سقط الطلاء عن الحائط فعاد لوحةً أسمنتية قبيحة ..
اهتزت الجُدران للحظة ، سقطت بعدها المُلصقات المُلونة تباعًا ، فالجُدران لا تحتمل الحرارة مدى الحياة ، ولا ترتدى حتى الطلاء بلونٍ خفيفٍ للأبد !
كيف يتردد الصوت في الأماكن الضيقة ؟
ما الفرق بين سماع الصوت حين يشق السكون في المرة الأولى ، وانعكاسه في المرة الثانية حين نسمع صداه ؟
هل تثق في الحب ؟
مثله مثل الشمس .. يبعث الحرارة في الجسد .
الشمس البُرتقالية تغيب ؛ كذلك مهما كنت تثق في جسدك فهذه المُضغة تحت كتفك الأيسر خائنة !
والعالم كذلك لا يرقد في القاع ، ولا فوق السطح ، ولا قُرب الشاطئ ..
العالم يتسلل إلى عيوننا وآذاننا ورئتينا كهمس الحقول مع بدايات شهر أكتوبر – هذا الشهر الذي يبدأ بعد يجيئ اليوم الخامس فيه – كدُمية بيضاء ترقد فوق صفحة الماء ، ساقيها في وضع اليوجا ، تُرفرف بكفيها مُغمضة العينين ، وتُحرك رأسها يُمنةً ويُسرة ..
تلك الدُمية تُغلق عينيها في حوارٍ صامتٍ مع ضوء الشمس بدءًا من اليوم السادس وحتى اليوم العاشر من الشهر ، حيث سقط المطرُ خفيفًا طيلة الليل ، وفي النهار تبدو السماء كعروسٍ تستقبل الصباح في أيام الزواج الأولى ..
تمامًا كما يكون الحب أول مرة ، والحب من أول نظرة ، حين يكون الحب جميل جدًا بلا تاريخ ؛ فنحن لا نعرف عن بعضنا البعض سوى العيون ، وكل شيء يُبنى على المُلاحظة ، والذكريات مُجرد لوحات سيريالية ، خطوطها دقيقة ، لكن ؛ ألوانها بدرجات الأحمر ، والخلفية زرقاء ، والشارع في اللوحة مرسومٌ بلون السماء والبحر ، والدمية البيضاء لم تتحسس من أشعة الشمس ، فلا هي تشعر بحرارتها ولا تُميز الفارق بينها وبين ملمس رذاذ المطر ، وقطرات الموج ..
الدمية فجأة شعرت بالبرد ؛ وترتجف . حاولت أن تُخفي جسدها العاري قليلًا أسفل السطح ، يصدر عنها سعال خفيف . تمسح ذرات الماء الطائشة من فوق وجهها . تفتح عينيها . تنظُر نحو الشمس فتجدها هي نفسها ، لم يختلف في استدارتها شيء ، ولونها البُرتقالي كما هو ، ولا زالت بعيدة . لكن الجو بارد ، فهل تحركت الشمس وصارت أبعد ؟!
البنايات تميل . السُحب هُناك وكل البنايات تغيب .. اللون الأزرق خفيف ، والأصفر خفيف ، والأحمر خفيف لكن الغالب أزرق . الشمس هكذا تغيب ..
تعتدل الدُمية في جلستها فوق الماء ، تفرد ساقيها وتُرفرف . ترفض أن تغيب الشمس ، تُرى هل غابت الشمس قبل هذه اللحظة في الليالي التي سبقت المطر ؟
مروى علي الدين
اهتزت الجُدران للحظة ، سقطت بعدها المُلصقات المُلونة تباعًا ، فالجُدران لا تحتمل الحرارة مدى الحياة ، ولا ترتدى حتى الطلاء بلونٍ خفيفٍ للأبد !
كيف يتردد الصوت في الأماكن الضيقة ؟
ما الفرق بين سماع الصوت حين يشق السكون في المرة الأولى ، وانعكاسه في المرة الثانية حين نسمع صداه ؟
هل تثق في الحب ؟
مثله مثل الشمس .. يبعث الحرارة في الجسد .
الشمس البُرتقالية تغيب ؛ كذلك مهما كنت تثق في جسدك فهذه المُضغة تحت كتفك الأيسر خائنة !
والعالم كذلك لا يرقد في القاع ، ولا فوق السطح ، ولا قُرب الشاطئ ..
العالم يتسلل إلى عيوننا وآذاننا ورئتينا كهمس الحقول مع بدايات شهر أكتوبر – هذا الشهر الذي يبدأ بعد يجيئ اليوم الخامس فيه – كدُمية بيضاء ترقد فوق صفحة الماء ، ساقيها في وضع اليوجا ، تُرفرف بكفيها مُغمضة العينين ، وتُحرك رأسها يُمنةً ويُسرة ..
تلك الدُمية تُغلق عينيها في حوارٍ صامتٍ مع ضوء الشمس بدءًا من اليوم السادس وحتى اليوم العاشر من الشهر ، حيث سقط المطرُ خفيفًا طيلة الليل ، وفي النهار تبدو السماء كعروسٍ تستقبل الصباح في أيام الزواج الأولى ..
تمامًا كما يكون الحب أول مرة ، والحب من أول نظرة ، حين يكون الحب جميل جدًا بلا تاريخ ؛ فنحن لا نعرف عن بعضنا البعض سوى العيون ، وكل شيء يُبنى على المُلاحظة ، والذكريات مُجرد لوحات سيريالية ، خطوطها دقيقة ، لكن ؛ ألوانها بدرجات الأحمر ، والخلفية زرقاء ، والشارع في اللوحة مرسومٌ بلون السماء والبحر ، والدمية البيضاء لم تتحسس من أشعة الشمس ، فلا هي تشعر بحرارتها ولا تُميز الفارق بينها وبين ملمس رذاذ المطر ، وقطرات الموج ..
الدمية فجأة شعرت بالبرد ؛ وترتجف . حاولت أن تُخفي جسدها العاري قليلًا أسفل السطح ، يصدر عنها سعال خفيف . تمسح ذرات الماء الطائشة من فوق وجهها . تفتح عينيها . تنظُر نحو الشمس فتجدها هي نفسها ، لم يختلف في استدارتها شيء ، ولونها البُرتقالي كما هو ، ولا زالت بعيدة . لكن الجو بارد ، فهل تحركت الشمس وصارت أبعد ؟!
البنايات تميل . السُحب هُناك وكل البنايات تغيب .. اللون الأزرق خفيف ، والأصفر خفيف ، والأحمر خفيف لكن الغالب أزرق . الشمس هكذا تغيب ..
تعتدل الدُمية في جلستها فوق الماء ، تفرد ساقيها وتُرفرف . ترفض أن تغيب الشمس ، تُرى هل غابت الشمس قبل هذه اللحظة في الليالي التي سبقت المطر ؟
مروى علي الدين