Ads

لا تصدقوا هتلر


بقلم : وليد دياب

في شهر سبتمبر 1930 وقف أدولف هتلر أمام دائرة الجنايات بمحكمة ليبزيج كشاهد أثناء محاكمة ثلاث ضباط بتهمة تكوين خلايا فاشية داخل الجيش الألماني. وردا على أسئلة المنصة، قال هتلر أنه عندما يأخذ الحكم ويشرع في إقامة "الرايخ الثالث" فإن دماء كثيرة ستسيل في برلين "لأعداء الشعب" الذين يقفون أمام مشروع "القوميين الاشتراكيين" (أو "النازي"). وتوقع هتلر أن حزبه سيكون الأقوى في البلاد خلال ثلاث سنوات وسيتبوأ السلطة.
لم يصدق أحد ما قاله هتلر على رؤوس الأشهاد أثناء المحاكمة، كما سبق وأن تغاضوا عما قاله في الخطب والأحاديث النارية وفي كتابه "كفاحي"؛ واعتبر الجميع أن هذه مجرد مبالغات وأن هتلر عندما يصل إلى الحكم ("هذا إذا وصل" ـ هكذا ظن الجميع) سيتصرف حتما بطريقة مسئولة ومختلفة تماما.
بعدها بأسابيع قليلة، حصل النازيون على 18% من أصوات الناخبين، مما شكل نصرا هائلا مقارنة بما لا يزيد عن 3% في الانتخابات السابقة. وإذ لم يمكنه هذا النصر من تكوين، أو المشاركة في، الوزارة؛ تحالف مع ألد أعدائه، الشيوعيين، لإثارة الفوضى والاضطرابات في البلاد خلال العامين التاليين.
وفي 1932، حصل هتلر على 30% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، ودخل الدور الثاني ضد بطل ألمانيا في الحرب العالمية الأولى بول فون هندنبورج، الذي فاز بفارق صغير. ثم في نوفمبر من نفس العام، حصل الحزب النازي على 42% من مقاعد البرلمان ودخل في تحالف أصبح فيه هتلر المستشار (رئيس الوزراء). ومع الموت المفاجيء للرئيس هندنبورج في أغسطس 1934، أقنع هتلر الجميع بالتوافق على أن يتولى الرئاسة.
ولم يمض وقت طويل على "استقراره" في الحكم، الذي وصل إليه بطريقة ديموقراطية تماما، حتى بدأ في تركيز السلطات بيديه (جمع الرئاسة والمستشارية الخ) وأصبح لقبه "الفوهرر" (أي "المرشد العام" والقائد بالألمانية).
ونتيجة لعدم تصديق ما قاله الفوهرر شاهد العالم سنوات من الرعب والاستبداد والمذابح والحروب التي راح ضحيتها 25 مليوناً  من الأبرياء ، لم تنته إلا باندحار النازية مع نهاية حرب عالمية وضعت أوزارها في مايو 1945 (في أوروبا) بعد انتحار هتلر.
والنازى كانت أحد اهدافه تفوق الجنس الآري التي بزغت في أواخر القرن 19 ؛ وفى مصر  لا نجد مبررا لعدم تصديق الإخوان في أقوالهم وبرامجهم المعلنة نظراً لتاريخهم الدموى،  وأنهم يقولون ما لا يفعلون ويبتسمون لمن لا يودون، ويصادقون من لا يأتمنون، ويخضعون لمن لا يحترمون، ويتملقون لمن لا يحبون،. فالأخوان يسيرون بنفس سياسة هتلر النازية للإستيلاء على السلطة وتحويل مصر إلى دولة دينية
أن مؤشر الدولة الفاشلة يقرر مسألة غاية فى الاهمية وهى أن الانتخابات ليست هى الحل إلا بعد الاتفاق على الأسس المتعلقة بالدين والانتماءات العرقية والهوية ودستور متفق عليه للبلاد، والمؤسف أن جماعة الاخوان المسلمين وحلفاءها تدفع لمزيد من الانقسامات حول هوية مصر
مدنية، حديثة، عربية، منحازة للعلم والإبداع، تتساوى فيها حقوق كل المواطنين ، يتأكد فيها دور الأزهر الشريف قلعة للوسطية والتسامح، ويتأكد فيها دور الكنيسة الوطنية جزءاً أصيلاً من البناء الوطني، تسودها العدالة الاجتماعية.


-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق