Ads

من خصائص القرآن الكريم

د. عبدالحليم منصور
أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر

أولا ـ القرآن كتاب هداية :

( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
وقال تعالى :"ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )
وقال عز وجل ( إن هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) وقال سبحانه وتعالى ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
وقال أيضا ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

ثانيا ـ القرآن شفاء لأهله :

قال تعالى :" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الاسراء وقال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)

ثالثا – القرآن ومضاعفة الأجر :

عن أَيُّوبَ بن مُوسَى قَال سمعت مُحَمَّدَ بن كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَال سمعت عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ يقول قال رسول اللَّهِ e من قَرَأَ حَرْفًا من كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ وَيُرْوَى هذا الْحَدِيثُ من غَيْرِ هذا الْوَجْهِ عن بن مَسْعُودٍ وَرَوَاهُ أبو الْأَحْوَصِ عن بن مَسْعُودٍ رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ وَوَقَفَهُ بَعْضُهُمْ عن بن مَسْعُودٍ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ من هذا الْوَجْهِ

رابعا – حافظ القرآن استدرج النبوة بين جنبيه :

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله e قال من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع جد ولا يجهل مع جهل وفي جوفه كلام الله تعالى هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"

خامسا – القرآن شافع لأهله :

ففي صحيح مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ e يقول اقرأوا الْقُرْآنَ فإنه يَأْتِي يوم الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقرأوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يوم الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن أَصْحَابِهِمَا اقرأوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قال مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ "
وفي مسند الإمام أحمد عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو ان رَسُولَ اللَّهِ e قال الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يوم الْقِيَامَةِ يقول الصِّيَامُ أي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فيشفعني فيه وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فشفعني فيه قال فَيُشَفَّعَانِ "

سادسا – حال صاحب القرآن يوم القيامة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي e قال يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده يا رب ارض عنه فيرضى عنه ويقال له اقره وارقه ويزاد بكل آية حسنة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : كنت عند رسول الله e فسمعته يقول : « وإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يوم الْقِيَامَةِ حين يَنْشَقُّ عنه الْقَبْرُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فيقول له هل تَعْرِفُنِي فيقول ما أَعْرِفُكَ فيقول انا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الذي أَظْمَأْتُكَ في الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وان كُلَّ تَاجِرٍ من وَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ من وَرَاءِ كل تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ على رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى والديه حلتان لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ بِمَ كُسِينَا هذا وَيُقَالُ لَهُمَا بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ له اقرا وَاصْعَدْ في دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ في صُعُودٍ ما دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كان أو تَرْتِيلًا »

سابعا – القرآن له فضل على والدي حافظه :

ففي الحديث ( وَيُكْسَى والديه حلتان لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ بِمَ كُسِينَا هذا وَيُقَالُ لَهُمَا بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ )

ثامنا _ حافظ القرآن يشفع في عشرة من أهل بيته :

عن جابر قال قال رسول الله e لحامل القرآن اذا احل حلاله وحرم حرامه ان يشفع في عشرة من اهل بيته كلهم قد وجبت له النار لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن الحارث إلا سلم بن سالم تفرد به عيسى بن سالم " وفي مجمع الزوائد عن جابر قال قال رسول الله e لقارئ القرآن إذا أحل حلاله وحرم حرامه أن يشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن الحارث وهو ضعيف "

تاسعا – الضنك مصير من أعرض عن القرآن :

( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا ونور أبصارنا وذهاب همومنا وغمومنا وأحزاننا ومغفرة لذنوبنا وقضاء لحوائجنا وسائقنا وقائدنا ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم

اللهم ارحمنا بالقرآن العظيم واجعله لنا إماما ونورا وهدى ورحمة
اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته على طاعتك آناء الليل وأطراف النهار واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا مولانا رب العالمين

0 تعليقات:

إرسال تعليق