دعاء رمضاني

عادل الشرقي 

يا ربُّ عفوكَ عن ذنب ٍ جنيناهُ
عن مسلك ٍ عاثر ٍ كنـّا سلكناهُ
وتـُبْ علينا بما تهواهُ توبتـُنا
من واسع العفو عن ذنب ٍ فعلناهُ
كم اقترفنا المعاصي في مسيرتنا
وأنت أدرى بما كنـّا اقترفناهُ ؟
وكم ظلمنا بهذا العمر أنفسنا ؟
أستغفرُ اللهَ عن عمر ٍ ظلمناهُ
رباهُ رباهُ يا ضوءا ً يكللنا
ويا سنا ً في حنايانا رأيناهُ
إنـّا نحبُّكَ حدَّ الموت في ولهٍ
وأنت منْ في مآقينا حملناهُ
وأنتَ من طولَ هذا العمر نعشقـُهُ
ومن إلى الموت في الدنيا عبدناهُ
يعيشُ فينا مضيئا ً ، وسطَ مهجتنا
من نورهِ كوثرٌ كنا ادَّخرناهُ
ربـّاهُ إنـّا وهبنا الروحَ طائعة ً 
سخيـَّة ً وهي أغلى ما ملكناهُ
نفديكَ أعمارنا نـُجري مدامعَنا
عشقا ً لنوركَ يا ضوءا ً عشِقناهُ
أنتَ الغنيُّ بما أعطتْ وما وهبَتْ
يداكَ للناسِ من جودٍ كسبناهُ
ربـاهُ إنا إلى لقياكَ في ولهٍ
نهفو بقلب ٍإليكَ الشوق أدماهُ
نسعى بأضلاعنا ، نمشي بأدمعنا
وكيف يكتمُ من يهواكَ نجواهُ ؟
وكيفَ يغدو الذي لقياكَ موئلهُ
وأنتَ في كلِّ ما يسعاهُ مولاهُ ؟
كم كان إبليسُ يغوينا بظلمتهِ
وكم مشينا خفافا ً في نواياهُ ؟
كم عاثَ في جمعنا ، أغوى غرائزنا
أن نركبَ الليلَ ، نمشي في خفاياهُ
لكننا حينَ نصحو نلتقيكَ سنا ً
تمتدُّ من حولنــا في الليل ِ كفاهُ
فاغفرْ لمن كانَ قد شطَّ الطريقُ بهِ
ومن به ِ جهلهُ يا ربّ أعماهُ
ومن تراءتْ له الدنيا بحلـَّتها
كزينةٍ وأحتوتْ مسراهُ دنياهُ 
إني أمدُّ ذراعي خاشعا ً ورِعا ً
فهلْ تردُّ الذي امتدَّتْ ذراعاهُ ؟
وأنت أدنى إلينا من جوانحنا
وأنتَ للعاشق ِ الولهان سكناهُ ؟