هذا صوت زوجتي بالتاكيد ماذا عساني ارد عليها تلك الحمقاء ؟! الي اين سيذهب البشر ؟!انهم مقيمون ليلا و نهارا في الشوارع ينتظرونني واذا ذهبوا الي اعمالهم فهناك غيرهم ليس لديه اعمال..
"هيا ياعزيزي ..الم تستيقظ بعد ..ستتأخر كعادتك كل يوم "
ماذا بها هذه المرأه الم تفهم أني شحاذ ولست رئيس للوزراء ؟!!
ربما تعتقد اني رئيس وزراء الشحاذيين وأن اعمالهم لن تسير بدوني!
"ها أنا أستيقظت عزيزتي .. أحضري لي بعض الماء وأي شئ للافطار "
"عفوا زوجي العزيز لا يوجد مياه باقيه مما خزنته أمس،ولا يوجد شئ للافطار لك أو لاولادك فما احضرته نفذ البارحه"
اغلقت كل الابواب هذه النكديه ولم يعد أمامي سوي الخروج هكذا دون طعام وحتي دون أن اغسل وجهي ..
"اتريدي شيئا عزيزتي أحضره لك في المساء عند رجوعي "
"الم تفهم يا رجل ..لا يوجد شئ بالمنزل وأولادك يريدون طعام و..."
أخرستها قبل أن تنفجر أكثر في وجهي...
"حسنا سأحضر لكم في المساء بأذن الله ما ترغبونه من طعام "
ماذا كان يحدث لو أنها ودعتني بلطف تلك المرأة؟! اتكون هي والزمن يقهراني بعنف ..الا أستحق أن أعامل بلطف حتي من زوجتي ..الا يكفي ما أراه خلال يومي من الوان القسوة والاهانه من بشر لا يمكن أتصافهم بصفة الانسانيه..
أخيرا وصلت الي مكان عملي!! ..نعم مكان عملي ..فكل شحاذ له مكان عمل محدد منذ زمن ..وقسمتي جاءت في موقف للسيارات حيث كثرة الماره علي الموقف الوافدين والراحلين..
رغم أن الساعه كانت مبكرة الا أن موقف السيارات كان ممتلئ علي أوجه ..التصقت باول سيارة أجرة لاطلب من راكبيها حسنه وأطلقت لساني بالدعاء لهم لعل من يمتلك قلبا حجريا يرق لي عند سماعه دعائي له،كان يجلس بجوار نافذة السيارة فتاتين ..دعوت لهم الله بغزارة لكنهما لم يستجيبا لي ..نظرت احداهما للاخري من تحت نظارة شمس انيقه -يمكنني بثمنها ان أعيش انا واسرتي لمدة خمس ايام علي الاقل دون أن نتسول- وقالت "لا ادري لماذا تترك الشرطه هؤلاء في الشوارع ؟هؤلاء يمثلون خطرا حتي علي اطفالانا ..ماذا لو راي الاطفال مثل هؤلاء ..الا يقلدونهم كما يقلدون أي شئ "
حوارها جعلني اتوقف عن الدعاء لهما وانتقل لنافذة أخري من نوافذ السيارة كان بوسعي لطمها علي وجهها واعلامها باني إنسان مثلها ومثل من تجالسها التي وافقتها الرأي قائله"انت محقه تماما ،هؤلاء خلاصة مجتمع لا أخلاقي ولا أدمي ..انظري ماذا يرتدي ،ملابسه مرقعه الف رقعه و
انظري الي وجهه
يبدو انه لم يلمس الماء منذ عشر سنوات و ..."
ماذا كانت ستقول لو أني لطمتها علي وجهها ..بالطبع كانت ستقول أني حيوان او ربما الحيوان أفضل مني..فعلت ما فعلته مع هاتين الفتاتين دعوت لذلك العجوز وذاك الشاب الذي يجالسه ربما يكون أبنه لكنهما لم يستجيبا لي ايضا في البدايه وقال العجوز"ربنا يرزقنا ويرزقك بالحلال ..توكل علي الله" ولم يقل شيئا الشاب الصغير اوحتي يلتفت الي من الاساس وأمام الحاحي الشديد قام العجوز باخراج بعض المال من جيبه واعطاني اياه"ربنا يفتحها في وجهك انت وابنك قادر ياكريم" هكذا دعوت له كانت دعوة نابعه من قلبي حقا فهذه أول نقود تدخل جيبي منذ الامس ،
وتركت السياره لانتقل لاخري ..وقفت مايقرب ربع ساعه أمام السيارة "الميكروباص"ولم يمن علي أحدهم بنكله واحده رغم سيل الادعيه والتوسل الذي الهمني به الله لهم وحين لم أجد فائده تركت السيارة لاعنا كل من فيها وأضفت الي قائمة اللعن الظروف التي جعلتني اجول انا وابنائي في الشواع ليل نهار حتي نجد ما ناكله خلال يومنا ونشربه فحتي الماء لا نجدها في جحرنا اومايسمي منزل ..
