قهوة فاروق في بحري من أشهر وأقدم القهاوي التي تروي تراث وتاريخ الاسكندرية فعمرها التاريخي 82 عام حيث انشئت 1928 , واذا تجولنا داخل القهوة نشعر منذ اللحظة الاولى بأنها جزء تاريخي أصيل منفصل عن الزمن الحالي حيث تستقبلك صور الملك فاروق وعائلته في كل أركان القهوة على انغام الاغاني الوطنية القديمة فضلا عن البناء المعماري الذي يحتفظ بجماله وفخامته الملكية حتى الان , وزبائن القهوة المتوافدين عليها منذ اربعين عاما ويزيد , وايضا الزبائن الشباب الجدد ومنهم المهندس والدكتور يجتمعون على حب قهوة فاروق لما تتميز به من طابع خاص .
كان صاحب القهوة قديما كمال نصر وانتقلت ملكيتها حتى اشتراها السيد همام المحامي ويديرها الان نجله محمد السيد همام
ويروي "عم شريف " العامل بالقهوة حكاية تسمية القهوة باسم الملك فاروق فيقول "ان الملك فاروق يوم التتويج عندما مر من أمام القهوة جلس على القهوة لذلك سميت باسمه .
ويقول نجل السيد همام صاحب القهوة " والدي المحامي السيد همام قام بشراء القهوة من ملكية يونانيين عام 1977 والقهوة تعتبر مزار سياحي حتى ان السياح عادة كانوا من زبائن قهوة فاروق لشرب الشيشة ولكن الان بعد ان تم منع الشيشة في اسكندرية انخفض عدد السياح , كما يروي ان حاشية الملك كانوا من زبائن القهوة قديما , أما الان من اشهر زبائن القهوة قريبا كان أحمد زويل , والروائي نجيب محفوظ قد كتب عن القهوة وجوها التراثي الاصيل في منطقة بحري والتي هى من اجمل مناطق الاسكندرية , ويؤكد ارتباط الزبائن بالقهوة الى الحد الذي دفعهم الى فتح باب القهوة خلال التجديدات للمبنى .
ويستعيد "فاروق" وهو مهندس وزبون القهوة منذ اربعين عاما , ذكرياته مع القهوة قديما فيقول " العديد من الاحداث رايتها من خلال القهوة مثل افتتاح الملك فاروق لمسجد البوصيري وقيام الثورة والتفاف الزبائن في القهوة بمختلف الاديان فمن المعروف ان اليهود كانوا زبائن القهوة قديما ويقول انه يروي من ضمن الحكايات ان صاحب القهوة في ايام الملك فاروق كان ينتظر الملك بكوب من الشربات حتى يقف ويشرب منه , وبكل حنين يقول " كانت ايام جميله ولكن مازالت القهوة تحتفظ بجمال الموقع والروح القديمة , ويشاركه الحنين " محمد عبد الحميد لواء من البحرية من زبائن القهوة قديما ويقول ان من زبائن القهوة قديما ايضا كان الشاعر بيرم التونسي وعبد اللطيف ابوهيف والعديد من الباشوات قديما , وينبئنا مبنى القهوة العريق انه سيظل يحمل التراث الجميل للاجيال القادمة محتفظا بروح الرقي والاصالة .
0 تعليقات:
إرسال تعليق