دكتور عادل عامر
ارتفعت نسبة التذمر لدى لشباب بسبب عدم إيجاد فرص عمل لهم وعدم قدرتهم على الاستفادة من أحلى فترات حياتهم الغنية بالطاقة والحيوية، وهذا يؤدي بهم إلى عدم القدرة على الزواج أيضاً في السن المناسب لذلك مما يهدد برفع نسبة العنوسة في المجتمع وهذا مؤشر خطير جداً يعتبر تربة خصبة لانتشار الرذيلة والفساد والتحلل الاجتماعي كما أنه دافع قوي للجريمة. الظلم الاجتماعي الذي يمارسه بعض الأفراد تجاه بعض آخر ، يشكل ـ هو الآخر ـ عاملاً أساساً لظهور مشكلة الفقر . وللظلم الاجتماعي اتّجاهات عديدة تتغيّر تبعاً للظروف الاجتماعية ، وتبعاً للحالة التي يعيشها الفرد ، والمجتمع ، والسلطة .
وفيما يلي نسجل أهم اتّجاهات الظلم الاجتماعي :
1 ـ صياغة المجتمع على أسس جاهلية ( طبقية ، فكرية منحرفة ، عنصرية ) ، حيث يتمتّع ـ في ضوء هذه الصيغة ـ حفنة محدودة بكلّ فرص الثراء ، في حين تعيش الغالبية من الناس محرومة من أبسط حقوقها الأساس . وفي الواقع أنّ صوراً عديدة من حالات الفقر ، تستند إلى هذا العامل ، فالكثير من الناس هم فقراء لأنّهم ينتمون إلى قبيلة ، أو طبقة ، أو فئة معينة من الناس !! كما أنّ بعض الناس صار غنيّاً لأنّه ينحدر من طبقة ، أو قبيلة أو فئة معيّنة !! وهكذا يتّضح أن تشكيل فئات المجتمع على وفق تلك الموازين يساهم إلى حدّ كبير في نشوء ظاهرة الفقر .
2 ـ وهناك لون آخر من ألوان الظلم الاجتماعي الذي يسبب نشوء ظاهرة الفقر ، وهو الظلم المتّصل بالعلاقات الاقتصادية بين أفراد المجتمع ، ففي غالب الأحيان يتّجه أفراد المجتمع إلى ترتيب معاملاتهم ، وتجارتهم ومكاسبهم على أسس غير عادلة .
حيث يتّجه بعض أفراد المجتمع إلى رفع أسعار السلع بشكلٍ كبيرٍ ، أو إلى احتكارها ، أو استيفاء المنافع والخدمات بأجور زهيدة أقلّ من قيمتها منظومة الأسعار الرائجة ، أو نوع العمل المبذول ، وفي أحيان أخرى يمارس بعضهم التطفيف في الميزان وإلى ما هنالك من صور وحالات اقتصادية غير عادلة تؤدّي إلى سحب أموال الناس بالباطل ، واستغلال طاقات الناس بدون مقابل . وجميع هذه الحالات يؤدّي إلى ظاهرة الفقر ؛ وذلك لأنّها لا تظل محصورة ضمن علاقات فردية ، بل تمتد في عمق العلاقات الاقتصادية وتتحوّل إلى ظاهرة عامة ، وحيث إنّ أسعار الخدمات وأجور الأعمال مترابطة ، فإنّ ذلك التضخّم في أسعار السلع والتلاعب بالميزان ، أو حالات الغش الأخرى سوف تؤثّر مباشرة في دخل أفراد المجتمع بصورة حادة ، من خلال انخفاض القوة الشرائية لفئات المجتمع ، فتنمو بذلك ظاهرة الفقر وتتزايد مع استمرار تلك الممارسات . والذي يعقّد المشكلة أنّ هذه الحالات والممارسات يصعب السيطرة عليها أو منعها ، وذلك إمّا لضعف السلطة عن الوصول إلى تلك الممارسات وضبطها ؛ لأنّها عادة تجري بصورة فردية لا يمكن السيطرة عليها إلاّ في إطار ممارسات حكومية خاصة ، أو لأنّ النظام الاقتصادي قائم على ذلك اللون من الممارسات بحيث يكون السلطان الحقيقي لقوانين العرض والطلب ومن ورائه شهوة حبّ المال ، والاختلاس ، كما هو الحال في الأسواق الحرّة في ظل الأنظمة الرأسمالية . وفي ظلّ هذه الممارسات يتّجه تركيب الفئات الاجتماعية بحسب وضعها المالي ، اتّجاهاً