Ads

نجوى الرحيلِ

عَدوتُ أُلاحقُ ظِلَّ الكتابةِ
أَرسمُ في الظِّلِ وَحيَ الكَلامِ
فأرّقَنِي ما تَناسلَ فِكراً وسالَ المِدادُ
وفاضتْ معَ الرُّوحِ
نجوى الرحيلِ
كمَن سارَ في رملِ تلكَ الصحاري
ليَنهلَ مِن حَرِّ رُوحي سلامًا
تَضمّخَ جُرحاً رَواهُ القلقْ ,,

نَسجْتُ السُّلافَ لشارِبِ شَوقي
فأدَمَى اشتعاليَ ضُوءُ السّرابِ
وأَعيى احتضارِيَ قتلُ الفلقْ ,,

سأُوقِدُ في الشِّعرِ
لحنَ الجنائزِ 
وهمَ العجائزِ 
وصفَ الأرقْ

وأكتبُ فيكَ ابتداءَ المَلامحِ
أَنْ فارَقَتْني حُمَيّا الشفقْ ,,

طُقوسي انسكابٌ بنجوى غرامٍ
رأَتْ فِيكَ ليلاً طويلَ التأمّلِ
يَحتَلُّ رُوحَ النّسيمِ ويَبكي على
طللٍ فيهِ جُنَّ الورقْ ,,

هناكَ التقَينا كأنَّ طُيوفًا
تَمزّقَ فيها انبثاقُ الغسقْ ,,

وعَيني رَوتْكَ بدمعٍ تَجلَّى
فإذْ بالنّدى يَستفيقُ بجرحٍ
تَداعت على نَايِهِ
النادِباتُ
وأثْرى عيونِيَ عِطرُ الحَبَقْ ,,

تُهدهِدُ في الرُّوحِ بعضَ الحروفِ
لِتكتبَ أمنيةً في رُباها استراحَ
الزّمانُ مِن الذكرياتِ
ومِن غايةِ الحربِ حيثُ المُحاربُ
أدمَى الغُبارَ بِريحِ التّعبْ ,, 

سأنهلُ عطرًا
يُسافرُ فينا يتيمَ اللّقاءِ
جريحَ التأمّلِ
فوقَ الهِضابِ
كأنّكَ وحيٌ أضلَّ الطريقَ
فغابَ كشمسٍ قَضت في السُّباتِ
لتمحُوَ ليلِي وصَفًّا صدَقْ ,,

تَخلّيْتَ عنّي
وعنكَ ومِنّي ومنكَ الفؤادُ
استظلَّ فَـرَقْ ,,

لياليكَ بَعدي احتضارٌ
تَأجّلَ فيهِ الرحيلُ
لِتَرحلَ في النَّبضِ روحُ الوِفاقِ 
لأرضِ الغرَقْ ,,

سَكَبْتَ الوَريدَ بِوردِ الحنينِ فأثمرَ
فيكَ الغيابُ كأنّي
لِلَحدِكَ مَهدٌ سقاكَ الغرامَ
بيومِ الفراقِ
فكنتَ كَمَن سارَ يَبغي الهُوَينا
تَعجّلَ دونَ انتباهٍ
وأفنىَ حنينيَ
هَزَّ الغصونَ
بأرضِ التّعَبْ ,,

سأكتبُ ليليَ جرحَ الرَّصيفِ
المُباغِتَ للشوقِ حتى يَرى
في انتصارِكَ كسرًا
أَضَرَّ الجفونَ وأعيى المساءَ 
بلا أمنيات.

القدس\ ايمان مصاروة