وبعد قليل أختلف العجوز مع السائق علي الاجرةوهم العجوز بمغادرة السياره والانتقال لاخري بعد مزيد من الشتائم المتبادله بين السائق والعجوز ولم يتدخل خلالها الشاب الصغير ولم يغادر السياره مع العجوز..انتقلت لسيارة أخري ،في ثاني كرسي وراء السائق كان يجلس شابان فأغلب الموقف "ميكروباصات "تحمل عدد من الركاب لا بأس به..كالعاده اطلقت لساني بالدعاء والتوسل وعلي الفور أخرج احدهم بضع نقود واعطاني اياها .. نظر له صديقه الاخر قائلا "ماذا تفعل ستخسر نقودك دون جدوي فمثل هؤلاء يكنذون من الشحاته والتسول أموالا طائله ،ورغم ذلك يخرجون للتسول مرات اخري ""هيا ياعزيزي ..الم تستيقظ بعد ..ستتأخر كعادتك كل يوم "
ماذا بها هذه المرأه الم تفهم أني شحاذ ولست رئيس للوزراء ؟!!
ربما تعتقد اني رئيس وزراء الشحاذيين وأن اعمالهم لن تسير بدوني!
"ها أنا أستيقظت عزيزتي .. أحضري لي بعض الماء وأي شئ للافطار "
"عفوا زوجي العزيز لا يوجد مياه باقيه مما خزنته أمس،ولا يوجد شئ للافطار لك أو لاولادك فما احضرته نفذ البارحه"
اغلقت كل الابواب هذه النكديه ولم يعد أمامي سوي الخروج هكذا دون طعام وحتي دون أن اغسل وجهي ..
"اتريدي شيئا عزيزتي أحضره لك في المساء عند رجوعي "
"الم تفهم يا رجل ..لا يوجد شئ بالمنزل وأولادك يريدون طعام و..."
أخرستها قبل أن تنفجر أكثر في وجهي...
"حسنا سأحضر لكم في المساء بأذن الله ما ترغبونه من طعام "
ماذا كان يحدث لو أنها ودعتني بلطف تلك المرأة؟! اتكون هي والزمن يقهراني بعنف ..الا أستحق أن أعامل بلطف حتي من زوجتي ..الا يكفي ما أراه خلال يومي من الوان القسوة والاهانه من بشر لا يمكن أتصافهم بصفة الانسانيه..
أخيرا وصلت الي مكان عملي!! ..نعم مكان عملي ..فكل شحاذ له مكان عمل محدد منذ زمن ..وقسمتي جاءت في موقف للسيارات حيث كثرة الماره علي الموقف الوافدين والراحلين..
رغم أن الساعه كانت مبكرة الا أن موقف السيارات كان ممتلئ علي أوجه ..التصقت باول سيارة أجرة لاطلب من راكبيها حسنه وأطلقت لساني بالدعاء لهم لعل من يمتلك قلبا حجريا يرق لي عند سماعه دعائي له،كان يجلس بجوار نافذة السيارة فتاتين ..دعوت لهم الله بغزارة لكنهما لم يستجيبا لي ..نظرت احداهما للاخري من تحت نظارة شمس انيقه -يمكنني بثمنها ان أعيش انا واسرتي لمدة خمس ايام علي الاقل دون أن نتسول- وقالت "لا ادري لماذا تترك الشرطه هؤلاء في الشوارع ؟هؤلاء يمثلون خطرا حتي علي اطفالانا ..ماذا لو راي الاطفال مثل هؤلاء ..الا يقلدونهم كما يقلدون أي شئ "
حوارها جعلني اتوقف عن الدعاء لهما وانتقل لنافذة أخري من نوافذ السيارة كان بوسعي لطمها علي وجهها واعلامها باني إنسان مثلها ومثل من تجالسها التي وافقتها الرأي قائله"انت محقه تماما ،هؤلاء خلاصة مجتمع لا أخلاقي ولا أدمي ..انظري ماذا يرتدي ،ملابسه مرقعه الف رقعه و
انظري الي وجهه
يبدو انه لم يلمس الماء منذ عشر سنوات و ..."
ماذا كانت ستقول لو أني لطمتها علي وجهها ..بالطبع كانت ستقول أني حيوان او ربما الحيوان أفضل مني..فعلت ما فعلته مع هاتين الفتاتين دعوت لذلك العجوز وذاك الشاب الذي يجالسه ربما يكون أبنه لكنهما لم يستجيبا لي ايضا في البدايه وقال العجوز"ربنا يرزقنا ويرزقك بالحلال ..توكل علي الله" ولم يقل شيئا الشاب الصغير اوحتي يلتفت الي من الاساس وأمام الحاحي الشديد قام العجوز باخراج بعض المال من جيبه واعطاني اياه"ربنا يفتحها في وجهك انت وابنك قادر ياكريم" هكذا دعوت له كانت دعوة نابعه من قلبي حقا فهذه أول نقود تدخل جيبي منذ الامس ،
وتركت السياره لانتقل لاخري ..وقفت مايقرب ربع ساعه أمام السيارة "الميكروباص"ولم يمن علي أحدهم بنكله واحده رغم سيل الادعيه والتوسل الذي الهمني به الله لهم وحين لم أجد فائده تركت السيارة لاعنا كل من فيها وأضفت الي قائمة اللعن الظروف التي جعلتني اجول انا وابنائي في الشواع ليل نهار حتي نجد ما ناكله خلال يومنا ونشربه فحتي الماء لا نجدها في جحرنا اومايسمي منزل ..
