Ads

شريعتنا وشريعتهم ..الحلقه الاولى


الشيخ محمد عبد الله 
منسق جبهة أزهريون مع الدوله المدنية

تطبيق الشريعة الاسلامية اصبح فى الاونة الاخيرة مطلبا ملحا,نادى به الكثيرون ,ويقول المحللون ,ان دوافع المطالبين به كثيرة ومتنوعة :منها السياسى والاجتماعى و الاقتصادى و الرومانسى والخارجى (الدولى والعربى)
فالدافع السياسى :
يقصد المنادون به من وراءه ,الوثوب على السلطة لانشاء حكومة دينية ثيوقراطية شعارها :الحاكمية لله وحده,وتكون هى ظل الله فى الارض وتحكم بالحق الالهى لا تسمح بأحزاب معارضة ولا بصحف مناوئة , لانه هى ومن تحكم باسمهم (حزب الله)والاخرون(حزب الشيطان )صرح بذلك واكثر منه احدهم لمجلة المصور , ولهم فى الحكومة الفارسية التى تدعى انها اسلامية فى ايران مثل وقدوة.
اما الدافع الجتماعى : 
فيعتقد معتنقوه ان التطبيق سوف يملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا وسينزل المن والسلوى من السماء وانها ستمطر ذهبا وفضة ,وفى اليوم التالى ستختفى الشرورو الاثام وتتحول البلاد الى جنة عدن ينعمون فيها بالنعيم المقيم .
اما الدافع الرومانسي : 
فتتمثل احلام اصحابة الوردية فى عودة السيادة والكرامة والعزة و الامجاد للمسلمين وتتحول الدولة الاسلمية من العالم الثالث الى دول كبرى , بل وتستحق الدولتين العظميين امريكا وروسيا كما فعل السلف الصالح بالروم والفرس. 
اما الدافع الاقتصادى: 
فيحمل لواءه الراسماليون الذين يفسرون الاسلام حسب مصالحهم فيتاح لهم ان يزاولوا اى نشاط (غير محرم)ماداموا يدفعون الزكاة : شركات المقاولات لبناء الشقق التمليك السوبر لوكس , مطاعم الدرجة الاولى لتقديم الحمام المحشى والكباب والجمبرى ولاستاكوزا ومحطات الخدمة الالية للسيارات وضبط العجل اتوماتيكيا , ومحلات السوبر ماركت لبيع الهمبورجر والانشون والسجق وانواع الجبنة المستوردة والبضائع الاستهلاكية الاستفزازية , وملابس المحجبات على احدث الموضات العالمية (خيرت الشاطر)_وهى انشطة لاتخدم القاعدة العريضة من جماهير المسلمين بل هى تلبى شهوات اصاب الدخول الطفيلية الانفتاحية .
او مصارف (بنوك) وشركات توظيف اموال ترفع شعارا من القران الكريم (واحلا الله البيع وحرم الربا)وتعطى عملائها فوائد تحت اسماء المرابحة والمضاربة والمشاركة وهذا لايمنعها هى من ايداع اموالها فى البنوك السيوسرية والامريكية الربوية كما اثبت ذلك بالوثائق بعض الباحثين _او تنتهز فرصة الشدة والمجاعة فى بعض بلاد المسلمين فتحتكر الاقوات وتضارب عليها،حدث ذلك فى السودان ونشرته مجلة وادى النيل المصرية شبه الحكومية .
حتى تؤمن لنفسها الحماية الدينية تستخدم بعض كبار الوعاظ لديها بأجور اسطورية حتى يصدروا الفتاوى التى تبرر تصرفاتها وتضع عليها الغطاء الدينى المطلوب.
او ينادون بتصفية القطاع العام وفتح الباب على مصراعيه للقطاع الخاص ليفعل مايشاء كما صرح بذلك احد زعماء المطالبين بالتطبيق فى الحديث الذى ادلى به لمجلة المصور (سبقت الاشارة اليه) .
وبذالك يسيطرون على الاقتصاد سيطرة كاملة ويشكلون الركيزة القوية للحكومة الدينية ظل الله فى الارض وليس فى الامكان ابدع مما كان. 
اما الدافع الخارجى , الدولى : 
فيتمثل فى امرين : 
الاول : محاصرة الافكارالتقدمية خاصة ذات التوجة الاشتراكى والتى تكشف عن الوجه الصحيح للاسلام وهو الوجه التقدمى الذى يقف فى خندق نصرة الجماهير المسحوقة والمطهده ويرسم لها طريق الخروج من وهدة التخلف والتبعية .
الثانى : محاولة الدؤب التى تبذلهاالامبريالية والصهيونية لشق الوحدة الوطنية التى ربطت عنصرى الامة (المسلمين والاقباط) برباط وثيق اربعة عشر قرنا, وذلك بعد ان باءت بالفشل ولاخفاق والخيبة الاعمال التى كانت تهدف الى احداث فتنة طائفية _فالصهيونية والامبريالية تعرفان من دراستهما للتاريخ (فى مصر )كيف ان الاقباط فى عهود التخلف المملوكية والعثمانية وعلى خلاف احكام القران واحاديث الرسول صلى الله علية وسلم كانو يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية, فلايسمح لهم بتولى الوظائف العليا , ولا الانخراط فى صفوف القوات المسلحة والشرطة ويتعين عليهم ان يتميزوا بلباس مخصوص وتلبس نسائهم حذاء من لونين (كل فردة لون )حتى يعرفن انهن غير مسلمات , ولا يركبون الدواب الفارها وحتى الدواب الخسيسة عليهم ان يترجلوا عنها عند مرور مسلم كبير المقام.
