عبدالحميدشومان
أكد استشاريون وأخصائيون أن فيروس كورونا لا ينتقل عن طريق الجهاز التناسلي وإنما عبر رذاذ الفم والأنف
الفيروس لا يعتبر مرضاً تناسلياً وإنما يصيب الشُّعب الهوائية
- العلاقات الزوجية الكاملة لا تنقل الفيروس
- من الصعب أن نغلق كل شيء على الناس حتى العلاقة الزوجية
- الحوامل اللواتي لديهن مناعة قوية لا قلق عليهن من الفيروس
لم يثبت انتقاله بالاتصال الجنسي لكن يمكن نقل العدوى للطرف الآخر بالملامسة
- المشكلة تكمن بالشخص في المراحل الأولى من الإصابة ولم تظهر عليه الأعراض
ننصح المحجورين منزلياً بالبقاء في غرف منفردة وعدم مُخالطة حتى الزوجة
وصلت تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد إلى العلاقات الزوجية، حيث فرضت وضعاً جديداً لممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين، لا سيما في حالة الشك بإصابة أحدهما بالفيروس، تقوم على الابتعاد عن الوجه والتقبيل، في ظل تأكيدات طبية أن الفيروس لا ينتقل عن طريق الجهاز التناسلي، وإنما عبر رذاذ الأنف والفم.
استشاري أمراض النساء والولادة رئيس وحدة الخصوبة في مستشفى الجهراء الكويتية الدكتور حازم الرميح، قال إن «فيروس كورونا المستجد ينتقل عن طريق الشعب الهوائية العلوية والرذاذ الذي يخرج من اللعاب، ولا ينتقل عن طريق الجهاز التناسلي، فكورونا المستجد لا يعتبر مرضاً تناسلياً، وإنما فيروس يصيب الشعب الهوائية، وينتقل عبر ما يخرج من الفم أو الأنف خلال الكحة أو العطس».
وبيّن الرميح أن «العلاقات الزوجية الكاملة الحميمية لا تنقل فيروس كورونا، إلا إذا انتقل عن طريق الفم أو الأنف وهي الطريقة نفسها التي ينتقل بها للآخرين».
وعن المؤشرات التي يمكن الانتباه لها لتلافي نقل العدوى بين الزوجين، رأى أن «من لديه أي أعراض متعلقة بفيروس كورونا المستجد، عليه التوجه فوراً للفحص، حتى أولئك الذين لم تظهر عليهم أي أعراض وقَدِموا من مناطق بها هذا المرض، فعليهم التوجه أيضاً للفحص فهناك دول يخضع القادمون منها للحجر الإلزامي، وأخرى للفحص».
وبشأن ما إذا كان وقف العلاقات الزوجية أمراً ضرورياً، ضمن الإجراءات الاحترازية، أجاب «إذا لم يكن هناك أي أعراض للإصابة بالفيروس، ولم يكن هناك أي اتصال مع أي مشتبه به أو مصاب، فإن الناس يجب أن يعيشوا بشكل طبيعي، ولا يكون هناك حالة هلع أو جزع، فمن الصعب أن نغلق كل شيء على الناس حتى العلاقة الزوجية، لأن هذا الإجراء ليس من ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية».
وأضاف الرميح «العلاقات الزوجية يجب أن تستمر طالما أنه لا يوجد أعراض ولا اتصال مع حالات مشتبه فيها»، مردفاً بأن «السيدات الحوامل اللواتي لديهن مناعة قوية فلا قلق عليهن، وحتى الحالة التي نقلت فيها سيدة صينية حامل العدوى لجنينها لم تؤد لنتائج سيئة، ولا تشوهات خُلقية، وحتى الآن لا توجد دراسات تفيد بأن الفيروس يمكن أن يسبب مشكلة لاستمرارية الحمل، أو أن يتسبب في تشوهات جنينية أو يؤدي لوفاة الجنين، ومن ثم لا داعي لقلق الحوامل».
وشدّد على ضرورة «التفاؤل والالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والمحافظة على النظافة والتقليل من التجمعات، وإن شاء الله مع الدعاء تنجلي هذه الغمة».
بدوره، أكد طبيب النساء والتوليد الدكتور طارق العربي، أن «كورونا مشتقة من كلمة (crown) التي تعني التاج، ويحمل مادة وراثية من الداخل ومن الخارج يأخذ شكل التاج»، موضحاً أن «هذا الفيروس ليس بجديد لكنه دائم تغيير مادته الوراثية، وبالتالي تتغير خصائصه وصفاته وكأننا نواجه مرضا جديدا».
