Ads

صُحبة ورد بألوان قوس القزح!



بقلم د.علياء هادي
 صُحبة الورد في هذا المقال هي عباره عن ألوان مختلفه من النصائح التي ينصح بها خبراء التربيه النفسيه . فقد بدأنا الكلام في المقال السابق (المقال المحظور) عن أهمية تلقين أطفالنا بعض المعلومات الضروريه (على ان تتناسب مع المرحله العمريه) ليتفهموا ان حماية أجسادهم هي مسئوليتهم بالدرجه الأولى. و نزولا على طلب بعض القراء الأعزاء، اقدم هذا المقال ليكمل الفكره ليكون بمثابة جزء ثاني من المقال المحظور للاستفاده بمعلومات اكثر توسعا و بعدد اكثر من الأمثله ذات الاتصال بحياتنا اليوميه لتنشأة أطفالنا بمعلومات تحميهم و تمدهم بالثقه و الوضوح في فهم مسئوليتهم عن حماية أنفسهم و التصدي لأي تعرض لأجسادهم او لفكرهم مما قد يؤثر بالسلب على ثقتهم بأنفسهم و بالعالم من حولهم في المستقبل.
متى يُنصح بأن لا يستحم الطفل مع أبويه؟
قبل الخامسه من العمر، لان رؤية الطفل لجسد احد الأبوين يُعد من المؤثرات على فهم الطفل لحدود جسد الآخرين من حوله و بالتالي حدود جسده و فكرة الحدود الجسديه.
جدير بالذكر انه بحلول العام السادس من عمر الطفل يكون النمو العقلي الحركي قد وصل لمرحله يمكننا ان نبدأ فيها بتعليم الطفل كيف يأخذ حمامه بنفسه، و يستخدم خيط الأسنان و يفرش أسنانه بنفسه على ان يستقل بذاته تماماً في العنايه الشخصيه بجسده و أسنانه بعد الاحتفال بعيد ميلاده السابع.
ما هي حدود العلاقه بين الزوجين في وجود طفلهما؟
بجانب تأثير معاملة الأبوين لبعضهما البعض امام الطفل على مفهومه للحدود الجسديه، يبني الطفل مفهومه الأساسي عن العلاقات و بخاصه الزواج على طبيعة معاملة أبويه لبعضهما البعض، فان كانت علاقه ذات احترام متبادل، اعتقد الطفل ان هذا هو الشكل السائد للارتباط، و ان كانت علاقه بها نوع من عدم احترام الطرف الاخر بالفعل او باللفظ اعتقد الطفل ان هذا هو السائد في العلاقه الزوجه و ان اغلب المتزوجون (و احيانا جميعهم) يتبعون نفس النهج في المعامله.
 و بالتالي فان الآباء الذين يلتزمون بعدم استخدام الايحائات او العبارات (للتعبير عن علاقتهما الخاصه) و التي سيعرف الطفل معناها لاحقا، في وجود أطفالهم  و الالتزام بحدودهم الجسديه لتتوازى مع حدودهما الجسديه مع طفليهما هم الذين يُوفرون شعوراً بالأمان لأطفالهم  و احتراما للعلاقه بين الأبوين تدوم مدى الحياه مع الطفل.
ماذا لو رأى الطفل احد أبويه في وضع غير لائق (اثناء الاستحمام مثلا)؟
نشرح للطفل و بدون توبيخ حتى لا نشعره بالخزي لان الصدفه (كأن ننسى الباب مفتوحا مثلا) او ان ينسى الطفل ان يدق على الباب قبل الدخول او ينسى ان يستأذن قبل الدخول هو تصرف قد يصدر بسبب العفويه و البراءه التي يملكها الاطفال، و هنا يكون شرح الامر للطفل بشكل جاد نهائي (محسوم)  و في نفس الوقت بأسلوب هادئ (بصوت منخفض و بلا انفعال) هو الحل الأمثل لتصل المعلومه للطفل بشكل واضح و صريح و مبرر بأن هذا التصرف لم يكن مقبولا و ان التصرف الفلاني هو الأنسب لعمره و لاستقلاليته التي يجب ان نحترمها.
كيف نفتح أبواب الحوار مع أطفالنا؟
تنصح الدكتوره هيلي سيلفرمان الاستشاريه النفسيه لطب الاطفال بمستشفي الطفوله بسان ديجو، تنصح بتوجبه سؤال استنكاري للطفل كل فتره عند استحمامه، كأن نقول له: هل ما زلت تتذكر ما تحدثنا عنه سابقا بشأن هذه المناطق الخاصه جداً من جسدك و انها ليست ليراها أو يلمسها أحد؟ و يعتبر هذا سؤالا يجدد المعلومه لدى الطفل و يترك له مجال للتحدث لنا عن اي شئ يمكن ان يكون قد حدث.
ماذا لو تعرض احد أطفالنا للإعتداء الجسدي او الجنسي؟
من المؤكد انها ستكون تجربه ليست بالسهله إلا أنه من المؤكد أيضاً ان تكون ممكنة الإجتياز بفضل العلم الحديث، و سنتطرق لهذا في المقال القادم بإذن الله و الذي سيحمل عنوان "و ماذا بعد؟".
و فقكم الله و حفظكم و أولادكم.
د. علياء هادي.

0 تعليقات:

إرسال تعليق