Ads

عيد الفلاح المصرى وأحداث وذكريات نحتاج إلى إعادة إنتاجها

بقلم / سهام عزالدين جبريل

يوافق يوم 9 سبتمبر 2013م  مرور61عاما على عيد الفلاح المصرى، وهو العيد الذى كان له مجال واسع من التقدير أيام كان هناك سلطة سياسية تقدر الفلاح وترى فيه أصلا للحياة الاجتماعية فى مصر، وأذكر وأنا طفلا صغيرا فى نهاية ستينيات القرن الماضى أنه كان يتم الاحتفال بهذا اليوم، وتقام الاحتفالات حيث يتم تكريم الفلاحين وتسليم الكؤوس والمكافآت المالية لصاحب أعلى إنتاجية فى زراعة القمح والذرة، وبعد هذا الاحتفال بوقت قصير كان يتم احتفال آخر لصاحب أعلى إنتاجية فى زراعة القطن، ومازالت ذاكرتى حتى الآن تحتفظ  بهذه الاحتفالية وماكان يقدمة التلفزيون المصرى من فقرات خاصة بذلك  ويعرض احتفاليات تكريم الفلاحين وهم يتسلمون الكؤوس.
من هنا أرى ان أجيالنا الجديدة تحتاج أن تعرف الكثير عن عيد الفلاح وتاريح تحدد هذه المناسبة التى ارتبطت بإصدار أول قانون للإصلاح الزراعى أصدره جمال عبدالناصر عام 1952،
وكان أهم بنوده تحديد سقف للملكية الزراعية، وتم ذلك فى محاولة لإعادة الحقوق للفلاح، بعد أن عاش حياة السخرة فى ظل حكام سابقين،
 ولا نقول ذلك من باب سرد الذكريات التى تنحاز لحاكم دون آخر، والتى قد تدفع غاضبين إلى فتح مدافع الهجوم، على عبدالناصر وسياساته، ورغم ذلك فإن ما تكشف من فساد اتى بعد ذلك خلال المراحل اللاحقة حيث مما ظهر من محسوبية ومجاملات على حساب الفلاح البسيط ،  ومثال  ذلك الذين حصلوا على آلاف الأفدنة بالفساد والمحسوبية ، مما يدعونا الى اعادة النظر فى ذلك  و هل يجوز استعادة الأرض منهم وإعادة توزيعها مرة اخرى على المعدمين ؟ ولما لا ... فالفلاح المصرى جدير بالتكريم والاحترام واعادة له عزتة وكرامته 
 الفلاح المصرى رمز عظيم لاقدم واعرق حضارة انسانية اسست على هذه الارض وعلى ضفاف النيل العظيم .
فهو الذى حفر القناة ورواها بعرقه ودمائه و كان وقود الثوراث و صانع الثروات
من الإقطاع القديم إلى الإقطاع الجديد ..هكذا هو الفلاح المصرى ابن حضارة النيل العظيم ، الذى  رغم دوره الكبير والمتعاظم في الاقتصاد المصري فإنه إلي الآن لا يتمتع بأي من الميزات التي تقدم للفئات الأخري‏,‏ ورغم أن الفلاحين في مصر يزيد عددهم علي‏15‏ مليون فإن الدولة لا توليهم الاهتمام الذي يستحقونه بل زادت من معاناتهم بإصدارها لقانون العلاقة بين المالك والمستأجر في الأراضي الزراعية‏,‏ وتلك الفئة المهمة لا يوجد تنظيم قانوني يجمع شملهم ويدافع عن مصالحهم‏,‏ ولك أن تتخيل أن الفلاح لا تشمله مظلة التأمين الصحي أو الضمان الاجتماعي وكل فئات المجتمع معفاة بشأن شريحة الأعباء العائلية من الضريبة باستثناء الفلاح الذي نص القانون علي إعفائه في حدود ثلاثة أفدنة شريطة أن تكون الأرض مسجلة وبالنظر إلي عملية التسجيل للأراضي الزراعية لا تتجاوز‏10‏ في المائة من مجموع الأراضي الزراعية‏.‏
يأتى سؤالى السابق مزودا بتاريخ وافر من القهر للفلاح المصرى، فبعد أن وجد نموذجا من القيادة السياسية تشعر بأوجاعه ، وتبحث عن سبل إعادة الاعتبار له بقانون مثل الإصلاح الزراعى، عاد من جديد إلى مواجعه، حتى لو تغيرت ثيابه إلى الأفضل، وأصبح محاصرا بسياسات تؤدى الى إفقاره، وحين تذكره النظام السابق قبل سقوطه بسنوات قليلة، عقد له الحزب الوطنى المنحل مؤتمرا فارغا، كان لمجرد التذكير بأن هناك ملايين الفلاحين فى مصر.
يأتى العيد هذا العام مع متغير الثورة ، والمناداه بالحقوق واحترام الكادحين وإعادة لهم قيم الكرامة الانسانية ، وهناك الكثير من الاجتهادات عن المستقبل، لكن ينقصها النظرة العميقة إلى كيفية إزاحة ركام الأتربة عن الفلاح وحياته المسروقة لصالح أباطرة العصر، ولعل البداية فى ذلك تكون بنجاح تجربة نقابة الفلاحين المستقلة، كوعاء حضارى يناسب مستجدات العصر فى الدفاع عن مصالح أعضائها الذين يعدون الأضخم عددا وأهمية فى مصر ، والذين هم اصل التنمية وإنطلاقتها ، ونبت جذورها العميقة الممتدة  فى المجتمع والمساهمة بقدر كبير فى الاقتصاد المصرى
----------
تحياتى -إعلامية / سهام عزالدين جبريل

0 تعليقات:

إرسال تعليق