Ads

نقطة نظام عفوا ... أدب الاحترام أولا ... وقبل كل شئ


بقلم / سهام عزالدين جبريل

هناك صور سلبية وظواهر غريبة طرأت على مجتمعنا وأراها قد تفاقمت بشكل اصبح ملفت للنظر فى رأى أنه بات علينا واجب لابد ان نسعى إليه جميعا كإعلاميين وتربويين ورجال دين ، وقيادات طبيعيه ، واباء وامهات ومدرسون ومدرسات ، لمعالجتها حتى يصلح حال مجتمعنا وتستقيم حياتنا وننشر الاحترام الذى يولد الود والحب بين اطياف المجتمع من منطلق قيمنا الدينية الأصيله .
لقد بدأت الناس لا تسمع الا نفسها ولا ترى الا بمنظورها الشخصى ولا تتكلم الا بلغتها كأنها هى التى تعلم وغيرها جاهل ، فان نصحتهم لا يسمعون وان جالستهم لحديث لا يستفيدون ولا يقتنعون بل وصلنا لما هو أسوأ ، فقد تجاوزنا حق الكبير فأن ناقشناه ناقشناه باستصغار وتعالى كأنها البطوله ، واصبحت مناقشة ذوى الخبرة واهل العلم ليست لها الاحترام والتقدير الذى يجب ان يوضع فى الاعتبار ، بدأنا نشاهد الابن مع الاب والاخ مع الاخ و المذيع مع المسئول والطالب مع الاستاذ والعامل مع المدير والشعب مع الرئيس ، بتنا نشاهد تطاول بعض الآحزاب والقوى السياسية على مؤسساتنا السياديه ، وصرنا نتباها بعدم توقير الكبير فى مجتمعنا ، يؤسفنى ان نرى هذه الصور السيئة والتى لها انعكاساتها على كافة مؤسسات المجتمع بدأء من غياب أدب الحوار بين الافراد الى انتشار عدوى عدم الاحترام الى بيوتنا ومؤسساتنا وفى مدارسنا وجامعاتنا ووسائل اعلامنا ، مما اثر سلبيا على مجتمعنا ، حيث بدأت الاسره تتفكك ويعيش كل فرد فى الاسره كأنه يعيش فى جزيره منفصله . بدأ يجلس الصغير ويقف الكبير . بدأ يتكلم الصغير ويسمع الكبير ، بدأ يتطاول التلميذ على استاذه ، المدرس على مديره ، الموظف على رئيسه ، الضيف على مضيفيه ، وانتشرت ظاهرة تطاول صغار السن على من هم اكبر منهم سنا ، وغابت عنا قيمنا الاصيلة التى تربينا وربينا ابنائنا عليها ، فلابد من احترام الكبير حتى تترابط الاسره ويترابط المجتمع ونرجع الى قيمنا واخلاقنا التى كنا نراها فى أبائنا وأجدادنا ويرجع الينا ادابها وقيمها التى تنطلق من إحترام الكبير والعطف على الصغير .
ولن تنهض الامه الا بالسلوكيات الراقيه التى نؤديها عن طيب خاطر ورضا نفس وابتغاء الثواب لان احترام الكبير فيه احترام لانفسنا وفيه القدوه لأبنائنا وأحفادنا وعندما نخطئ نعلم ان ورائنا كبير يصلح أخطائنا ويقوم اعوجاننا ويربى اخلاقنا .
ولابد ان نضع قاعدة الاحترام فيما بيننا منهاجا لنا ننطلق منه لتطوير وتنمية قدراتنا مع اعتبار أن وإهمية الاستماع لمن هو يكبرنا سنا ومناقشته بأسلوب راقى واحترام رأيه حتى لو اختلفنا معه ، ويجب ألاننسى أن الكبير هو من له كبير، فبالعلم والأخلاق ترتقي الأمم.
* ارى أنه مطلوب من المؤسسات الدينيه والتعليمية والتربوية ومراكز البحوث والجامعات وأجهزة الإعلام اهمية تناول هذه الظواهر السلبية ومعالجتها بطريقة علمية لإعادة تأصيل قيم الاحترام داخل المجتمع ، حتى لاتضيع امتنا وقيمنا ألأصيلة وتنتشر عدوى هذه الظواهر السلبيه وتسود أخلاقيات الجهلاء وصغائر البشر بين اطياف المجتمع وتصل عدواها الى ابنائنا وداخل مجتمعنا فتهدد المستقبل الذى نرجوه أن يكون أفضل .
وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت = فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما
نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَهُ = وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما
فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ = كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما
قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم = مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما
فَماعَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ=إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما
وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم = ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما
نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً = وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما
هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن = ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما
أمير الشعراء / أحمد شوقى
-----------------
تحياتى - إعلاميه / سهام عزالدين جبريل


0 تعليقات:

إرسال تعليق