مؤنس زهيرى
ما فيش حاجه اسمها ديمقراطية في دول العالم الثالث اللي احنا علي رأسها .. زهقت من هذه المسرحية البايخة اللي اسمها الديمقراطية .. كل المسماة بالقوي السياسية المدنية و العسكرية شربتنا شربة "زيت خروع الديمقراطية" .. اللي جابت لنا كل هذا الارتباك و التلبك المعوي الوطني في دولة عمرها سبعة الاف سنة ثم كانت نتيجة هذه الشربة تلك "المخرجات" التي تمثلت في نتائج الإنتخابات البرلمانية و من بعدها و أهمها الرئاسية و التي نعاني منها حتي الآن ..
يا سيدي ..
ــ عندما تصل نسبة الأمية في المجتمع إلي أدني درجاتها الممكنة ...
ــ عندما توفر عملاً مناسباً لمعظم أفراد المجتمع يضمنون به قوت يومهم ...
ــ عندما تقيم قواعد العدل و الأمن في الشارع و يعيش المجتمع آمناً مطمئناً ...
ــ عندما تشبع البطون فلا تتوه عقول أصحابها بسبب الجوع ...
ــ عندما يعود الإسلام الوسطي المصري إلي قواعده علي أرض الوطن سالماً ...
عندئذٍ فقط .. يمكنك إعتماد "الديمقراطية" منهجاً لحياة المجتمع ...
أما إذا إعتمدتها بغير كل ما سبق أو أقله علي الأقل .. فالنتيجة ولادة جنين "مشوه الأطراف ممسوخ المعالم" ... و هو المولود بين أيدينا الآن .. مولود لا يستفيد منه إلا من يلف و يدور "يشحت" عليه بدعوي الحفاظ علي مكتسبات ثورة يناير 2011 .. تلك الثورة التي كان يصفها أساساً بالكفر .. لأن فيها الدعوة للخروج علي الحاكم ..
"المدعوقة" الديمقراطية .. ما هي إلا "الطُعم" الذي تلقيه الولايات المتحدة لدول العالم الثالث و علي الأخص الدول العربية الإسلامية للسيطرة علي شعوبها و توجيهها بما يخدم تحقيق الأهداف الأميركية لضمان مصالحها و تحقيق الأمان الكامل لدولة إسرائيل و أنظر إلي ما يحدث الآن في مصر و سوريا و ليبيا و أخيراً السودان و من قبلهم العراق ..
"المدعوقة" الديمقراطية .. ما هي إلا الدواء الوحيد الذي يصفه الطبيب الأميركي لدول المنطقة العربية التي تجتاحها الثورة فترتفع درجة حرارتها لتصل إلي درجة الحمي .. الدواء متوفر علي صورة شراب .. أو حبوب .. أو حقن .. أو لبوس .. و الشكل الأخير هو الوحيد المتوفر في السوق الأميركي .. و السوق الأميركي هو الوحيد الذي يحتكر "الصنف" .. و صنف ذلك الدواء ما هو إلا سمٌ يسيطر به الطبيب الأميركي علي جسد المريض العربي ..
و بالمناسبة بقي يا أستاذ علي ذكر "المدعوقة" الديمقراطية و التي كان أكثر المستفيدون منها هم من حرموها و وصفوا الخروج علي الحاكم بالكفر تسمح لي أقول لحضرتك .. سيبك يا أستاذ – بعد إذن حضرتك طبعاً - من عبارات "الحكم الإسلامي" .. و "المشروع الإسلامي" .. و "الخلافة الإسلامية" .. إلي آخر تلك العبارات التي تلتصق بكلمة إسلامي في نهاية كتابتها .. دي كلها أغطية لحركات سياسية ما هدف لها إلا الوصول إلي كرسي الحكم الذي كلهم عليه يتقاتلون مثلها كمثل غطاء "الإشتراكية" و "الناصرية" و "الماوية" و "الماركسية" و "اللينينية" .. إلي آخر تلك الأغطية السياسية ..
إنما المشروع الإسلامي الحقيقي هو ذلك المشروع الذي يكون هدفه الأول و الأخير هو "الإنسان" .. الإنسان أرقي ما خلق الله علي الأرض .. أن يعيش ذلك الإنسان معززاً مكرماً غير مهان و لا طالب حاجه و لا صاحب مسألة .. ذلك هو المشروع الإسلامي الحقيقي .. و الذي يكفل الحياة الكريمة للمسلمين و لغير المسلمين أيضاً .. فكلهم في النهاية "إنســان" ..
0 تعليقات:
إرسال تعليق