وأضاف «هو ضمن مجموعة فيروسات سارس التي اكتشفت في الصين العام 2003، والنسخة الجديدة منه (كورونا المستجد) تم اكتشافها في مدينة ووهان الصينية عبر أناس يعملون في بيع الأسماك والحيوانات الحية»، لافتاً إلى أن «كورونا المستجد انتقل من الحيوان للإنسان، ومن ثم بات الانتقال من شخص لآخر».
وتابع العربي «حتى الآن طريقة انتقاله ليست مؤكدة بنسبة 100 في المئة لكن ما يمكن قوله إنه يؤثر على الجهاز التنفسي»، لافتاً إلى أن «الأعراض تبدأ بارتفاع بسيط في درجة الحرارة وآلام الجسم والكحة والصداع، وتصل للإصابة في الجهاز التنفسي والوفاة في حالة الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، كما يمكن أن تشمل الأعراض اضطراباً في الجهاز الهضمي، وليس بالضرورة أن يكون هناك رشح في حال الإصابة بهذا الفيروس، ووجود هذه الأعراض لا يجزم وجوده ولكن يضعنا في نقطة الاشتباه».
وعن طريقة انتقاله عبر الجهاز التنفسي، قال «عن طريق الرذاذ الذي ينتشر عبر الكحة والعطس، ولأنه موجود في لعاب الإنسان، فإن التقبيل يمكنه نقل الفيروس»، لافتاً إلى أنه «حتى الآن لم يثبت انتقاله بالاتصال الجنسي، لكن يظل هذا الأمر وارداً، لأنه لو أن أحد طرفي العلاقة حامل للمرض فإنه يمكنه أن ينقل العدوى للطرف الآخر عبر الملامسة، وهنا تأتي أهمية الوقاية من المخالطة مع أي شخص مشتبه فيه. وعندما يكون الشخص في الحجر الشخصي، فلن يكون هناك تلامس أو أي علاقة، لكن المشكلة تكمن عندما يكون الشخص في المراحل الأولى من المرض ولم تظهر عليه الأعراض الشديدة، وهنا نقول الوقاية خير من العلاج، وبالتالي أي طرف من الأزواج يجب أن يسارع للفحص في حال الاشتباه»، موضحاً أن «أي إنسان يشك أن لديه أي أعراض من قبيل الكحة غير المصاحبة للمخاط وارتفاع درجة الحرارة، فيفضل التوجه للتحليل مباشرة خصوصا القادمين من السفر فهذا تأمين ليس فقط للشخص وإنما لأسرته وللمحيطين به».
من جانبه، قال أخصائي طب العائلة الدكتور أحمد محمد عبدالملك إن «فيروس كورونا المستجد يستوطن الجهاز التنفسي، ولا توجد أدلة أنه ينتقل من الجهاز التناسلي، لكن عند العلاقة الزوجية والملامسة قد يكون هناك تقبيل، وهنا ترتفع احتمالية نقله عبر الجهاز التنفسي وليس التناسلي».
وأضاف «نعم ينتقل من خلال التقبيل، وننصح المحجورين منزلياً بالمكوث انفراديا في غرفهم، وعدم مخالطة أي أحد حتى الزوجة وبالتالي عدم ممارسة العلاقة الزوجية».لا علاقات زوجية للمحجورين منزلياًفي معرض حديثه عن إمكانية إقامة علاقة جنسية بالنسبة للمشتبه في إصابتهم بالفيروس، قال طبيب النساء والتوليد الدكتور طارق العربي «يمكن تقسيم الأشخاص في هذا الصدد إلى ثلاث فئات، الأولى تم تشخيصهم بأن لديهم فيروساً، وهم موجودون في الحجر الصحي، والفئة الثانية هم مَنْ يخضعون للحجر المنزلي، وهؤلاء ننصحهم بألا يكون هناك أي علاقة زوجية من أي نوع، أو أي تقبيل خلال فترة الحجر كنوع من الوقاية، أما الفئة الثالثة فهم مَنْ لديهم أعراض لكنهم ليسوا حاملي الفيروس وليسوا مصابين، وإنما مشتبه فيهم، وهنا أيضاً يجب ألا يحدث أي علاقة، ويجب التوجه مباشرة للمستشفى للخضوع للتحليل وأخذ المسحة.انتقاله من الحامل للجنين وارد... وبيّن العربي أن احتمال انتقال المرض من الأم للجنين أمر وارد، لأنه تم اكتشاف حالة لجنين من أم مصابة بفيروس كورونا وبالتالي أي مريضة حامل يمكن أن تنقل الفيروس لجنينها رغم أن آلية النقل لم يتم التأكد منها بعد.