم كمصريين مثلهم مثل أهلهم وإخوانهم المسلمين في ميدان التحرير أي أن الأقباط أصبحوا في استعداد لعدم الطاعة لقيادتهم الدينية، فقد كان نزولهم إلى أرض الميدان كان تعبيراً عن مصريتهم، وليس عن هويتهم القطرية أو الدينية، وعلينا من الآن فصاعداً التعامل بنظام المواطنة وليس بالنظام الأمني كما كان يحدث في النظام السابق، وكان الشاهد أنه على مدار 18 يوماً لم يرفع شعار ديني واحد في ميدان التحرير بل كانت العبارة الشهيرة " مسلم مسيحي إيد واحدة " " مدنية مدنية "، ونأمل أن يستمر المخزون الثقافي يفعل فعلته لأن المستقبل قد لا يحمل أشياءً جميله والمخزون الثقافي هو مَن سيأخذ بيد المواطن في يوم من الأيام. قد عشنا سنوات طويلة نتخبط ونأخذ بهذه الأجيال إلى مناطق بعيدة كل البعد عن التربية الحقيقة بالوعي بهموم الوطن وبعد الثورة أجد وجود علم النفس المصري في شكله الصحيح حيث صحح الشباب صورتهم.. ففي السابق كنا نقول عنه جبان مستهتر لكنه أثبت عكس هذا ومن هنا نبع علم نفسي جديد .. وعلم الثورة أنتج هذا النموذج في النفس المصرية داخل الميدان وخارجة على سبيل المثال قمت بعمل مبادرة عن شريحة الأطفال المشاركين في الميدان عن التأثيرات التي تحدث مع الأطفال من الأحداث " الخوف - البلطجية - من وجود الطيران فوقهم في الميدان " وأثناء المبادرة وجدت رسومات الأطفال تبث الأمل.. وهذا يدل على وعي كبير لدى الطفل.. ومن هنا نقول إننا أمام سبيل وعي جديد، وروح جديدة، ونفس جديدة..
 آن الوقت أن نحترم حضارتنا الإسلامية وننظر بإكبار إلى المسلمين الذين مارسوا الحضارة والقيم.ان مصادر القوى الكامنة في ثورة 25 من يناير:- انطلقت هذه القوى من مدخل تصحيح الثورة معرفياً وعلمياً إلى المراجعات.. هذه المراجعة حولت مصادر القوى الكامنة أيام الثورة ودعمتها إلى أن وصلت ودعمت عدداً كبيراً من المهتمين بهذه المصادر ووقفت هذه المصادر عند تنامي هذه الحفاوة مجابهة الطغيان..
 والفكرة الأولى هي تنامي فكرة المقاومة،
 والمحور الثاني وهي فكرة الثورة والمصدر الكامن لها وهو تنامي محددات الأمل وكل حركات التحرر العالمية العربي والإسلامي والعالمي، يليها تنامي الشعوب برصد التبعية للغرب. بأن النظر في مستقبل الثقافة في مصر يعد من الموضوعات المهمة، حيث العامل الثقافي الذي يتغير ويتبدد وفق الأصول التي تتعلق بهذه الشعوب وإرادتها وقدرتها، وفي الحقيقة
. أن الجامعة هي أساسها إنتاج المعرفة ولعل عدم استقلال الجامعة وتحويلها لأداة شرعية للنظام والتدخل الأمني في شؤونها وتحويل الجامعة إلى مكتب آخر للحزب الوطني.. وقد أدى هذا إلى تدهور دور الجامعة ولاسيما البحث العلمي وهنا لابد أن نكتب لمصر مستقبلاً جديداً أما عن دور المجتمع المدني في شأن الثقافة ؟.. أحيانا نقول ونتوسع في المعنى حتى نفقد المعنى الحقيقي للكلمة، لكن أقول:-
إن الثقافة العربية والإسلامية تشغل حيزاً كبيراً من العقل العربي والعقل المصري الأمر الآخر أننا نمر بالظروف العولمية، وهذه الظروف تتملك بكونها تتوغل من خلال الثقافات وبحث الثقافات وخصوصية الثقافات والهوية الثقافية للمجتمعات خارج حدود المجتمعات.. وبالتالي هناك ضرورة اجتماعية وسياسية فرضها الظرف التاريخي، وأما عن الأسباب الداخلية فنقول:- لا شك أننا بعد الثورة نحتاج إلى هدم النظام السابق بجميع أشكالها القانونية والسياسية والاجتماعية والثقافة والفكرية..
