Ads

عراقنا اليوم

عصام الشاعري


اغني لكِ يابغداد
على عزف العويل وصوت القنابل
بينَ شهداءٌ قضوا نَحبَهُم
وأخرين ينطرون الموت في الصوب المقابل
سَأُغني كالقيصر حينما يتغنى بكِ....لكن دونَ مقابل
عُذراً دار السلام..
ذاكَ اللقبُ ماعادَ يَليقُ بكِ
فقتلا غصت بها أزقتكِ..
تُتوجكِ لتكوني" دار الخناجر"
عُذراً يامدورة الأعراب
وعُذراً لكَ ياجمجمة العرب
أن تشائمتُ فيكَ قليلا
فحالتكَ يُرثى لها ويشهد الرب
لله دُركَ من وطن..
ما اوقفهُ نزيفهُ عن شق المحن
نتلو عليكَ صلاة الموتى في كل يوم
ونَجتمعُ في ان نصنع لكَ الكفن
وانتَ تستغيثُ لا من ألمٌ
بل تستفهمُ منا هل للحي ان يُدفن؟
نعم ياوطني فأبنائُكَ احياءٌ دفنوا
فَلِمَ لا يُدفن الوطن!
فلاحٌ يزرعُ النخلةُ يترقبها فارعة
وحينما يحين موسم جَنيها..
صَعاليك أخر الطريق تجني الثمر
يامن أتخذت منه أنبياء الله ركناً في النبوة
وكل من أحبهم الله نالوا فيه بُضعاً من دَهرْ
ما لله عليك ان يُصيبك هذا القَدر؟
سئمتُ عناوين الصحف والأخبار العاجلة
والطوالع الحاظرة والأخرى الآجلة
فكلها تنذرُ قدوم الموت 
ومصيبة أخرى تعكس دوران العجلة
ماذا أغني لكِ يابغداد؟
عن أطفالُكِ المشردين و تجارة العلب الفارغة؟
عن حراسُكِ المزيفون ؟ ام عن حكوماتكِ الجائرة؟
عن لصوصكِ السَرمديون ؟ ام عن كهرمانة الراحلة؟
عن شوارعكِ ,عن سماؤكِ,عن ماؤكِ؟
ام عن بيوت الصفيح الساخنة؟
ماذا أغني؟
ماذا أغني؟
عجبتُ لشعبٌ يآنسُ بِفُتاتِ خبزٍ
ووسادةُ كنزُ لاينضب!
جياعُ الشعب ما بالكِ
تحمدين الله على شحيحها 
والله لا يحمدُ المتخاذلين
تَريثي فديتك عمري تريثي
فــــ "كل من قتل دون ماله شهيد"
فما بالكِ تطاولين؟
تنتفضين في صمتكِ وتعلقين..
احلامكِ على لافتة "في الفقر لاعيب"
تالله لفيه تكمن العيوب
ويشهد بها الفتى حين حلَ قتلهُ
لو كان رجلاً لمات ومات معه كل عيب
 انا لا أتلو الشعر لهواً 
 ولا ارسم على الماء كباقي الشعراء
بل أجد بين الفقير والرغيف قضية
تفوق قضايا الموت ورحيل العظماء
.............................

مقطع من قصيدة " عراقنا اليوم"
 عصـــــــــــــام الشـــــــــــاعري
كتبت في اوقات متفرقة
............
هــــــــوامش مهمة
مدورة الأعراب- بغداد
جمجمة العرب- العراق
 كل من قتل دون ماله شهيد"-حديث نبوي
[ويشهد بها الفتى حين حلَ قتلهُ
لو كان رجلاً لمات ومات معه كل عيب]-مقتبسة عن قول الأمام علي عليه السلام
"لو كان الفقر رجلاً لقتلته"

0 تعليقات:

إرسال تعليق