Ads

لماذا نجح الأوربيون فى الإتحاد وفشل العرب


بقلم / سهام عزالدين جبريل 

نجح الاوربيون فى الوصول الى الوحدة برغم كل الاختلافات والخلافات فيما بينهم والتى كانت نتيجتها سنوات من الصراعات والحروب الدامية وافرزت لنا الحرب العالمية الاولى والثانية ورغم ذلك نجح الاوربيون فى الوحدة وإحداث التكامل الاقتصادى وتحرير التجارة فيما بينهم والتى نورد تفاصيلها الهامة :
حيث انطلق المدخل والخلفية التاريخية من خلال الأتى :
‌فقد كان الهدف هو : تكريس التوجهات الجماعية الرامية إلى التخلص من النظرة القطرية الضيقة إلى مستوى الاندماج التشاركى، فى ظل أهداف عامة مشتركة.
حيث تعد تجربة الاتحاد الأوروبى نموذجا لعلاج الانقسامات الداخلية والعمل من أجل إعادة التواصل الأوروبى ، وتنبع الخلفية المرجعية لفكرة مشروع الوحدة الأوروبية من خلال:
- تشييد البنيات التحتية وبناء اقتصاد أوروبى موحد. 
-العمل على إرساء دعائم السلام داخل أوروبا. 
‌-التدرج التنظيمى للوحدة الأوروبية 
وقد بدأت انطلاقة أوروبا نحو الاتحاد بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت دعوة من فرنسا في 9 مايو/ايار 1950، من خلال مراحل متتاليه مرت بها هذه التجربة وذلك من خلال :- 
1- المنظمة الأوروبية للتعاون الدولى (1948)، من أجل توزيع المساعدات الأمريكية.
2-المجموعة الأوروبية للفحم والصلب. (1951- النواة الأولى- لتطوير صناعات الحديد بأوربا والاستغلال المشترك لمواد الفحم والحديد والصلب).
3- اتفاقية روما (1958- تحفيز الحياة الاقتصادية والبناء على النمو الاقتصادى).
4-السوق الموحدة. (1986- تم إجراء 270 إجراء ضرورى لتحقيق السوق).
وشهد عام 1992م نشأة تأسس الاتحاد الأوربي بناء على ”معاهدة ماسترخت“ الموقعة عام 1992م، إلا أن العديد من أفكاره تعود إلى خمسينات القرن الماضي:
‌- ففي 18 إبريل 1951 اجتمعت ست دول أوروبية هي ”فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا“ واتفقت على تشكيل ”المجموعة الأوروبية للفحم والصلب“ والتي ستشكل نواة قيام المجموعة الاقتصادية الأوروبية ثم الاتحاد الأوروبي.
‌-وفي 25 مارس 1957 وقعت الدول ”اتفاقية روما“ التي وسعت مجالات التعاون، وأصبحت المجموعة تحمل اسم ”المجموعة الاقتصادية الأوروبية. 
‌-وفي 7 فبراير 1992 تم توقيع ”معاهدة ماسترخت“ بهولاندا والتي تم بمقتضاها تجميع مختلف الهيئات الأوروبية ضمن إطار واحد هو الاتحاد الأوروبي الذي أصبح التسمية الرسمية للمجموعة.
ولكن سؤالنا الملح هو : 
-------------------------
لماذا نجح الأوربيون في تجربتهم وفشلت التجارب العربية ؟
----------------------------------------------------------------
اعتقد أن أسباب نجاح الأوربيين وإخفاق العرب يمكن أن يعود إلى مجموعة من الأسباب منها :
أولا : الديمقراطية فمن المعروف أن الاتحاد الاوربى يطلب من الدول الراغبة فى الانضمام إليه شروط قاسية جدا أهمها ضرورة الالتزام بالديمقراطيه وحقوق الإنسان وكلنا نعرف ان أسبانيا والبرتغال لم يسمح لهما بالانضمام له الا بعد سقوط الديكتاتورية الحاكمة في كل منهما وكذلك الشروط القاسية التي اجتازتها دول شرق أوروبا للانضمام هذه الحالة معكوسة تمام فى التجارب الوحدوية العربية فنجد ان اغلب هذه الاتحادات جرت بين أنظمة ديكتاتورية لا تنتمي باى صورة للديمقراطية .
ثانيا : التدرج فالتجربة الأوربية بدأت متدرجة ثم تصاعدت وتشعبت فهي قد بدأت باتفاقية بسيطة لحرية انتقال السلع خصوصا الحديد والفحم ومن ثم امتدت الى حرية انتقال البشر وانتقلت للمجالات السياسية بالبرلمان الموحد وبعدها العملة الموحدة ومن ثم التفكير في الدستور الموحد عكس التجارب العربية التى بدأت شاملة لكل مناحي الحياة بل بدأت اندماجية كما فى تجربة الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا لذا كان الفشل من نصيبها .
ثالثا : أن التجارب الوحدوية العربية كانت تجارب فوقية اى هى مشروعات بدا التفكير فيها من القادة والرؤساء وكان معظمها رغبات لهؤلاء القادة للكيد لبعضهم البعض مثل تجربة مجلس التعاون العربي الذي فكر فيها صدام ردا على تجربة مجلس التعاون الخليجي بينما التجربة الأوربية لمست المواطن العادي من خلال المشروعات التي لمسته ومن خلال انتخابات البرلمان الاوربى ومن خلال حرية الحركة المتاحة له بين دول الاتحاد الاوربى ومن خلال العملة الموحدة التي يتعامل بها بينما المواطن العربي لا يشعر باى شئ من هذا 
رابعا: التجربة الأوربية لم تشهد هيمنة من الدول الكبيرة على الدول الصغيرة بينما في التجربة العربية ، فإن مصر ابتلعت سوريا أيام ناصر وكذلك السعودية وهيمنتها على مجلس التعاون الخليجي وكذلك هيمنة مصر من قبل والسعودية الان على جامعة الدول العربية مما افشل التجارب العربية .
خامسا : الدول الأوربية الغنية كألمانيا وفرنسا لم تبخل بمد يد العون إلى الدول الأقل غنى كاليونان والبرتغال بينما فى العالم العربي وجدنا الدول النفطية المتخمة بالغنى لم تمد اى يد لمساعدة الدول الفقيرة مما أدى الى تفاوت رهيب بين الدول وافشل معظم التجارب الوحدوية 
فى النهاية نأمل أن تستطيع الدول العربية المجتمعة الآن من التمكن من اللحاق بالمستقبل وان تبحث عن عوامل الاتحاد الموجودة والكامنة وان تبتعد قليلا عن الصداع الذي ملئوا به رؤؤسنا بان اللغة العربية والدين الاسلامى كفيلين بإنجاح هذه التجارب الوحدوية فقد أثبتت الأيام فشل هذين العاملين .
وها نحن مازلنا اسرى الفقر والجهل والمرض ، نعيش تناقضات الخلاف والاختلافات والشقاق وازمة الهوية وصراعات العرقيات والاندماج الوطنى وازمة الدين والطائفية والخلافات المذهبية هذه هى ازمتنا التاريخيه التى حولتنا الى افقر شعوب العالم رغم اننا نمتلك ارض تجود بكافة الخيرات وتجمعنا روابط الدين التاريخ واللغه والمصير المشترك .
تحياتى – إعلاميه / سهام عزالدين جبريل


0 تعليقات:

إرسال تعليق