بقلم:ماهر عباس
لم يكن مفاجأة لي القبض علي المرشد محمد بديع ليقيني بيقظة وزارة الداخلية ومعها المواطن المصري الشريف الذي اعتبره رجل الأمن الأول الذي قال للإخوان لا في مليونية 30 يونيو وفوض القوات المسلحة والشرطة بمواجهة الإرهاب في اكبر تفويض شعبي وارادة شعبية في التاريخ يوم 26 يوليو.فقد وضع الأمن المصري بكل فروعه يده علي كل شيء في محيط رابعة والنهضة في انحاء الدولة من اجل كشف كل خيوط الترويع والإرهاب التي تمارسها الجماعة التي اتخذت من الدين ستارا ومن التنظيم الدولي أجندة لاسقاط الدولة.
يشاء القدر ان يتم اعلان القبض علي المرشد الضال الذي روج الإشاعات داخليا وخارجيا في نفس اليوم الذي ساد فيه الحزن مصر علي شباب الأمن المركزي الذي طالته يد الخسة والندالة وقتلتهم بدم وببصمات الإخوان والقاعدة والجماعات الإرهابية بالتعاون مع رجال حماس والجناح العسكري للإخوان ورأيت كم الغضب في عيون المصريين خاصة في قري المنوفية التي كان فيها عدد كبير من هؤلاء الشهداء في سيناء.
بديع نشر افكاره وسط جماعته بأنه لابد من حكم مصر أو حرقها ولم يراع حركة التاريخ الذي لم يقرأه وضلل جماعته بالأكاذيب وبث سموم افكاره بين شباب غض يحب مصر وذهب بهم إلي طريق الجنون بغسل الأدمغة والتمسح بالدين.
كان يحرض ويرسل رسائله عبر أعوانه ويذهب بعيدا إلي العقار 84 بشارع الطيران بالقرب من محطة بنزين صديقي الفلسطيني الاصل محمد الطيب متخفيا وبديع الذي احتفل بعيد ميلاده السبعين وسط أنصاره في رابعة قبل نحو 15 يوما. يشاء القدر ان يقبض عليه في يوم عيد ميلاد الرئيس المعزول مرسي. وسقطت بعده العديد من قيادات الجماعة بينهم صفوت حجازي بالقرب من مطروح بعد عملية أمن واضحة شهدها طريق مارينا العلمين ليبيا قبل القبض عليه ب 48 ساعة وكذلك المتحدث الاعلامي مراد علي المتخفي "مكجولا" قبل سفره إلي روما.
المرشد بديع الطبيب البيطري والذي برع في تربية الدواجن باليمن عندما كان يعمل بها رأس حربة الإخوان وخطهم الاحمر بث السموم عبر أعوانه في شبكة عنكبوتية امتلأت بالاشاعات وبدلا من انقاذ مصر بالتحلي بالعقلانية والحكمة وفض الاعتصام سلميا اختار الانتحار السياسي بمواجهة الشعب الذي تيقن ان بديع وجماعته ينفذون أجندة خارجية لصالح امريكا وإسرائيل من اجل مثلث الإسلام السياسي كراتشي انقرة القاهرة في مواجهة إيران وبأموال دولة قطر متجاوزا السعودية مهبط الوحي.
اعتقدت ان المرشد سيغلب المصلحة العليا للوطن ويبتلع جرعة الشجاعة ويعلن لجماعته ان مصر فوق الجميع وينزل للشارع القائد والمعلم ويرتب اوراق جماعته الفاشية. لكنه استمر في غروره تنفيذا للتنظيم الدولي الذي يلغي الوطن والمواطنة وحاول عن طريق المال السياسي القطري والأمريكي والمحفظة المالية الاستثمارية للإخوان والتنظيم الدولي عالميا التي يديرها قريب من الدرجة الأولي للرئيس أوباما يقال إن اخاه هو الذي يديرها وفي حال ثبوت ذلك تتضح حقيقة التأييد "الأوبامي" الأعمي للإرهاب وحرق الكنائس ودور العبادة في مصر.
القطبي بديع ربما لم يقرأ سوي معالم علي الطريق لسيد قطب ولم يتخيل ان الجيوسياسة تتغير مع الزمن ووقف عند 1965 متحجرا متسمرا كمن يعيش في كوكب آخر فكانت النهاية المؤلمة في شقة بمدينة نصر لا رفيق إلا مسدسه وحارسه وافكاره لحرق مصر دون وازع من ضمير. ولم استغرب ذلك عندما امر المرشد القناصة بالوقوف علي سطح المقطم لضرب الشباب وأيضا نائبه محمود عزت الطبيب الذي كان له رأي بتصفية مظاهرات 5 ديسمبر 2012 والتي راح ضحيتها الزميل الحسيني أبوضيف.
