بقلم / سهام عزالدين جبريل
تعيش المنطقة العربية مرحلة من ادق المراحل التاريخية حيث اجتاحت كثير من دولها ثورات الربيع العربى التى اختارتها معظم شعوب المنطقة كبديل جديد لتحقيق حلم اجيالها المتطلعة للديمقراطية والتعددية التي تحترم حقوق الإنسان والمواطنة والكرامة الانسانية وتحقيق العدالة الإجتماعية، والتي وضعتها الجماهير هدفا اساسيا فى ثوراتها ولم ترض عنه بديلا ،
ومقابل ذلك كان التحدى الكبير الذى اسقط كثير من الامال واالنتائج التى كانت ترجى من هذه الثورات ، حيث البيئة الغير مهيئة والمناخ العام من ضعف وخلل بنيوى فى الحياة السياسية وأدواتها يصاحبة ضعف أخر فى الأحزاب وقصورها على الوصول للقاعدة الشعبية داخل المجتمع ، حيث وضعت بديلا يمكن ان يستعاض عنه بقوة "الشارع" ، مما ادى الى ظهور تيارات جديدة وقوى مختلفة ومتعددة المسارات ومختلفة فى النهج ، ومتضاربة المصالح ، وهذا فتح مجالات للصراع على الوصول للسطة فى ظل حالة عامة من ضعف أجهزة الدولة المدنية وتأكل مؤسساتها واسقاط هيبتها ، واهتزاز الاستقرار الاجتماعى ،
مما عرض كثير من دول الربيع العربى بل دول العربية بأثرها الى مواجهة تحديات داخلية وخارجية حيث نتناولها اولا من حيث التحديات الخارجية والتى اهمها :
أحادية القطبية العالمية ، وتحديات العولمة ، تنافس القوى الكبرى في المنطقة العربية ، التواجد الأجنبي وأثارة السيئة ، الحرب علي الإرهاب وتداعياته الامنية .
حيث نتناول أهم هذه التهديدات والتحديات بشئ من التفصيل .
أهم : التهديدات والتحديات الخارجية
1-أحادية القطبية العالمية:
تعد أحادية القطبية العالمية للولايات المتحدة الأمريكية تهديدآ وتحدياً ليس فقط للمنطقة العربية بل للعالم بأجمعه خاصةً دولنا العربية والعالم الإسلامي بصفة خاصة ، حيث أن عدم وجود القطب الآخر الذى كان فى المرحلة السابقة ، وهو الإتحاد السوفيتي سابقاً والذي كان يمثل المعسكر الشرقى فى العالم مما كان يعطي لهذه الدول هامشاً للمناوره السياسية ، ولإحداث مناخ من معادلة القوى الكبرى فى العالم ، وبسقوط هذه القوى ، وتفرد المعسكر الغربى الذى اعطى الغرصة كاملة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في فرض النمط الغربي والرأسمالي وبما تملكه من سيطرة ونفوذ على المؤسسات الرأسمالية والمؤسسات الدولية والشركات المتعددة الجنسيات على المنطقة العربية وفرض سياستها خاصة السيطرة على النفط العالمي في الخليج.
وبهذا الشكل فقد باتت تؤثر احادية القطبية العالمية تأثيراً شديداً على كلٍ الدول العربية والإسلامية بإعتبارها تري في الولايات المتحدة الأمريكية عدوا لمصالحها الحيوية ، في حين أنها تؤثر بدرجة هامشية علي إسرائيل، وبدرجة أقل علي كل من إيران وتركيا .
2-تحديات العولمة:
تتبني الدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة العولمة , وتؤدى العولمة الى إنتشار مظاهر سياسية وثقافية تتجاوز بكثير حدود وسلطة الدولة القومية هما من أكثر التطورات التي تمهد للتغير في طبيعة ودور الدولة ، ومن هنا كانت الشكوك والمخاوف لدى الحكومات والشعوب في آن واحد ، فالحكومات تحكمها المخاوف السياسية التي يمكن أن تنجم عن بث برامج معادية لأنظمة الحكم ، أو تبث أفكاراً وأيديولوجيات تهدد الإستقرار السياسي والإجتماعي فـي هذه الدول.