افقدتني كلماته صوابي ،هل ارد عليه واخبره اني انام في بعض الاحيان دون عشاء وأن اولادي لا يجدون ما يكفي لسد جوعهم بعد أن مكست امهم في المنزل وترفعت عن التسول ..أم أتركه لظنونه التي اكدها له صديقه قائلا "نعم هم يجدون في التسول راحه ودعه عن العمل في اي وظيفه أخري و..."
تبا لبشر لا ترحم بني جنسها وتشترك مع الزمن في جلدهم بسوط من حديد دون إنسانية أو رحمه..كانت زوجتي تساعدني في المعيشه لكن بعد تكرار الاهانات لها مما يعتقدون انهم بني انسان خلدت الي المنزل رغم ضيق معيشتنا ..لو اننا نقوي علي العمل انا وزوجتي ما اخرجنا اولادنا متسوليين كأبائهم..لو أن احدا تعطف علينا بعمل ما مكسنا في الشوارع ليل نهار..
تركتهما وظنونهم وذهبت لاتسول رحمة آخرين لعلي اجد بينهم من يدعي" إنسان" ..
قارب اليوم علي الانتهاء ولم اكن قد لمست الطعام منذ الامس واشعر بهذيان شديد ،امعائي تتعارك مع بعضها البعض من الجوع وأكاد لا أستطيع آن استقيم بطولي ، وماجمعته لم يكن يكفي لاشتري طعام اسرتي ،فكيف لي أن اشتري لنفسي واتركهم؟!!
اذا كان عامة الناس لا يحتسبوننا ضمن البشر فما هو حال من هم مسؤليين عنا ؟!
ايعتبروننا ايضا كحيونات ضاله يجب بترها من المجتمع ! واذا كانوا لا يعتبروننا كذلك ويحتسبونا ضمن مجتمعهم ..فلماذا يتركوننا هكذا ؟!
اليس من حقنا عليهم ان نطعم كباقي البشر ؟
أم انهم لا يعلمون عنا أي شئ من الاساس!!
في طريق عودتي الي جحرى متدورا من الم الجوع..أضرب اخماسا في اسداس.."لن يكفي ما جمعته طيلة النهار لشراء خبزا حاف دون غموس، افواه جمه مفتوحه تريد ان تسد جوع بطنها"
وسط تزاحم الافكار و زحام الماره في الشارع جذبتني يد احدهم
كان شابا في غاية الوسامه والرقي طويل القامه يرتدي ملابس انيقه ويمسك بيده بعض الاكياس "تفضل يا والدي هذا لك انت واسرتك ..."
قاطعته قائلا "ما هذا يا بني "
"هذا طعام لك ولاسرتك ..اتمني ان يعجبك"!
وقبل أن ارد عليه او افتح الكيس أخرج من جيبه محفظته وانتزع منها بعض النقود الورقيه واعطاني اياها وانصرف فجأة قبل آن أشكره او حتي ادعو له..فتحت كيس الطعام ،به كميات هائله من الطعام المتنوع يكفيني انا واسرتي لمدة ثلاثة ايام علي الاقل.. سبحان الله يرزق من يشاء بغير حساب ،حمدت الله كثيرا علي عطاياه ودعوت للشاب بان يكافئه الله خيرا وفيرا علي كرمه معي ..
ها انا عدت الي المنزل أخيرا وقبل ان ادخل فكرت مليا "كيف لي ان اعكر مزاج تلك المرأة كما عكرت صفوي في الصباح؟!"
تركت أوعيتي علي مقربه من المنزل واستدعيت الوجه المكفهر وبمجرد أن رأتني زوجتي كادت أن تقتلني صرخت في وجهي قائله "الم تاتي بالطعام يارجل ،ماذا سناكل اذا ؟!الم اخبرك ..."
أبتسمت في وجهها رغم قسوة الموقف فهي لم تطلب مني شيئا لنفسها ..لم تطلب أن تتنزه مثلا ،لم تطلب أن تشتري ملابس جديدة واكتفت بما يجود به علينا البشر ،لم تطلب حتي طعاما بعينه ..فقط ما تريده هوإطعام أولادنا وبعد ذلك تاكل ما تبقي إن تبقي شيئا من الاساس..
أحضرت أخيرا الطعام من الخارج .. قالت زوجتي هي ومنغمسه في التهام الطعام هي والاولاد "بعد أن تاكل يا عزيزي ..عليك أن تنام مبكرا لتستيقظ مبكرا ..حتي تلحق بعملك قبل أن يذهب البشر الي اعمالهم!!
سمر زيدان
0 تعليقات:
إرسال تعليق