ويدفعون الجزية عن يد وهم صغيرون لاباس ان يصك الواحدمنهم على قفها .(المجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك _ د.سعيد عبد الفتاح عاشور ).
والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية _سوف تثير هذه الذكريات الكريهة وامثلها فى نفوس اخوتنا القبط ومن ثم تنجح الامبريالية والصهويونية فيما اخفقت فيه الفتنة الطائفية, ويكون منحق الاقباط بانشاء دولة مستقلة , ويتحقق مخطط الامبريالية والصهويونية الذى يهدفان الى تنفيذه وهو التقسيق منطقة الشرق العربى الى دويلات عزيلة يسهل عليهما ابتلاعها او على الاقل احكام السيطرة على مقدرتها وادخالها فى التبعية المطلقة السافرة ونهب مواردهاوجعل اراضيها قواعد عسكرية وصحاريها دفن للنفايات الذرية (مثل ما فعل النميرى المخلوع ) وعواصمها مراكز لمكاتب استخباراتها و موانيها مرافى لاساطيلها وعلب ليل للترفية عن جنود المارنز.
اما الدافع العربى :
فتتحمل كبره المملكة العربية السعودية حتى تكون مصر ذيلا لها وتأخذمنها بثأرها الذى لاتنساه(حملة محمدعلى الكبير بقيادة ابنه ابراهيم المعروفه بالحملة الوهابية ) ويتحقق الحلم الكبير الذى يداعب جفون من يتولون العرش من ابناء الاسرة السعيدة وهو أن يضيف الواحد منهم الى لقبه الحالى والذى لم يعد يتفق مع طموحاتهم: ((خادم الحرمين الشريفين,_ضف اليه خليفة المسلمين وأمير المؤمنين))
وحتى يتساوى الحكم الثيوقراطى الذى تمهد لقيامه فى مصر بعملية غسيل المخ المتشعبة الاطراف والظوهر وأبرزها طلب التطبيق الفورى للشريعة الاسلامية يتساوى مع الحكم القبلى والعشائرى الذى تقهر بها جماجم المسلمين فى شبة الجزيرة العربية وحتى يسرى مفعول المرسوم الملكى السعودى الذى يحرم قيام الاحزاب والافكار المستوردة (مجلة الطلعية المصرية مارس1985)وحتى يفتى علماء الدين فى مصر كما يفعل علمائهم الافاضل ,لافض الله افواههم_ بان الشورى ليست ملزمة للحاكم بل هى اختيارية _ حتى _ هذا هو بيت القصيدوالغرض الجوهرى _تقطع دابر المشاغبين والمشاكسين الذين ينادون بالديموقراطية ثم الاشتراكية التين يعتقدون انهما طوق النجاة لحل المشكلة الاجتماعية والاقتصادية التى تعانى منها الجماهير المحرومة .
حتى يعطى ملوكها السعداء _التمام _لحاميهم الرئيس اوباما بأن المنطقة أصبحت رهن الاشارة و طوع البنتاجون وأن شبح الاشتركية والعداله الاجتماعيه المرعب المخيف لكليهما قد قطع دابره والحمدلله. 
وهذه الدوافع تدور جميعها فى فك الدافع الخارجى فهو الذى يمسك فى يدية الخيوط التى تحرك اصحابالدوافع الاخرى وهذا ما سنوضحه فى الخاتمة بمشيئة الله تعالى.
وللقارئ الكريم ان يختار مايشاء من هذه الدوافع وله ان ياخذ بها جميعا , واصحابها قد يختلفون ويتنافرون وقد يتعاونون فيها بينهم, ولكن الذى لاشك فيه انهم يتفقون على شى واحد : هو ان سندهم فى المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية , والذى يرفعونه فى وجه كل من يحاورهم , الايات الكريمة الثلاث من كتاب الله العزيز التى وردت فى سورة المائدة:((ومن لايحكم بما انزل فاولئك هم الكافرون_الظلمون _الفاسقون)).فهل المقصود بهذه الايات أو بالادق اجزاء الايات المذكورة هو اقامة الحدود التى وردت على سبيل الحصر فى الشريعة الاسلامية اما الحكم بمعناه الشامل كما يذهب اليه السلفيون الجدد(الوهابيون) واصحاب تلك الدوافع _ البعض منهم بحسن نية والاخر بسوء قصد و خبث طوية ؟ الاجابة على هذا السؤال الجوهري ستأتيكم تباعا فى مقالات متعددة 
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق