غادة عبد المنعم
يدعى دارسو أصول البشرية أن سكان أوربا ولدوا عبر تلقيح لإنسان نياندرتال وهو نوع من القردة العليا مع سلالة بشرية هاجرت لأوربا عبر مضيق جبل طارق ولذا فالأوربيون يميلون لطبيعة القردة أكثر من باقى البشر فى العالم فهم أشد قسوة وعنادا وغباء ودموية وميل للتمثيل والتلاعب والغدر والخيانة وعدم الإتساق ومحبة الجيف وعدم الميل للتناسق ومحبة الجمال وأقل إبداعا وأكثر إلتواء ولديهم قدرات عقلية أقل من باقى الأجناس التى ولدت تبعا لتصورهم من طفرة فى الأورانج أوتان أدت لولادة كائن عاقل أقرب للبشر لم يتزاوج مع القردة سوى فى شبه جزيرة أوربا..هذا ما يعتقده علماء الأنثروبولوجيا المحدثون فى أحدث تصوارتهم عن نشأة البشرية وسواء كان تصورهم هذا صحيح أو غير صحيح فالحقيقة أن معلوماتهم حول طبيعة ذهنية سكان أوربا وطبيعتهم النفسية صحيحة بالتأكيد، ذلك أنهم قد إستقوها عبر مائة عام من مراقبة البشر فى كل مكان بموجات تحت الراديو وتحليل أفكارهم وطبيعتهم وطرائقهم فى التفكير (وهو كم من المعلومات أتيح لى الإطلاع على جزء فى غاية الضئالة منه عندما طالبتنى جهات مصرية بتصحيح نتائج مخابراتية حول سلوك البشر).
والحقيقة أننى قد ربطت بين مستوى الذكاء والميل للتلاعب والقسوة وكلك بين مستوى الذكاء وبين الميل لتذوق الجمال والميل للعدالة حيث قامت نظريتى فى تحليل وإعادة تصحيح ما كان مستقر من نتائج حول السلوك البشرى على أن:
"البشر كلما زاد ذكائهم فهموا بلا جهد أن فى العدالة والجمال والسلام نفع كبير لهم جميعا، وبالتالى مالوا لتحقيقه، وكلما قل ذكائهم تصوروا أن بإمكانهم تحقيق نفع أكبر عبر السرقة والإستغلال والقسوة والخطف ....إلى آخر ذلك، فمالوا لذلك، غير مدركين أن ما يفعلونه هو جزء وليس كل، بمعنى أنهم كما يسرقون من غيرهم فسوف يسرق منهم وكما يقتلون فقد يتعرضون للقتل وعلى ذلك فمن الأفضل لهم إقرار حسن الخلق حتى يتمتعون بالأمان والثراء الذى يرغبون فيه.
وعلى ذلك فنظريتى الفلسفية فى تفسير الأخلاق (وهى جزء من نظريتى القوة المقبولة) تفسر الأخلاق على أنها إبتكار الذكاء الذى أدرك أن التهديدات تحيق بالبشر وبعملهم الجاد عندما لا تتوفر الخلق ولا يلزم بها الآخرون، وأنه كلما كان المجتمع أكثر ذكاء كلما كان أكثر خلقا وبالتالى أكثر أمنا وتوفيرا لقدرات النمو والثراء لمن يعيشون فيه (وتصورى هذا جزء من تصورى عن كيفية نشوء الحضارة والذى صغته فى نظرية نشوء الحضارات).
وكل ما سبق أدى لنتيجة معروفة لدى أجهزة مخابرات العالم حتى قبل أن أصل لها وهى أن الشعوب التى أمكنها إبداع الحضارات القديمة هى الشعوب ذات مستوى الذكاء الأعلى بين شعوب العالم، ذلك أنه لولا ذكاء أفرادها ما أمكنهم معرفة إحتياجهم للعدالة والسلام وحسن الخلق وما أبدعوا القانون والدين والثواب والعقاب وبالتالى ما كان بإمكانهم إبداع الحضارة هذا أن الذكاء يؤدى لإبداع الخلق والخلق يؤدى لتوفر شروط إبداع الحضارة وكذلك فمن جهة أخرى الذكاء يؤدى لتوفر شرط الإبداع وبالتالى لشيوع الحضارة ونشئتها (أنظر نظريتى حول نشأة الحضارة).
وعلى ذلك فكل ما يقال حول دورة الحضارة ودورة التاريخ وتنقل إبداع الحضارة من بلد لآخر هو محض كلام فارغ لا يتوفر فيه المنطق وهو تهريج لم ينتجه عقل مفكر بل عقل يميل للجمع والقص واللصق والخروج بنتائج بلا سبب واضح ولا منطق ولا مقدمات تؤدى للنتائج التى يخرج بها (وهذه هى سمات العقل الغربى الذى أبدع عدد من النظريات التى ليست إلا قص ولصق أو إعادة إحياء أو مجرد الإدعاء بوجود نتيجة ليس لها مقدمات منطقية) حيث طالما أن الحضارة هى إبداع الأذكى فسوف تظل دائما تبدع من الأذكى ويتلقاها ويستفيد منها الأغبى.
ونظرا لأن متابعات جهات علمية ومخابراتية للسلوك البشرى فى كل مكان كما سبق وأشرت قد أثبتت أن العقل الغربى مبدع الكثير من النظريات الحديثة يتميز بولعه (كالقرود تماما) بالتقليد والسرقة والإدعاء لذا نجد أن معظم ما أنتجه هو وبإعترافه ليس إلا إعادة صياغة (ركيكة وبها مغالطات) لإبداعات فرعونية أو آشورية أو بابلية أو فينيقية أو هندية أو صينية أو مأخوذة عن هذه الحضارات عبر العرب واليونان والرومان بعدما تخلت عن نسقها المفهوم البسيط لكى تكتسى بجلباب من التعقيد ناتج عن عدم الفهم وعن الإدعاء وعن عقلية تميل للتلاعب وليست واضحة منطقية فمثلا بدلا من أن يعترف فنانوا ومبدعوا أوربا بأنه ليس لديهم جديد يقدمونه للفن والأدب الحديث وأنهم يعجزون عن حياطة أدب يشبه القصص الشعبية لدى الشعوب القديمة فى طوله وتطوره وعمقه أو يشبه أشعار هذه الشعوب أو يعجزون عن إبداع تماثيل كالتى أبدعها الفراعنة (وقد أظهرت كشوف حديثة أن كل الفن اليونانى والرومانى فى النحت والتصوير والقص وفيما يعتبر فولكلور غربى قد أبدع فى مصر وكانت التماثيل واللوحات تباع كأعمال فنية لليونان والرومان ثم قام جامعى التحف بشرائها بعد قرون من إبداعها والإدعاء أنهم قد قاموا بنحتها أو تصويرها بأنفسهم، هذا غير أثر إبداع أسر تعود أصولها لمصر وسوريا وقد عاشت فى اليونان وإيطاليا قديما ونسبت للأوربيين وكذلك نسب إبداعها لأوربا) بدلا من هذا الإعتراف البسيط بأنه ليس بإمكانهم نحت تمثال بلا أخطاء أو تصوير صورة بغير طبع ملامحها بالفضة على لوحة الرسم أو تأليف مسرحية بغير أخذ قصتها عن القص المصرى القديم ...،..، إلى آخر ذلك، أدعوا أنهم رواد فى مدرسة فنية وفلسفية جديدة هى الحداثة ثم فى مدرسة ما بعد الحداثة وتقوم المدرستين على التقليد وعلى الجمع والقص واللصف وليس على الإبداع؟ وهكذا قاموا بذلك بتضليل آلاف الفنانين من شعوب أكثر قدرة على الإبداع.
الأمر نفسه تكرر فى الفلسفة (مثلا؟) فقد سرق قدماء اليونان والرومان كل تصوراتهم فى الدين والفكر والرياضيات من المصريين وحاولوا صياغتها فى لغتهم بشكل معقد لكى يبدو مع هذه الصياغة الجديدة أن صاحب الصياغة قد أضاف شيئا ثم مر الزمان وجاء العرب ليقرأوا كتب اليونان والرومان وينقلوا عنها وبالطبع لم يفهموها بسبب صياغتها المعقدة الركيكة ولم يكتشفوا أن ما فيها ليس إلا نسخة سيئة مما هو دارج بين المصريين وغيرهم من الشعوب ذات الحضارة القديمة العميقة المبدعة من أفكار تقليدية فى الخلق والفلسفة والدين وحول العدالة وتفسير الكون وغير ذلك وكان من ناتج ذلك أن فسر علماء العرب القدماء وهم كما تؤكد أبحاث تحليل طرق التفكير أقل ذكاء من أقرانهم ممن أبدعوا أصول هذه المقولات فى مصر وغيرها فسروا كتب اليونان والرومان بشكل خاطئ ولم يفهموها جيدا وصححوها عبر جزء من الثقافة الدارجة فى مصر والعراق وسوريا ولكن لم يكونوا أكفاء بما يكفى لتداول العلم ولوكانوا أكفاء للعلم الذى أقحموا أنفسهم فيه (فى محاولة للتباهى وطمعا فى عطايا الخلفاء والسلاطين) لنفضوا أيديهم من هذه الكتب ولدرسوا كل دارج حولهم من فكر وخلق ومقولات وأدب مما أبدعته الشعوب الأكثر حضارة من إيطاليا ومن اليونان كالمصريين والسوريين والعراقيين، وكان من نتائج هذا الخطأ العربى الناتج عن الإدعاء الغربى مزيد من الإدعاء الغربى الحديث حيث كتب اليونان والرومان حقائق الفكر المصرى بكثير من التعقيد واللف والدوران ثم نقل عنهم العرب بلا فهم فترجموا كتبهم ترجمة خاطئة باعدت بين حقيقة الفكر وبين النص العربى ثم نقل عن العرب علماء ومفكرون الغرب المحدثون نقلا بلا فهم مما قلب المفهوم ليصير ألغازا (فمثلا يقال أن نصوص بن عربى منقولة عن كتاب يونانى الذى ليس إلا أدعية فرعونية هى نفسها الشائعة فى خطب الجمعة بين المصريين وأن النص اليونانى قد فزلك النص المصرى ثم أضاف له بن عربى المزيد من الفزلكات فنتج عن ذلك نص غريب غير عقلانى هو النص الصوفى لابن عربى).
وكل ذلك أنتج فكرا تقرأه فلا تفهم كيف أمكن لمبدع أن يبدعه؟ فهو يبدو معقدا شكلا لكنه لا يحوى بداخله الكثير من التحليلات الذكية وهو يضم مئات من النتائج ذات المقدمات التى لا تؤدى لها وهو يدعو قارئه لهدمه وليس لمحاولة فهمه من كثرة تفاهته.
0 تعليقات:
إرسال تعليق