احمد السيد عقيله
بعد سقوط الخلافة العثمانية في تركيا وما تلاها من تجريف للحالة الثقافية والاجتماعية في البلدان الاسلاميه فادى هذا إلى قيام المسلمين والغيورين على الإسلام إلى محاوله اقامه الدولة الاسلاميه مره أخرى فنجح البعض واخفق البعض الأخر إلا أن الذين نجحوا في اقامه الدولة لم يستطيعوا اقامه نهضة أو حضارة حقيقية إسلاميه وبقوا في طور التخلف والتبعية للغرب والاستعمار فما السبب في ذلك وما السبيل الصحيح في اقامه دوله إسلاميه راشدة
اعتقد الساعون لاقامه الدولة أن امتلاك السلطة هي السبيل الوحيد لاقامه النهضة والحضارة الاسلاميه التي يسعون إلى تحقيقها والحقيقة أن النهضة الحقيقية تنشا من المجتمع والإفراد لا من الدولة, فالحضارة لا يمكن فرضها على المجتمع والناس ولكن لابد أن تنبع من داخل المجتمعات وهنك أمثله كثيرة على هذا فباكستان وافعانستان تولى أمرها إسلاميون إلا أنهم كانوا ضعفاء وهناك بعض الدول رغم ما انعم الله عليهم من نعم كثيرة إلا أنهم لم يكونوا حضارة ولم يساهموا في تنميه المجتمع الانسانى يقول مالك بن نبى "البناء وحْدَه هو الذي يأتي بالحضارة لا التكديس، ولنا في أُمم معاصرة أُسوةٌ حسنة، إنَّ علينا أن نُدرِك بأنَّ تكديسَ منتجات الحضارة الغربية لا يأتي بالحضارة"
وعند النظر في التاريخ الانسانى نجد أن قيام الحضارات قامت على يد الاصطلاحين ولم تقم على يد السياسيين فالرسول صلى الله عيله وسلم وهو القدوة الحسنه لم يقم دوله المدينة إلا بعد ما أقام أهلها وسكانها وهولاء هم الذين صنعوا الخلافة الاسلاميه والدولة الاسلاميه العظمى الراشدة فالخلافه الراشدة يظن البعض أنها قامت على أمانه أبو بكر وعدل عمر وفصاحة عثمان وشجاعة على فقط ولا يعنى هذا إنكار دورهم فىالخلافه الراشدة والحقيقة الخلافة الراشدة قامت في ظل مجتمع متحضر متسامح مع بعضه البعض ومن الشواهد الدالة على ذلك انه لما ولى أبو بكر الصديق عمر الفاروق القضاء مكث سنة لا يأتيه رجلان !
وكذلك الثورة الفرنسية قامت على حركه فكريه ثوريه واسعة وعلى رأسهم جان جاك روسو وثوره 25 يناير قامت ضد فساد اخلاقى وفكري عاش فيه المجتمع رغم أن البعض يريدون أن يحصرونها في الأكل والشراب وأنها ثوره جياع
أن الذين يفتحون البلدان ويقيمون الحضارات هم الرجال الأحرار الذين امنوا بالفكرة وضحوا من اجلها ونحن الان بعد تولى الإخوان المسلمين الحكم ووعدهم ببرنامج النهضة ومرور مائه يوم فإنهم لم يستطيعوا تطبيقه إلا من خلال فرد متحضر و مجتمع واعي فالحضارة لا تنشا إلا من خلال مجتمعات ذات إيمان قوى وفكر متقدم وخلق طاهر وسلوك متحضر
0 تعليقات:
إرسال تعليق