3-تنافس القوى الكبرى في المنطقة العربية:
يعد هذا التنافس نتيجة طبيعية لتصارع الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الدول الكبري علي منطقتنا العربية لتواجد النفط في المنطقة من جهة ولإرتفاع مطالبها الإستهلاكية وطلباتها التسليحية التي تتنافس الدول الكبرى فيهاعلى سوقها تعظيماً لمصالحها الحيوية من جهة أخرى ، إضافة إلى الإستثمارات البترولية التي تجد فيها الدول الكبرى –خاصة الولايات المتحدة - عاملاً نحو زيادة رؤوس أموال شركائها وإعادة تدوير هذه الإستثمارات لصالحها ،
هذا بالإضافة إلى ما للمنطقة من حالة تحكم أحد هذه القوى الكبرى في إضافة نفوذ إلى نفوذها الحالية للتحكم في الأسواق الإقتصادية في مواجهة أي من القوى الأخرى ،
كما أن ذلك زاد التنافس مع التقليل من أهميـة التجمعات الإقتصادية فـى المنطقة من جهة وزاد من فرقة الأطراف المختلفة من جهة أخرى وحقق عدم الإنسجام وإتخاذ المواقف الموحدة . على أن تأثير هذا التنافس يتفاوت بين دول المنطقة حيث يؤثر تأثيراً هامشياً على إسرائيل وتركيا ، ويؤثر علي الدول العربية وعلى إيران بدرجة شديدة.
4-التواجد الأجنبي:
يعد التواجد الأجنبي في المنطقة العربية تهديداً لأمن المنطقة ، وبصفة خاصة الإحتلال الأمريكى للعراق، كما لجأت إليه بعض الدول الخليجية تأميناً لها من التهديدات الإيرانية والعراقية التي لم تخفِ مطامعها في السيطرة على المنطقة ، وعلى الرغم من أن كل دول المنطقة خاصة الدول الخليجية كانت ترى جميعها رفض التواجد الأجنبي بكافة صوره وأشكاله في المنطقة وكانت ترى أن أمن الخليج هو من مسئولية دولة فقط. ويؤثر التواجد الأجنبي في منطقة الخليج تأثيراً شديداً على الدول العربية ، كما يؤثر نفس التأثير على إيران بإعتبارها ترى في الولايات المتحدة وتواجدها في الخليج مع بريطانيا وفرنسا تدخلاً في شئون الخليج ويمنعها من القيام بدورها الذي تتطلع إليه كقوة إقليمية كبرى في منطقة الخليج ، ويؤثر هذا التواجد على دول مجلس التعاون تأثيراً متوسط الشدة نظراً لإمكانية عدم رحيله من جهة والمشاركة في نفقات هذا التواجد الأجنبي من جهة ثانية .
5-الحرب علي الإرهاب
وجهت ادارة الرئيس بوش ـ في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة ـ اهتمامها نحو الحرب ضد الارهاب على الجبهتين الداخلية والخارجية. وهكذا انفتح الباب على مصراعيه امام مجموعة من الازمات والحروب المحتملة بدعوى محاربة الارهاب، كما تبلورت ايضاً فلسفة الحرب الوقائية او الاستباقية التي يجب ان تستخدم بشكل صارم وتشمل استخدام القوة العسكرية وفرض العقوبات واتخاذ اجراءات دبلوماسية وفرض حصار على الدول ويعتبر الحرب على الإرهاب تحديا يؤثر تأثيراً شديدا على كل الدول العربية ويتجاوزة إلى الدول الإسلامية في حين يعد تأثيره فى صالح إسرائيل لإطلاق يدها فى مواجهة المقاومة المسلحة سواء فى قطاع غزة أو فى لبنان.
----------------------------------تحياتى –إعلامية / سهام عزالدين جبريل

0 تعليقات:
إرسال تعليق