خلال الأسابيع التي أعقبت عزل الرئيس السابق محمد مرسي جرت في نهر الواقع السياسي المصري مياه كثيرة وبرزت متغيرات جديدة ومعطيات لا يمكن تجاوزها ويجب التوقف عندها ، ومن ثم بناء تصورات للمراحل المتبقية من الفترة الانتقالية على أساس هذه المتغيرات والمعطيات .
وفي هذا السياق فإن " شبكة الرقابة الشعبية على المرحلة الانتقالية " قد قامت خلال الأيام الماضية بإدارة مجموعة من جلسات النقاش مع القيادات الطبيعية والأهلية والحزبية في عدد من المحافظات المصرية لمحاولة تكوين رؤية مبدئية وتقديم تصور مقبول لكيفية إجراء العمليات الانتخابية المنتظرة خلال الفترة المقبلة .
ومن خلال نتائج هذه الجلسات الحوارية ، فإن " شبكة الرقابة الشعبية على المرحلة الانتقالية " ترى ضرورة أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في نفس الوقت ، بحيث يختار الناخب نوابه الممثلين له في البرلمان وفي نفس الوقت يختار رئيس الجمهورية من خلال إدلائه بصوته في بطاقتي اقتراع .
وترى الشبكة أن هذا التصور يحمل في طياته عدة مميزات تصب مباشرة في صالح الانتقال السلمي و " السليم " إلى الديمقراطية المنشودة والتي من أجلها خرج عشرات الملايين في الشوارع خلال ثورتي 25 يناير 2011 ، 30 يونيه 2013 ، ويمكننا سرد أهم هذه المميزات فيما يلي :-
1- تقليل التكاليف المادية والبشرية اللازمة لإجراء العمليات الانتخابية ، خاصة في ظل ما تشير إليه كثير من التقديرات أن العملية الانتخابية الواحدة تتكلف ما يفوق الملياري جنيه ، فضلا عن أنها تستنزف طاقات رجال الهيئات القضائية وقوى الأمن والقوات المسلحة المسئولين عن الإشراف على العملية وتأمينها .
2- ضمان أعلى نسبة مشاركة شعبية ممكنة ، حيث أن الناخبين في هذه الحالة يعلمون أنهم سيختارون أهم مؤسستين من مؤسسات الدولة ( السلطة التشريعية –رئيس الجمهوريه )
3- تقصير المرحلة الانتقالية إلى أقصى مدى زمني ممكن وعبور الوضع الاستثنائي الذي تمر به مصر حاليا بسرعة وبأمان .
الجدير بالذكر أن " شبكة الرقابة الشعبية على المرحلة الانتقالية " أسستها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في إطار توسيع برنامج الرقابة الشعبية على الانتخابات العامة ، وتعمل الشبكة على مراقبة كل إجراءات المرحلة الانتقالية بما فيها من تعديل للدستور ، انتخابات متعددة ( برلمانية – رئاسية – محلية ) ، فضلا عن مراقبة حالة المشاركة السياسية وضماناتها ، وحق التجمع السلمي وإجراءات حمايته وغيرها من القضايا المرتبطة بالمرحلة الانتقالية . ولا يتوقف عمل الشبكه على الرقابه فقط لكن يمتد الى تقديم المقترحات والتوصيات لضمان تحقيق اهداف الثوره فى ظل انتقال ديمقراطى وتداول للسلطه

0 تعليقات:
إرسال تعليق