بقلم / سهام عزالدين جبريل
تمثل روسيا الاتحادية احدى القوى الدولية الفاعلية فى النظام العالمى الجديد والذى عاش فترة عدم توازن نتيجة انفراد الاحادية القطبية المتمثلة فى الولايات المتحدة الامريكية كقطبا وحيدا انفرد بلإدارة العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشرقى المتمثل فى الاتحاد السوفيتى السابق ومحوره الشيوعى حيث اصبحت روسيا الاتحادية هى الوريث الشرعى للإتحاد السوفيتى ، وقد حرص هذا الوريث على اعادة بناء قدراته وتوفيق اوضاعة السياسية والاقتصلادية بما يمكنة من انطلاقة عالمية جديد بعد غفوة طالت القطب الروسى مما احدث خلل فى التوازن الدولى وعلاقات القوى العالمية فى المنطقة العربية ،
وقد أنحسر النفوذ الروسي فى المنطقة العربية وأصبحت السياسة الخارجية الروسية تعطى أسبقية لمجالها الحيوي وتطوير علاقتها مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، إلا إنها تظل مؤثرة فى مجال العلاقات الدولية من خلال عضويتها الدائمة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسعيها لإعادة مجدها.
وتأتى زيارة المشيرعبد الفتاح السيسى لروسيا الاتحادية لتقدم مؤشر هام لتوجهات السياسة المصرية نحو العودة لاقامة علاقات ثنائية مع القوى العالمية الفاعلة مما يقلل من التبعية والهيمنة الامريكية على المنطقة ويعمل على تحقيق موازنة سياسية لصالح دولها ومن هنا يجب ان نضع فى اعتباراتنا ان لكل هذه القوى الفاعلة مصالح استراتيجية واقتصادية وامنية ولها اهداف تتحرك من خلالها سعيا لاكتساب علاقات جديدة وبناء شراكة تعاون بينها وبين دول المنطقة وعلى رأسها مصر كدولة تملك كافة امكانات القوى الاقليمية الناهضة ذات التأثير المحورى الهام فى منطقة تملك ثروات هائلة وموقع استراتيجى عالمى .
أهداف روسيا الاتحادية فى المنطقة العربية:
تعتبر روسيا الاتحادية الدولة الوراثية لما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق
والتي تحاول استعادة توازنها والعودة إلى دورها السابق كقوة عظمى لما تمتلكه من موارد بشرية واقتصادية ، فلا شك أن انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقمة النظام العالمي الجديد كقوة عظمى وحيدة فى العالم ، قد أدى إلى إضعاف قدرة روسيا على التأثير على الساحة الدولية وجعلها تبذل محاولات للتقارب مع أمريكا لتحسين وضعها الاقتصادي والسياسي واستعادة قسطا من دورها التاريخي المؤثر على مجريات الساحة العالمية.
أ - من الناحية السياسية :
(1) التعاون مع كافة دول العالم ومنها المنطقة العربية لتحقيق السلام الشامل والعادل بمنطقة الشرق الأوسط حتى يعم الأمن والاستقرار دول المنطقة .
(2) كسب التأييد العربي للسياسات والتوجهات الروسية بالمحافل الدولية تجاه قضايا المنطقة .
(3) العمل على تحييد دور الدول العربية تجاه قضية الشيشان , وخاصة
فيما يتعلق بعمليات الدعم المالي السياسي للثوار الشيشان وعدم
تدويل القضية .
ب - من الناحية الاقتصادية :
(1) زيادة حجم التبادل التجاري مع الدول العربية , مع العمل على جذب الاستثمارات وإقامة مشروعات مشتركة لتجاوز الأزمة الإقتصادية .
(2) تنشيط دور روسيا الإقتصادي في المنطقة العربية لخدمة مصالحها والعمل على تطويره والإهتمام بتطوير العلاقات بعد الإتفاق على جدوله الديون .
جـ - من الناحية العسكرية و الأمنية :
(1) إستمرار المشاركة في المساعي الدولية للحد من إنتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة .
(2) تمتلك قدرات عسكرية تقليدية وفوق التقليدية ونووية وموارد أولية هائلة وإمتلاكها تكنولوجيا متقدمة خاصة في مجال الفضاء .
(3) محاولة إستعادة فاعلية الصادرات العسكرية إلى دول المنطقة لمواجهة التحول الشرقي إلى التسليح الغربي .
(4) التعاون مع دول المنطقة ومنها مصر فى مجال مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري مع بعض الدول مثل سوريا .
وجهة نظرى الخاصة:- تقول أهلا وسهلا بالتعاون مع روسيا الاتحادية والانفتاح مع جميع دول الشرق والغرب وخاصة الدول الفاعلة فى النظام العالمى الجديد وبناء علاقات شراكة وتعاون ونقل الخبرات وسبل التقدم العلمى والصناعى والتكنلوجى ، لكننا ايضا نعيد ونكرر لابد من تعبئة الموارد المحلية والسعى لاعادة الدور المصرى المحورى والمؤثر فى المنطقة لابد من حشد كافة القوى المحلية واستثمار امكانات الدولة المصرية والعمل بجد واخلاص من اجل البناء والتعمير ووضع استراتيجيات للتنمية الشاملة من خلال اهداف وبرامج تنفذ على ارض الواقع وعلى الجميع ان يلتزم ويعمل من اجل تحقيق ذلك بدءا من التلميذ فى مدرستة والطالب فى كليتة والعامل فى مصنعة والباحث فى معمله والموظف فى مجال عملة الى القيادات فى مواقع عملهم علينا بالاخلاص فى العمل والاجتهاد فيه حتى نحقق لمصر وشعبها التقدم والرفاهية التى نحلم به جميعا ونريد ترجمتها على أرض الواقع .
------------------------------------تحياتى /سهام عزالدين جبريل
0 تعليقات:
إرسال تعليق