أستغرب ايضا كلام الشيخ يوسف القرضاوي الذي تحدث بكلام غير متزن ليلة فض اعتصام مسجد الفتح بما معناه ان علي الشعب المصري ان يواجه مؤسسته التاريخية والوطنية الجيش كمن يقدم صكا للشباب بأن مواجهة جيش الوطن شرف. أليس هذا ضربا من الجنون ياشيخنا ان توجه فتاوي الفتنة إلي صدور حماة الوطن وسيادته. لم اصدق نفسي وهو يتكلم وتخرج الكلمات من فمه وكنت اعتبره حتي اعوام قليلة مضت رمزا دينيا لكن ثورة يناير كشفته واتحاده الدولي انه يعمل لصالح دويلة قطر العظمي.
القرضاوي نفسه لم يجرؤ ان يوجه رسالة إلي أوباما ولو عبر العميل اردوغان الذي يحتضن التنظيم الدولي رسالة ولو خجولة لزيارة عمر عبدالرحمن في محبسه أو ينصح رؤساء امريكا بالإقلاع عن تعذيب العراقيين في أبوغريب أو جوانتانامو.
اذكر عندما اعلنت فرنسا انه غير مرغوب فيه وقف الكثير من المصريين وغيرهم ضد القرار الفرنسي رغم تحفظاتهم علي الشيخ واعتبروا منعه من دخول فرنسا إهانة للمسلمين والعرب لكن القرضاوي لم يقرأ التاريخ أيضا كقيادات الإخوان ورموز الإسلام السياسي وجماعتهم التي حلها الملك فاروق وعبدالناصر وعندما واجههم السادات قتلوه ومارسوا "جيم سياسي" مع الرئيس الاسبق مبارك الذي حاول معهم مسك العصا من الوسوط برمي قطعة خبز جافة يرضي بعضهم بعدد من اعضاء مجلس الشعب لكنه تركهم يعملون كخلايا نائمة كشفها 386 يوما من اعتلائهم الحكم في فرصة لن تتكرر لقرن بعد أن انتحروا سياسيا وكتبوا نهايتهم بأيديهم وبتوقيع ارادة الشعب القائد والمعلم.
أما العميل اردوغان فأعتقد ان قيادته لحملة ضد مصر تأتي من باب الخوف من الدور المصري والذي يذكرنا بدور اجداده أبناء اتاتورك في الخمسينيات عندما جندهم الغرب الأوروبي عبر حلف بغداد ايام عبدالكريم قاسم لمحاصرة مصر القومية في عهد الرئيس عبدالناصر الذي واجه تحالف تركيا وبريطانيا بعدم الانحياز في رؤيته المهمة بمؤتمر باندوج مع تيتو نهرو ومضيِ قدما بمساندة حركة التحرر الافريقية وافشل حلف بغداد والمخطط التركي واعتقد ان اردوغان العميل لا يمكن ان يعطي دروسا في الوطنية لأن العملاء يفتقدون شرف المواطنة. وظني ان الرجل تشبع بأفكار طالبان حاليا وقبلها بأفكار استاذه الافغاني حكمت يار لايمكن وبات غير صداق أو مسموع منذ قدم لنا مسرحية "دافوس" قبل سنوات في لقاء فضائي امام بيريز وبحضور عمرو موسي منسحبا في حركة مراهقة سياسية دغدغ بها مشاعر السذج الذين اكتشفوا ان انسحابه ليس اعتراضا علي بيريز لكن علي إدارة المؤتمر التي لم تعطه وقتا مثل بيريز والدليل انه في اليوم التالي نفذ صفقته للطائرات المبرمة مع الكيان الصهيوني.
ان اردوغان اصبح العصا التي يحركها الغرب وامريكا وحديثه عن حقوق الإنسان وهي واهية وحرث في ماء دليل وضع الاكراد وقصة عبد الله اوجلان لم تمح من ذاكرة الأتراك والاكراد بعد. وستقوم مصر بدورها المحوري الاقليمي والعربي والإسلامي رغم أنف التركي اردوغان.

0 تعليقات:
إرسال تعليق