متى سنفطر على اللحم الطري
قال وكرر البحر للزبد
أجاب الماكر وذنبه السند
حين يقدم الرجل اليائس على الموت
ويخفت الصوت من الرجس
وتثكل الأم الوالد والولد
حين تهيم المشاعر
وتعلن انهيار الروح
ومن الآلام تصرخ أعضاء الجسد
حين تبحر بين أمواجنا
مركب صامتة الأفواه
من الوجع وحدة الصرد
كل العيون بها صاغرة
متقبلة للعبث القاتل
هاربة من يد النكد
بها القلوب ملتاعة
والأشجان تبكي
آمالها في مولد الغد
منصاعة مكابرة
لا تظهر ما تبطنه
من فراقها للبلد
يحيطها المجهول
يروض ما خبا من حزنها وراء الدمع
بين تلافيف جفت من عدم الرغد
لم تعرف نكهة البحبوحة
الأفئدة مجروحة
قد تقفل المطارح عليها إلى الأبد
سئمت حياة الهوان
والقيل والقال المجاني
وما ساقته لها الدنيا من الطرد
وسال البحر الزبد ثانية
لما لا نتركها تهنا بالعيش
ويكفينا الجوع وقلة السند
فأجابه الزبد مرتجلا
مهما ستصيح أو تولول
فلست عنها بالمتغاض
اقضي يومي على الجوع و النكد
هكذا الله ساقها لي طعاما شهيا
تشبع بطني منها أحيا على الرغد
ومنها اغذي فلذة كبدي
ليلى كمون