Ads

مصر .... تركناها و أنشغالنا عنها !


بقلم : محمد اسماعيل عمر
صحفى بمجله شمس المستقبل
شغلنا أنفسنا وتفكيرنا بدوله قطر أكثر من مصر بمحاوله فرض سيطراتها علينا ، وذلكً مثلما انشغل السلفيون بالشيعة أكثر من حالهم، فتظاهر العشرات منهم أمام منزل القائم بالأعمال الإيرانى، وسبّوا الشيعة معلنين خوفهم من زيارة السياح الإيرانيين، أو انفتاح مصرى سياسى على إيران, وللمد الشيعى داخل مصر .
أما قطر فقد نالت نصيب الأسد فى حديث بعض الإعلاميين المصريين وداخل الشارع المصرى ، وكأنها قوى عظمى حتى النشيد الوطنى الرائع " وطنى الأكبر "، الذى ألهم أجيالاً كثيرة فى العالم العربى تحول إلى نشيد مسخ ومبتذل " قطرى حبيبى "  نكاية فى تلك الدولة الصغيرة.
المؤكد أننا نعرف طبيعة مشكلاتنا، وأن غياب دورنا الخارجى يرجع لفشلنا الاقتصادى والسياسى منذ عهد مبارك، أما المساحة الكبيرة من الثرثرة والأحاديث الهابطة فى الهجوم على الآخرين مرة بدوافع سياسية، وأخرى بدوافع طائفية فتحول دون أن نمتلك القدرة على التقدم ومواجهة مشكلاتنا الاجتماعية والسياسية بجرأة وثبات.
المؤكد أن معضلة قطر الأساسية أنها تنتشر و تسوّق لنفسها عن طريق قناة الجزيرة على أنها دولة ثورية بعد أن سقطت دول كبيره فى حجم مصر وتونس وليبيا، فى نفس الوقت الذى تستضيف فيه أكبر قاعدة أمريكية خارج أمريكا فى العالم العربى، ولديها علاقات بالإسرائيليين، ولاتزال ترى مصر وتونس بعين الانتفاضات الثورية فى الشارع إذا كانت فى صالح الإخوان، وترفضها أو تهمشها إذا كانت ضدهم.
إن دوله قطر لم تحارب إسرائيل ولن تحاربها، فمهما تمتع رئيس وزراء قطر بمهارات سياسية، فلن يُقنِع كثيرين أن بلده دولة ثورية، وهى التى عرفت ثراءً نفطياً مؤكداً، ولكنها لم تعرف برلماناً منتخباً فى تاريخها كله، فالثورية تُفهم من الرئيس جمال عبد الناصر حين أمم قناة السويس عام 1956، ودفعت مصر ثمناً باهظاً لهذه الخطوة من أجل كرامتها واستقلالها، أو فنزويلا الراحل شافيز، لكن الكثيرين ليسوا مستعدين لسماعها من قطر.
لقد ذكر لى فى إحدى المرات دبلوماسيون أوروبيون أن أفضل فترات الاتحاد الأوربى أداءً كان حين تولت رئاسته دول صغيرة، وضربوا مثلاً بهولندا وبلجيكا ولوكسمبرج. أى أن هناك مساحة "موضوعية" يمكن أن تلعبها قطر داخل العالم العربى، ولكنها اختارت أن تحتفظ بصورة الدولة العظمى لها مقوماتها، وتصبح حليفة أمريكا وحزب الله، صديقة إسرائيل وحماس، هذه المعادلة السياسية المضطربة انعكست على صورتها ومصداقيتها، رغم أنها حاولت تغطيتها بالاستثمارات المنتشرة فى كل دول العالم، وليس فقط مصر.
علينا ألا نسترسل كثيراً فى الانشغال بقطر، لأن ضعفنا الشديد جعلنا ننتقل من الخوف من تدخل الاتحاد السوفيتى فى شؤوننا الداخلية فى الستينيات، والخوف من أمريكا وإسرائيل فى الثمانينيات إلى الخوف من قطر والسياح الإيرانيين فى 2013، وهو أمر مقلق ويعكس حجم الانهيار الذى وصلنا إليه.
المقصود ان يكون أنشغالنا ليس فقط فى  دور قطر فى العالم، ولكن يكون أنشغالنا أكثر بانهيارنا الاقتصادى والسياسى.
* صحفى بجريده أخبار العرب الدوليه.
*صحفى بشبكه أعلاميه الألكترونيه .

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق