Ads

أنشد عشّا على قمّة الصّبّار

رها وغابت ، تلاشت مع نظراتها الشّريدة بعيدا ,بعيدا كأنّها تهرب من شيء ما ،منها ،من كلّ ما يشدّها الى هذا اللّاشيء، أو هي تبحث عن مكان وزمان يستوعيانها ...
في تيهِهَا الباحثةُ عنها فيهِ استوقفتها شجرة الصبّار الرّاسية على سطح مائل ،فقير التّربة ،متججّر ، واندهشت لمّا شاهدت نصف الجذور عارية ،صفراء ،أعدمها الجفاف، تأمّلت في حيرة تلك الشّجرة المتماسكة بنصفها الميّت ، الشّامخة على ربوة الوجع، نهشا للرّيح للقّر، للحرّ ،للانجراف، لسلخ الجّلد كلّما زحفت السّيول وهوت بمعاولها بحثا عن باقي الحياة فيها ،عن احتياطيّ النّبض الكامن في ذلك الظّمإ ،عن هذا القليل ...القليل الذي يسندها ، هذا الأكسير الذي يصلب هامتها ، ويلبسها هذه الحلّة الخضراء ! لم تحس بخطاها المتسارعة وهي تأخذها الى أرض الشّموخ 
، أرض الحياة التي تنشدها ،وشرعت بكلّ قوّتها تحتطب من الكلإ الميّت ، اليابس والمهمل لتبني به عشّها على قمّة 
تلك الشجرة صامدة ،متحدّية ، للقرّ ،للحرّ، للسّيول للرّياح العاتية ، فتلك هي البراري التي تبحث عنها ، وتلك هي القمّة التي تنشدها فالصبّار أراضيه وعرة ومسالكه ومحفوفة بالتّعب ...
زهور العربى


‏أنشد  عشّا  على قمّة الصّبّار 

تنهّد الصّبح ، وأرسل  النّدى زخّات تغسل بقايا العتمة ،  فركت كلّ الكائنات عيونها ، ونهضت متثائبة، متثاقلة،   لتدوّن  تفاصيل رحلة جديدة ، كانت حياة   من بين تلك الكائنات التي فازت باليقظة بعد موتة صغرى ، نهضت بإعياء دون هدف، ولا غاية ترنو الى إدراكها ، كانت جسدا محموما ،وفكرا مشتعلا، وروحا هائمة في ملكوت  ينكرها  ..
منهكة لملمت ما تشظّى منها ،وتوكّأت على عصا الإرادة، وتقدّمت خطوة ، خطوتان ، تعثّرت ، وقفت من جديد ولاذت بجدار الأمل ،أسندت  إليه  ظهرها  وغابت  ، تلاشت  مع نظراتها الشّريدة   بعيدا  ,بعيدا  كأنّها تهرب من شيء ما  ،منها ،من كلّ ما يشدّها الى هذا اللّاشيء،  أو  هي تبحث عن مكان وزمان يستوعيانها ...
 في تيهِهَا الباحثةُ عنها فيهِ   استوقفتها  شجرة الصبّار الرّاسية على سطح مائل ،فقير  التّربة ،متججّر  ، واندهشت لمّا شاهدت نصف الجذور عارية ،صفراء ،أعدمها الجفاف، تأمّلت في حيرة تلك الشّجرة المتماسكة بنصفها الميّت ، الشّامخة على ربوة الوجع، نهشا للرّيح  للقّر، للحرّ ،للانجراف، لسلخ الجّلد  كلّما زحفت السّيول وهوت بمعاولها بحثا عن باقي الحياة فيها ،عن احتياطيّ  النّبض الكامن في  ذلك  الظّمإ  ،عن هذا القليل ...القليل  الذي يسندها ، هذا الأكسير  الذي  يصلب هامتها ، ويلبسها هذه الحلّة الخضراء !  لم تحس بخطاها المتسارعة  وهي  تأخذها   الى   أرض الشّموخ   
، أرض الحياة  التي تنشدها ،وشرعت بكلّ قوّتها تحتطب من الكلإ الميّت ، اليابس والمهمل   لتبني  به عشّها على قمّة 
تلك الشجرة صامدة  ،متحدّية ، للقرّ ،للحرّ، للسّيول  للرّياح العاتية   ، فتلك هي البراري  التي تبحث عنها  ، وتلك هي القمّة التي تنشدها  فالصبّار  أراضيه وعرة ومسالكه  ومحفوفة   بالتّعب  ...
زهور‏

0 تعليقات:

إرسال تعليق