تستحوذ فيه فئة خاصة من الناس على المزيد من الأرباح والفوائد . بينما تتّجه الفئات المتوسطة نحو الأسفل ، والفئات الفقيرة نحو المزيد من الحرمان . فعلى الرغم من وفرة نعم الله التي تسع الجميع إلاّ أنّ نوعية العلاقات الاقتصادية الظالمة بين الناس أدّت إلى تكديس الثروة بيد فئة محدودة من الناس وإلى حرمان غالبية أفراد المجتمع من حقوقهم في الحياة المطمئنة فضح فرعون في شعبة وإظهار للناس مدى ظلمة الذي يعانون منه الكثير بمعنى أوضح جعل موسى من ظلم فرعون لشعبه قضيه رأى عام فقد قام بنقل الناس من الخوف والسكوت الى مرحلة تداول الحديث عن ظلم فرعون . عن طريق موقف مؤمن ألٍِ فرعون . وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانة أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جائكم بالبينات من ربكم وإن يكن كاذباً فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب (28)
ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين فى الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جائنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد (29) غافر طريقة اخرى أظهار للناس مدى كذب وزيف هذا النظام الفاسد المستبد على اعين الناس عملياً عن طريق تحدي موسي عليه السلام لفرعون وسحرته . قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي ( 59 طه) النتيجة وخيمة وغير متوقعه للنظام الفاسد وهي سقوط هذا النظام بموت فرعون وجنوده . ننتقل لمرحلة أخري من مراحل التغيير.بعد موت فرعون وجب على بني إسرائيل إقامة دولتهم في أرض فلسطين وإقامة المنهج الرباني ومحاربة القوم الظالمين فيها لإقامة العدل ورفع الظلم عن الناس حتى بعد موت موسي عليه السلام . فقد حمل هذا التكليف بعده موسي عليه السلام نبي الله يوشع بن نون عليه السلام في المعركة بين طالوت وجالوت التي أقيمت بعدها دولة الحق وكان أول حكامها نبي الله داود عليه السلام .
وهذا فيه دليل على أن أصحاب الدعوات الربانية أن إيمانهم بالله عزوجل يستوجب عليهم رفع الظلم وإقامة العدل وزجر الظالم ومحاولة إعطاء الحق للمظلوم في أي عصر وفي أى مكان. وهذا هو منهج الأنبياء. وكان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم يدركون ذلك ويعملون من أجله . فهذا ربعي بن عامر وموقفه مع رستم كبيرالروم في معركه القادسية لما سأله رستم عن سبب مجيء المسلمين إلى الفرس فقال لهم الله أبتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله قال وما موعود الله قال إن مما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نمكن الأعداء من آذاننا ولا نؤجلهم عند اللقاء أكثر من ثلاث فنحن مترددون عنكم ثلاثا فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث اختر الإسلام وندعك وأرضك أو الجزاء فنقبل ونكف عنك وإن كنت عن نصرنا غنيا تركناك منه وإن كنت إليه محتاجا منعناك أو المنابذة في اليوم الرابع ولسنا نبدؤك فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا أنا كفيل لك بذلك على أصحابي وعلى جميع من ترى قال أسيدهم أنت
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
0 تعليقات:
إرسال تعليق