Ads

غبار الأمس



داهمني الحنين لرؤيته، تطلعتُ بترددٍ إلى المسافة الفاصلة بيننا، وقررت اختصارها والسير بخطواتِ ثابتة في اتجاه صرحه المشيد لحجب عيون المتطفلين عنه.
كنت أرسمُ خطوط وجهه على صفحات خيالي. اقتربتُ من الباب الأمامي وصقيع الشوق يدثر جسدي، ورهبة اللقاء تدفعني إلى الأمام أو تعود بي إلى الخلف.
في تلك اللحظة الفاصلة، خرج من الباب رجل يحمل أكياسًـا، تعثرت عيناه بوجهي.. كان التحديق متبادلاً. تراجعتُ مشدوهة من هول ما رأيت!! فلقد حفرتُ السنون حروفها على وجهه، كان يُصارع الوفاء في عُقر داره، وقضى عمره يلهث وراء شهواته. 
أفجعني ما رأيت. رعشة إنسان! لهثة روح لبعض قنان من الخمر. 
تنهدات من ثقل كيس القناني الفارغة، ,ذهبتُ تاركة ورائي غبار الأمس الراكد، وعدت ولكن ليس إليه.
بقلم ميمي قدري

0 تعليقات:

إرسال تعليق