 إن الشباب شارك بقوة في التمهيد لهذه الثورة العظيمة، كما شارك في البداية فيها، وظهرت مشاركته بقوة في اللحظات الحرجة التي مرت بها، ثم شارك في نجاحها، هذه الثورة التي فتحت الباب واسعاً أمام حلم النهضة والتقدم وصناعة الحضارة من جديد.   ولا بد أن نحاول أن ننقد ثورة التحرير من خلال الرؤية الإعلامية التي اعتقد أن علينا أن نتبناها وأن ننطلق منها في المرحلة القادمة.. ولو نظرنا إلى اللجان الوطنية والتلاحم الحقيقي والرائع بين كافة أبناء مصر كلها، والإعلام الملتزم بالأمانة والمنتمي إلى روح هذه الثورة العظيمة لابد أن يراقب ويوجه الرؤية التي تعمق الشعور الوطني لضرورة الحفاظ على وحدة الثورة التي تجلت في ساعات الخطر، ونحن في حاجة إليها الآن في مرحلة إتمام أهداف الثورة.. وسأذكر أمثلة لما أريد قوله..
 المثال الأول:- لا يصح أن ينصب الإعلام حاكماً من هنا أو من هناك طالما ليست استجابة للعموم، فالمصلحة الوطنية تحتم علينا تعظيم المشترك الوطني وربط الحقوق في مواجهة التحديات.
أما المثل الثاني:- فهو مشاركة جميع القوى والتيارات والحركات السياسية والفكرية في هذه الثورة.. فقد أكدت بلسان الحال أننا جميعاً مصريون ووطنيون، ولا يجوز أن يجذبنا أي طرف من الأطراف أو الحديث عن التخوين أو الازدراء مهما كان، حتى لا نزايد في شطر الصف وإضعاف الوحدة الوطنية، وأعتقد أن الإعلام الحر التي يساهم في صناعة مصر المستقبل يجب أن يتحرر من بين الإقصاءات وأن يتجنب الخوض في النوايا وأن يتحلى بالرؤية الإسلامية الجامعة  
المثل الثالث:- هو روح الإيجابية التي دفعت بالملايين من أبناء مصر المخلصين للمشاركة في هذه الثورة من جميع المحافظات، هذه الإيجابية كانت أحد مبادئ الثورة التي ينبغي أن ننتمي إليها، وأن نتعقب مردودها، وأن ندفع باتجاهها، فالمواطن الإيجابي هو الضمان لاستمرار الثورة ضد الاستبداد، ضد الخوف والقمع والطغيان، ولأنني كنت منتمياً إلى هذه الثورة بهذه الرؤية الدولية ينبغي أن ندفع باستمرار الاستجابة لكل ما هو إيجابي نافع ونحارب السلبية من خلال قمع السلبيات.
أما المثال الرابع: أن الدين والتدين كان وسيظل أحد المكونات الرئيسية للشخصية المصرية مسلمة ومسيحية، وهذا التدين الوسطي المصري يجب التعامل معه بروح الإيجابية، فكلنا مواطنون مصريون متدينون وعلى الإعلام المصري أن يحترم هذه الصفة وأن يوظفها في خدمه التقدم والازدهار والتلاحم.
المثال الخامس: أن الثورة بعد الآن تعد في مرحلة بناء والبناء يحتاج إلى التكاتف والتلاحم والتوافق والقبول للآخر والتدريب على إصلاح الحرية والديمقراطية، ويحتاج كذلك إلى البعد عن التجريح،
أن الأزهر أنشىء من أجل هذه النهضة فهو يعد من أقدم جامعات العالم كله.. ولذلك كان للأزهر دور ثقافي، دور سياسي، دور اجتماعي. لم ينفصل الأزهر عن الشعب المصري في يوم من الأيام لكن للأسف هناك مؤامرة تحاك للأزهر وهدفها إلغاء الأزهر ودوره، وهي حملات قديمة جداً، وقد قامت هذه الحملات بإلغاء الأوقاف جميعاً، وإلغاء الكتاتيب، وصولاً للسخرية من علماء الأزهر للنزول بمكانته في نفوس الشعوب، وللأسف ساهم الإعلام في هذا بعرض أعمال تلفزيونية يظهر فيها الأزهري وكأنه لا يهمه في الحياة سوي إمتاع ذاته، وبالفعل تمكنوا من النيل من مكانة الأزهر في نفوسنا، ولكن من خلال هذه الثورة تم اكتشافات جديدة.. حيث كان الشباب ما أن يروا شيخاً معمماً حتى يحملوه على أعناقهم فيجتمع الناس حينها.. لذلك الأزهر لا ينفصل أبداً عن المجتمع ونهضته، فالأزهر الشريف يجب أن تكون له رؤية مستقبلية لتطوير الثقافة في مصر.. وهذا ما ننادي به، وهذا سيتاح بمشيئة الله عندما ينفصل الأزهر تماماً عن سيطرة الحكومة وسيطرة الأمن على الأزهر الشريف. فالحضارة الغربية اليوم قد وصلت إلى هذه المرحلة الأخيرة. حيث قد تحقق التوازن بين العقل والدين. وترك العقل حرا, ليستخدم العلم والمنطق لحل المشاكل المادية, والإستفادة من الثروات الطبيعية وتسخيرها لمصلحة المجتمع. ولوضع القوانين والدساتير, التى تهدف إلى تأكيد حقوق الإنسان, وحماية حريته وعرضه وماله. وتؤكد حقه فى طلب العقيدة والسعادة كما يريدها.



--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق